الجمعة , مارس 29 2024 | 4:22 ص
الرئيسية / كتاب فيلادلفيا / بلال طوالبة: هذا ما يجري في الأردن

بلال طوالبة: هذا ما يجري في الأردن

فيلادلفيا نيوز

لم يعد خافيًا على الشعب الأردني سوء الحالة النفسية التي يعاني منها المسؤولون، وعلى رأسهم صاحب الولاية، ولعل النهج والسياسات الحكومية المتبعة قد مست الطاقم الحكومي بعد أن لفحت الشعب منذ حكومة أبو الهدى، فالحالة النفسية والتي نشرت مؤخرًا عن الشعب الأردني لم يكن المسؤول بمنأى عنها . فتجلّى الانفصام الحكوميّ واضحًا للعيان من خلال تصريحات أركان الحكومة، وسياساتها، وخططها، وطرق أدائها، وتصرفاتها، فالتشريعات والتناقضات التي أدخلت البلاد في مأزق اجتماعي و اقتصادي وسياسي لم تقف عند حد معين، وما ساعد الحكومة على الاستمرار في هذا النهج هو حالة اليأس والانهزام التي يشعر بها المواطن وكأن الأردن وأرضها لا تعني شيئًا للشعب .
ما زالت الحكومة مصرة على ملاعبة الشعب على “الوحدة و نص”، فهي غير ملامة على اعتقادها السائد، ومؤشرات عدة تدل على حالة التخاذل الشعبي، مما يعطي الحكومة دفعة قوية للمضي قدمًا بنهجها الحالي، فحالة الانفصام التي يعيشها المواطن الأردني لم تسبق بمثيل، والتي تعود في مجملها الى عدة عوامل أدخلت الشعب في نفق مجهول منها :الحالة الاقتصادية: إذ تعد أكبر كذبة قامت بها الحكومات منذ ثمانينات القرن الماضي، فالحالة الاقتصادية المتردية التي يعيشها الأردن الآن جاءت بناء على مخططات اقتصادية خاطئة أسمهت في ضرب الاقتصاد الأردني، ولعل عدم وجود رجال دولة حقيقين وتغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة أدى الى تدهور الاقتصاد ودخول البلد تحت رحمة صندوق النقد الدولي والدول المانحة. فالأردن لا ينسلخ جغرافيًا عن بلاد الشام التي تعج بالخيرات، فكانت الزراعة والسياحة والموارد البشرية هما من أكبر روافد الاقتصاد الأردني، ناهيك عن وجود العديد من المعادن الثمينة كالبوتاس والفوسفات.
الحالة الأجتماعية : الانحلال الاجتماعي الذي أصبح يعاني منه الأردن مؤشر خطير لا يقل عن الوضع الاقتصادي؛ فغياب المنظومة الاجتماعية و تدميرها من خلال قوانين وأنظمة وضعت ممن توسد المسؤولية لضرب النسيج الأردني دمرت أواصر الترابط والتكافل الاجتماعي الموجود بين المجتمع الأردني، رغم التقدم التكنولوجي الذي يشهده العالم والذي بدوره يجب أن يسهل من عمليات الترابط والتواصل الأجتماعي. إذ أدى الترويج للمخدرات وشيوعها، والابتعاد عن الموروث الأردني الأصيل، والهجمة الشرسة التي تشن على ما تبقى من كيان العشيرة الأردنية أدت الى حالة أجتماعية معدومة.
الحالة السياسية : الترنح السياسي الذي أصاب مفاصل الدولة جعل الشعب في حالة نفور من السياسيين وبرامجهم، ولعل الاختيار السياسي غير السليم جعلنا أمام ثلة من السياسيين المأجوريين الذين يتاجرون بمواقفهم على حساب الأردن وشعبه. فالاحزاب التي توجد بالأردن هي أحزاب دكتاتورية دموية تؤمن بمبدأ الإقصاء وهي تمثل أجندات خارجية ليس لها صلة بالأردن والشعب، ولعل الحراك الشعبي الذي كان الأردنيون يتوسمون به خيرًا، وذلك بعد دخول الأحزاب ورجالاتهم إليه، ولكن حرف بوصلته عن الطريق الصحيح جعله عبئًا على كاهل الشعب . ناهيك عن النقابات ودورها الركيك في الساحة الأردنية؛ فهي نقابات نفعية بامتياز ليس لها أية أستقلالية تذكر، وتعد أمتدادًا للأحزاب المشبوهة التي توجد على الأرض الأردنية. ويفسر العديد هذه الحالة السياسية بأن الحكومات المتعاقبة قد عمدت إلى إضعاف الأحزاب والنقابات، أو كما أحب أن أصفها قامت بشراء ذمم القائمين على الأحزاب والنقابات ليتسنى لهم أضعافها . هذه العوامل التي ساهمت بشكل مباشر في وصول الأردنيين إلى حالة اللامبالاة، وعدم الجدية في التعاطي مع ما يحدث في الساحة الأردنية رغم قيام العديد من المحاولات الهزيلة من بعض الشرفاء الحراكيين الذين لا ينتمون إلى جهة أو يحملون أجندات خارجية باعثة على أمل بعيد ولكنه سيتحقق يومًا ما . عاش الأردن وعاش الشعب الأردني.

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com