الثلاثاء , مايو 21 2024 | 6:58 م
الرئيسية / بلدنا اليوم / معركة معبر وادي محمود على الحدود مع الأردن.. مدلولات سياسية وعسكرية

معركة معبر وادي محمود على الحدود مع الأردن.. مدلولات سياسية وعسكرية

فيلادلفيا نيوز

بعد سيطرته مؤخرا على معظم النقاط والمخافر الحدودية مع الأردن من منطقة ريف السويداء الشرقي، بدأ الجيش السوري صباح أمس محاولة جديدة للتقدم بهجوم مباغت يستهدف السيطرة على منطقة وادي محمود الحدودية مع الأردن، والاستراتيجية للجانبين، النظام وفصائل المعارضة في البادية، خاصة وان هذه المنطقة تضم معبرا غير شرعي مع الأردن.
ويفسر هذا الهجوم المباغت للجيش السوري باتجاه هذا المعبر، بحسب بعض مسؤولين في المعارضة الهجوم الصاعق للجيش السوري قبل اسبوعين على مراكز ومخافر جيش احرار العشائر التابع للجيش السوري الحر، والقريبة من وادي محمود، واحكام السيطرة عليها رغم وعورتها وعدم اهميتها الاستراتيجية أو صلاحيتها لانشاء معبر.
بيد أن هذه التحركات وان كانت تحمل مدلولات عسكرية حول تفوق الجيش السوري مؤخرا بتوسيع سيطرته في البادية، إلا انها من الناحية السياسية والاقتصادية تعتبر خطوة أولى نحو الوصول إلى معبر مع الأردن حتى ولو كان غير شرعي وهو وادي محمود، كانجاز يمكن البناء عليه في أي أوراق تفاوضية مستقبلية.
بحسب معارضين مثل المحلل العسكري السوري احمد رحال، في ظل اصرار فصائل المعارضة الجنوبية على ابقاء سيطرتها على معبري درعا – الرمثا ونصيب -جابر الشرعيين بين البلدين. ،فقد يسعى النظام للسيطرة على المعبر غير الشرعي”
وهو ما يشكك فيه خبراء مثل المحلل العسكري والخبير الاستراتيجي اللواء المتقاعد فايز الدويري على اعتبار انه” ليس بالتفكير الأردني حاليا”، ويستبعده مسؤولون آخرون في المعارضة السورية، مؤكدين أن” النظام لن يقدم على مثل هذه الخطوة (فتح معبر من البادية)، لان ذلك يكون إعلانا من النظام السوري بانتصار عسكري وسياسي للجيش السوري الحر.
لكن اللافت في الهجوم الجديد استبعاد المليشيات الإيرانية لأول مرة من هجمات الجيش السوري قرب الحدود الأردنية، والذي اكتفى بالسماح لمليشيات محلية مشاركته بالهجوم، وهو ما يشير إلى أن الجيش السوري بدأ يأخذ بالحسبان الحساسية الأردنية من اقتراب المليشيات الإيرانية من حدوده، بحسب مسؤولين في فصائل المعارضة.
وسائل الإعلام القريبة التابعة للنظام السوري من جانبها فسرت هجوم الجيش السوري صباح أمس على وادي محمود بانه “رغبة سورية في السيطرة على أحد المعابر (غير الشرعية) الهامة، التي كان يستخدمها المسلحون في تهريب الأسلحة والذخائر من الحدود الأردنية باتجاه البادية وريف دمشق”، وهو ما نفته فصائل المعارضة.
أكدت هذه الوسائل ان “الجيش وحلفاؤه باتوا يسيطرون على منطقة غدير محمود ووادي محمود قرب الحدود السورية – الأردنية ويوقعون قتلى وجرحى في صفوف المسلحين”.
يأتي ذلك فيما لم يستبعد المسؤول في المكتب الإعلامي لجيش اسود الشرقية سعد الحاج ان “يكون هدف النظام هو فتح معبر له على الأردن من البادية”، بيد انه أكد في ذات الوقت أن” النظام يستهدف اطباق الحصار على فصائل البادية أولا لتوسيع سيطرته في البادية”.
