وأكد الكاتب الصحفى والإعلامي الأردني علي الطراونة ، كبير مذيعى التلفزيون الأردنى و منسق مجلس الوحدة الإقتصادية العربية فى عمان و مستشار سلطة العقبة الخاصة الاسبق ، أن نجاح بلاده في محاصرة وباء “كورونا” بدأ بخطة محكمة، تعتمد على غلق جميع المعابر الحدودية وتجميع كل العائدين إلى البلاد فى حجر صحى لمدة 17 يومًا، وقال “الطراونة” إنه تم عزل نحو 15ألف شخص ، فى فنادق 5 نجوم فى البحر الميت ،  للتأكد من سلامتهم ،  وذلك تحت اشراف القوات المسلحة التى يثق بها الأردنيون ، ومن ثم تطبيق الحجر الجزئى على المواطنين حيث استجاب المواطنين لدعوات الحكومة بكل ثقة وحب.

وأوضح كبير مذيعي التلفزيون الأردني أن بلاده حكومة وشعبًا استشعروا خطر هذا الوباء منذ رصد الحالة الأولى بتاريخ الأول من مارس وكانت لمواطن أردني عائد من إيطاليا فتحركت على الفور أعلى سلطة فى البلاد متمثلة فى جلالة  الملك ، الذى أصدر توجيهاته للحكومة باتخاذ كافة الاجراءات اللازمة للحد من انتشار هذا الوباء و تبسيط الإجراءات على الأردنيين ، حيث أن الأردن ذات امكانيات متواضعة وليست دولة نفطية .

وقال الطراونة: “إن التزام المواطنين أدى إلى نجاح الحكومة ، لأنه لا يمكن لحكومة أن تنجح دون وجود شعب واع ، ومتزن  وقادر على تقدير قيمة الخطر، وكذلك  الخطر  العائد من الانتشار المحتمل للفيروس في البلاد، وأضاف: “بمجرد رصد حالات إصابة في الأردن ، تشكلت على الفور “خلية الازمات” بتكليف  من جلالة الملك ، للحكومة، تم تشكيل هذه الخلية ، تحت إشراف القوات المسلحة الأردنية ، نظرًا  لأهمية القوات المسلحة وما لها من مكانة في قلوب  الشعب، كما هو الحال في مصر ، حيث كانت الدولة المصرية نموذجًا فى تعامل الجيش مع الشعب وكذلك العكس، وأوضح ” الطراونة ” أن ثقة الأردنيين  المطلقة فى الجيش جعلت المواطن فى مستوى الحرص على وطنه، وكان لابد من حماية الطاقم الطبي  للحفاظ على حياة المواطنين، وتم توفير الاحتياجات والأدوات والمستلزمات للأطباء حيث أنهم الذخيرة الحقيقية والمقاتلين فى الصف الأول.

وأشار “الطراونة” إلى تشكيل الصناديق الوطنية التى تبرع فيها رجال الأعمال والمخلصين من أبناء الوطن، وكان الأردن الرائد والسباق فى احتواء هذا الفيروس، واستقبل الشعب الإجراءات القوية بكل حب ووعي فتمكنت البلاد من محاصرة الوباء والوصول الى صفر حالات.