فيلادلفيا نيوز نجعل الخبر مبتدأ
فيلادلفيا نيوز
توفي الطفل عبد الرحمن نبهان، اليوم الجمعة، متأثرًا بحروق بالغة أصيب بها بعد سقوطه في قدر للطعام خلال تدافع أمام تكية حاول الحصول منها على طعام له ولعائلته، في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، في مأساة جديدة تؤشر على مستوى الجوع الذي فرضته الحرب الإسرائيلية على غزة منذ أكثر من 15 شهرًا.
وقال نبيل والد الطفل عبد الرحمن نبهان، إنه “اضطر للنزوح إلى مدرسة تحولت لمركز إيواء، في منطقة أرض المفتي شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، بعد أن قصف الجيش الإسرائيلي منزله في منطقة أخرى من المخيم”.
وأضاف خلال وداع طفله “عبد الرحمن كان يحاول الحصول على الطعام من تكية أمام مدرسة في مخيم النصيرات، وخلال ذلك سقط في قدر في أثناء التزاحم والتدافع”.
وتابع الوالد الذي يعيل أسرة من ستة أشخاص “أصيب عبد الرحمن بحروق بالغة وبعد أربعة أيام كانت حالته صعبة جدًّا، توفي اليوم”.
وقال: “نزحنا من منطقة خطيرة لمنطقة أخرى خطيرة، ولا يوجد مكان آمن في قطاع غزة، وبعد أن نجونا من القصف توفي ابني محترقًا خلال محاولته الحصول على الطعام”، مشيرًا لحالة الجوع والغلاء وفقدان السيولة النقدية التي أفقدته القدرة على تلبية احتياجات أسرته من طعام.
وأضاف أن “التزاحم والتدافع أصبح يحدث خلال الحصول على الطعام أو حتى المياه بسبب الجوع وقلة توفر مقومات الحياة”.
وتابع حديثه متحسرًا على الحال الذي وصل إليه هو وعائلته “لم نرَ مثل هذه الأمور إلا خلال الحرب، وقبل أن تندلع لم أكن أحرم أطفالي من أي شيء، لكن الآن أصبحنا لا نملك شيئًا، ونتعرض للقتل في كل دقيقة”.
وباتت ما تُعرف بـ”التكيات” الملاذ الأخير لغالبية النازحين في قطاع غزة للحصول على الطعام، في ظل أزمة الجوع التي تتفاقم يوميًّا مع عرقلة إسرائيل لوصول إمدادات الغذاء للقطاع.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، في أحدث تقاريره، إن “أزمة الجوع في جميع أنحاء قطاع غزة تستمر في التفاقم، وسط نقص حاد في الإمدادات، وقيود شديدة على الوصول، ونهب مسلح عنيف”.
وأضاف “إذا لم يتم استلام إمدادات إضافية، فإن توزيع الطرود الغذائية على الأسر الجائعة سيظل محدودًا للغاية، كما أن أكثر من 50 مطبخًا مجتمعيًّا تقدم أكثر من 200 ألف وجبة يوميًّا للمواطنين في وسط وجنوب غزة معرضة أيضًا لخطر الإغلاق في الأيام المقبلة”