وقال الحاج لـ”الغد” إن “جيش النظام تقدم إلى منطقة وادي محمود بريف السويداء الشرقي والتي تبعد عن الحدود الأردنية حوالي 17كلم، من محورين الأول من محور الفكة شمال منطقة وادي محمود والثاني من منطقة محروثة جنوبها، وكلا المحورين انطلاقا من ريف دمشق الشرقي، وذلك لإطباق الحصار على هذه المنطقة الهامة استراتيجيا، والتي تقع تحت سيطرة فصيلي جيش اسود الشرقية وقوات الشهيد احمد العبدو”.
وأضاف أن” جيش النظام الذي استخدم في هجومه كافة صنوف الاسلحة الثقيلة من دبابات ومدافع وراجمات صواريخ وطيران، استبعد المليشيات الإيرانية لأول مرة من هجمات في المناطق القريبة من الحدود الأردنية، واكتفى بالسماح لمليشيات محلية مشاركته بالهجوم، وهو ما بدا رغبة من قبل النظام بعدم إغضاب الأردن”.
اما المسؤول في المكتب الإعلامي لقوات الشهيد احمد العبدو سعيد سيف فقد استبعد أن يقدم النظام على فتح معبر من البادية، معللا ذلك بأن “هذه الخطوة ستكون بمثابة إعلان من النظام السوري بانتصار عسكري وسياسي للجيش السوري الحر”.
واضاف سيف لـ”الغد” ان “النظام يريد من محاولة السيطرة على هذا المعبر اعطاء زخم لعملياته العسكرية، من خلال الإظهار لحلفائه انه سيطر على معبر ومنطقة استراتيجية”.
وأضاف أن هذا الوادي من اهم المعالم الموجودة في البادية كونه يحوي اشجارا ومجرى سيل مائي يأتي من الأردن ونقطة وصل بين شرق السويداء والبادية الشامية اماكن سيطرة فصائل المعارضة، وبالتالي فهو يعتبر خط دفاع أول عن المنطقة بشكل عام، مؤكدا بانه إذا استولى عليه النظام فأنه يكون قد اطبق النظام على فصائل المعارضة ومن الصعب اجباره على الانسحاب منها”.
وقال إن “وادي محمود رغم انه يشكل معبرا غير شرعي مع الأردن، إلا ان فصائل المعارضة لم تستخدمه ابدا في نقل اسلحة من الأردن كما تدعي وسائل إعلام النظام”.
من جانبه استبعد الخبير الاستراتيجي اللواء المتقاعد فايز الدويري ان يكون هدف الجيش السوري من الهجوم على منطقة وادي محمود هو فتح معبر على الأردن.
واضاف الدويري لـ”الغد” بان “هذه المعركة تأتي ضمن جزء من كل، وهو محاولة النظام السوري استعادة سيطرته على الحدود مع الدول المجاورة، مدللا على ذلك بما حدث على الحدود السورية اللبنانية، حيث استعاد السيطرة عليها بمنطقة جرود عرسال، فيما جرود بعلبك هي قاب قوسين من ذلك، بالإضافة إلى سيطرته على المخافر الحدودية مع الأردن بمنطقة ريف السويداء الشرقي قبل أسبوعين، وهو الآن يحاول استكمال هذه السيطرة بالهجوم على منطقة وادي محمود القريبة منها”.
وحول امكانية فتح معبر بين الأردن وسورية قال الدويري إن “الأردن دولة ذات سيادة، ولا تعترف الا بمعبري الرمثا وجابر، فيما معبر وادي محمود غير مهيأ من حيث البنية التحتية والكوادر لافتتاحه كمعبر رسمي بين البلدين، وبالتالي فهو في الفترة الحالية ليس من ضمن تفكير الأردن الدولة الشريكة لسورية فيه”.
بيد ان المحلل العسكري العميد احمد رحال قال إن الصمت الأميركي ازاء التحركات العسكرية للنظام السوري مؤخرا في ريف السويداء الشرقي بالقرب من الحدود الأردنية، ربما يؤشر إلى وجود نوع من التفاهمات، اهمها فتح معبر للنظام على الأردن.

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com