السبت , مايو 18 2024 | 9:17 ص
الرئيسية / كتاب فيلادلفيا / الاستاذ المحامي سائد الربضي يكتب: البدء بالاصلاح شرط لنجاح انتخابات مجلس النواب التاسع عشر

الاستاذ المحامي سائد الربضي يكتب: البدء بالاصلاح شرط لنجاح انتخابات مجلس النواب التاسع عشر

فيلادلفيا نيوز

بلغت نسبة التصويت عام 2016 في انتخابات مجلس النواب الاردني الثامن عشر 35.84%  وهي نسبة متدنية تدل على ضعف ثقة غالبية الناخبين الاردنيين بالعملية الديمقراطية في الاردن بشكل عام و اداء مجلس النواب بشكل خاص. و باجراء مقارنة مع بعض نسب التصويت في الانتخابات النيابية من حول العالم يتضح لنا ان الاردن يقع مع الدول الاقل تصوياً في الانتخابات النيابية و التي عادة ما تشهد احتجاجات و مظاهرات شعبية تطالب بالاصلاح السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي من وقت الى اخر، اما الدول التي ترتفع بها نسب التصويت فتشهد استقرار سياسي و اقتصادي و اجتماعي كما هو مبين بالقوائم التالية: 

بعض الدول التي ترتفع فيها نسب التصويت في الانتخابات النيابية عن 50%  بعض الدول التي تنخفض فيها نسب التصويت في الانتخابات النيابية عن 50% 
  • بريطانيا انتخابات عام 2015:     68.8%
  • المانيا انتخابات عام 2017:      76.20%
  • ماليزيا انتخابات عام 2018:     82.23%
  • سنغافورة انتخابات عام 2015:  93.56% 
  • ايطاليا انتخابات عام 2018:     72.93% 
  • البرازيل انتخابات عام 2018:  79.67%
  • فرنسا انتخابات عام 2017:       48.70%
  • لبنان انتخابات عام 2018:        49.70%
  • العراق انتخابات عام 2018:     44.52%
  • السودان انتخابات عام 2015:    46.40%
  • الاردن انتخابات عام 2016:     35.84%
  • سوريا انتخابات عام 2020:      33.17%

 

وبالرغم من وجود عدد من النواب الاكفاء في المجالس النيابية المتعاقبة الا ان معظم الناخبين الاردنيين  غير راضين عن اداء تلك المجالس و يعتقدون انها شريكة بالمسؤولية مع  بعض الحكومات عن الوضع الحالي المتردي بسبب تنفع بعض النواب من موقعهم في المجلس و قيام الكثير من النواب بدور خدماتي اكثر منه تشريعي و رقابي، و الاختلاف الكبير بين مطالب الناخبين و بين برامج معظم النواب حيث يغلب عليها العناوين و الشعارات العامة او التي لا تكون من اولويات الناخب الاردني. بالاضافة الى تمرير مجالس النواب بعض التشريعات المثيرة للجدل و منح الثقة لبعض الحكومات الغير مرضي عليها شعبياً و اقرار بعض الموازنات العامة التي لا تخدم الاقتصاد الوطني و لا المواطن بل تنفذ طلبات صندوق النقد الدولي و الجهات المانحة، ناهيك عن تصرفات بعض النواب المخالفة لتقاليد و اعراف البرلمان الاردني من مشاجرات و غيرها من التصرفات المرفوضة.  

و مع ذلك فان  ظروف الوطن الحالية من فقر و بطالة و نقص الخدمات الاساسية المجانية و ترهل الدولة و الفساد الاداري و المالي في بعض مؤسساتها  ساهم في انتاج نواب الخدمات و نواب المال السياسي  كما ساهم ضعف سيادة القانون المتمثل في بطئ اجراءات التقاضي و قصور بعض القوانين عن مواكبة العصر بالاضافة الى توغل السلطة التنفيذية في بعض الحالات على السلطة القضائية في انتاج نواب الواسطة و المحسوبية كبديل عن القضاء الامر الذي عزز الانتماءات المناطقية و العائلية و اضعف الاحزاب السياسية. كما ساهم  التضيق على الحريات السياسية في الاردن في اضعاف الاحزاب السياسية و مصادرة دورها في العملية الديمقراطية عامة و انتخابات مجلس النواب حاصة. 

ان الوضع الاقتصادي الحالي في الاردن صعب جداً و الايام القادمة ستكون اصعب و تتطلب من الاحزاب السياسية و المجتمع المدني و رجال الاعمال و الحكومة التعاون و التنسيق لتخطي هذه المرحلة من خلال الحوار ضمن مؤتمر وطني يعقد قبل اجراء الانتخابات النيابية في 10/11/2020، تدعو له الحكومة برعاية ملكية سامية لوضع خطة عمل للخروج باقل الخسائر من هذه المرحلة و تفعيل التنمية الاقتصادية و التأسيس لمرحلة جديدة من العمل السياسي الديمقراطي على اساس احترام الحريات السياسة و سيادة القانون من اجل اعادة الثقة في  دور مجلس النواب و اعادة الثقة بالحكومة و مؤسسات الدولة، واقترح ان تبادر الحكومة كبادرة حسن نية قبل بدء المؤتمر الوطني الى الافراج عن جميع معتقلي الرأي و تفعيل المادة رقم (7) من قانون الصناعة و التجارة  رقم (18) لسنة 1998 لتحديد اسعار المواد الاساسية و الرقابة عليها لحماية المستهلك من استغلال  بعض التجار و البدء الجدي في تقليل النفقات الحكومية لتكون القدوة و المثل للجميع. كما اقترح ان تناقش في المؤتمر الوطني الورقة النقاشية  الثانية لجلالة الملك الخاصة بالحكومة البرلمانية التي تجسد شكل من اشكال الملكية الدستورية الحديثة. 

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com