الإثنين , يونيو 16 2025 | 1:58 ص
الرئيسية / stop / رايق المجالي يكتب : مع عاطف…!

رايق المجالي يكتب : مع عاطف…!

فيلادلفيا نيوز

مر زمان على الكرك والكركية وكلما جاء الإستحقاق الانتخابي يثور في أوساطهم استطلاع عفوي يجري في المجالس وفي الشوارع وفي كل الأحاديث الصباحية حتى في اجتماع نسوة صباحا في منزل احداهن أو على أحدى (المساطب) في (ديوان قهوة) يومي -عادة نسائية كركية -وفي أي (تعليلة ) مسائية ونتائج كل استطلاع في كل جلسة وتعليلة ( أن الأغلبية مع عاطف) ، ولم يكن مصطلح (اكتساح) حينها يتردد لأن اصطفاف كتلة عريضة من الناخبين (مع عاطف) لم يكن لخوض معركة مع أحد أو مع أي صف أو صفوف أخرى بل كان أمرا طبيعيا يعنون مشاعر (مودة واحترام وعرفان) لرجل يعرفه الناس أصلا وفصلا ويعرفونه من أي الأصلاب ولد ويعرفون عمه وعمته وخاله وخالته ويعرفونه طفلا وصبيا وشابا ورجلا وكيف نشأ وأين مشى وركض ومع من تصادق وربما يعرفون كل مشاجراته في صباه في شوارع وحارات وأطراف القرية.

“عاطف” واحد من “عيال يوسف” وكان عاطف عنوانهم فإذا ذكر إسم عاطف فهو يعني “عيال يوسف” وإذا قيل “عيال يوسف” فالحديث يكون عن” عاطف” مع أن كل أخوته رجال ناجحون في مساراتهم بالعلم وبالخبرات المتنوعة ولولا أن ” يوسف الأب” كان الرجل ” المعدود” بين أفراد العشيرة العريقة (الطراونة) وفي الكرك لما ارتبطت التسمية والإشارة (لعاطف ولإخوته) دائما (بعيال يوسف) ، بل كان ذلك إشارة بالبنان لأبناء أثمرت بهم تربية رجل صالح فكانت كأنها مقولة ” ها هم عيال يوسف بروا سيرة أبيهم وتعبه عليهم” .

وربما كان “عاطف” أو “عيال يوسف” قد تكون عنه وعنهم انطباع عام خارج الكرك وعند البعض داخلها بأن ثبات حصول “عاطف ” على أحد مقاعد النيابة عن الكرك في كل الدورات على مر عقدين من الزمان سببه بذل المال مع الجهد في حملات انتخابية كما يعرفها الناس عند كل مترشح للبرلمان ، ولكن الحقيقة كانت بأن النجاح في كل المرات سببه ما (بذله عاطف وعيال يوسف ” من محبة ومودة واحترام لأهلهم والناس وما بذل عليهم من والدهم -رحمه الله – من جهد التربية الصالحة ،لأن المال والجهد والحملات لم تكن حكرا عليهم ولهم لكن حملات” العليق يوم الغارة ” تفشل دائما ما لم تكن مبنية على أرضية وخلفية صلبة وحقيقية وحبال مودة متينة بين المترشح وقاعدته من أهله وكل منطقته.

ولما صار “عاطف ” أيضا عضوا دائما في مجلس النواب بتعاقب الدورات التي خاضها لم يحتاج إلى وقت طويل ليجلس في المكتب الدائم للمجلس رئيسا للنواب عندما نحت الظروف كركيا آخر -أبا سهل رحمه الله – عن تبوء المنصب والمقعد ، فأندفع “عاطف” بقوة دفع محبة زملاءه في المجلس فقد انتقلت عدوى استطلاع المحبة إلى أروقة المجلس ” مع عاطف” فصارت أيضا مجالس النواب في أروقة المجلس وفي الجمعات خارجه على عشاء أو في أي مناسبة تدور الأحاديث والنتيجة دائما (الأغلبية مع عاطف) .

وكان ” عاطف” في رئاسته لمجلس النواب على قدر حسن ظن كل من كانوا ” مع عاطف” فكان (الكركي الصميم والأردني العميق انتماء وولاء) فكان لكرسي الرئاسة هيبة لم يفرضها عاطف (بالتلويح بالنظام الداخلي لمجلس النواب في وجوه زملاءه) بل بهيبة الرجل والشخصية الوطنية التي تحترم الآخرين فتقابل بالاحترام والتقدير والمحبة.

(يا أبا الليث ) :…

نحن -والكركية تحديدا – نعلم أنها لم تكن محنتك مع المرض أول المحن والامتحانات في عمرك وسيرتك ، ونعلم معدنك وشكيمتك في كل محنة ، ولكن نريدك أن تعلم بأن (الأغلبية الساحقة) بل (إجماع عند الكركية من السيل للسيل) وبإستطلاع القلوب بعد وعكتك -العابرة بإذن الله وفضله ونعمته – نتيجته أن كل القلوب وبصدق “مع عاطف” والدعاء بظهر الغيب لك بالشفاء العاجل غير الآجل يتردد في الصلوات وفي تمتمات كل من يذكر عنده إسمك.

ورب دعوات أرملة لك جبرت خاطرها وحدها أو أم رسمت بسمة على محياها أو “ختيار” حملته عصاه إلى بابك ولم ترده خائبا تسري بليل فيبرهم الله فيكشف عنك غمتك وتكفيك ما في الدنيا من طب وطبيب.

اللهم شفاء لا يغادر سقما عاجلا غير آجل “لعاطف” .

رايق المجالي/أبو عناد.

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com