فيلادلفيا نيوز
بقلم: مي عمر الدبايبة
اي وطنٍ هذا الذي بات يقتل أبناءه !!
فهل باتت الأرواح رخيصة إلى هذا الحد
أيعقل أن يموت الإنسان فالمكان الذي يلجأ له ليعيش… فاليوم فقط أيقنت بالمثل القائل
” يؤتى الحذر من مأمنه ”
ف تالله ثم تالله … ستسألون وعند الله ستلتقي الخصوم… ولكن لن نغفر
فستسألون عن أرواح باتت تحت الثرى.. باتت مغدورة من حيث استآمنت
وستسألون عن دمعة كل أم ، وعن قطرة كل دم
وعن هذا الوجع الذي بات يعتصر في قلب كل أردني واردنية
فقسوة هذا المشهد لن تغيب عن الاذهان وستترك ندبة في قلوبنا لن يمحيها الزمان
فلقد تحملنا الكثير الكثير… ابتداءً من غلاء المعيشة الى بطالة الشباب.. ولكن لم يكن بالحسبان أننا سنصل إلى هذا الحد!!
فماذا بعد … أخبروني؟!
هل بقيّ أسوء من ذلك… لنعيشه ؟!
فليس هنالك أسوء من أن يقف الإنسان عاجزاً امام إنقاذ والديه.. فأيديه مُكبلة وقلبه مكلوم وعيناه تترقب اللحظة الاخيره لوالديه وهما يفارقان هذه الحياة بصمتٍ مُريب وبنظرة عتب على هذا الوطن الذي لم يحتضن أبناءه… حتى وهم في اعز الحاجة إليه
ولكن لم يبقى شيء.. بعد هذا كله لنخشاه… فما كنا نخشى حدوثه… أصبح أمراً واقعاً.
فلقد انطفىء نور الحياة في أعيننا.. وحتى بصيص الأمل الذي كنا نراه من نافذتنا المكسورة….. اختفى
فأخبروني… كيف لنا أن نستمر بعد هذا كله؟!
ف يُحكى انه قيل ذات يوم ان (( الانسان هو أغلى ما نملك)) … وهذا ما قاله المغفور له الملك الحسين رحمه الله.. ولكن للأسف أصبح الإنسان هو الارخص.
ولكن فالنهاية مهما طالت العبارات وزادت الكلمات… فهي تقف عاجزة عن وصف هذا المشهد الدامي…
فلا يسعني الا قول رحم الله أرواحهم الطاهرة… ولأهلهم وذويهم عظيم الصبر والسلوان.