فيلادلفيا نيوز
الفلسطينيون، الاثنين، الذكرى 75 لنكبة الشعب الفلسطيني، بمشاركة الأمم المتحدة، لأول مرة منذ عام 1948، في فعالية رسمية، في مقر الهيئة الدولية للأمم المتحدة في نيويورك.
ويلقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم، كلمة في الأمم المتحدة، لأول مره بالتزامن مع ذكرى النكبة. كما ستعقد الجمعية العامة جلسة صباحية للاستماع إلى كلمات مؤازرة للشعب الفلسطيني من رؤساء مجموعات إقليمية وممثلي دول.
ووفقا للتفويض الممنوح من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، بقرار صدر في 30 تشرين الثاني 2022، سيتم إحياء هذه الذكرى، بتنظيم حدثين في مقر الأمم المتحدة، تتشارك في تنظيمهما بعثة المراقبة الدائمة لفلسطين لدى الأمم المتحدة، ولجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، بمساعدة شعبة حقوق الفلسطينيين في إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام.
وصوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار مؤيد للفلسطينيين لإحياء ذكرى النكبة في الأمم المتحدة، بأغلبية 90 صوتا مقابل 30 معارضا فيما امتنعت 47 دولة عن التصويت على المبادرة.
ويطلب القرار من شعبة حقوق الفلسطينيين بالأمانة العامة، تكريس أنشطتها في عام 2023 لإحياء الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة، بما في ذلك إقامة حدث رفيع على المستوى الرسمي في قاعة الجمعية العامة، في 15 أيار 2023.
وسينظم اجتماع خاص رفيع المستوى من الساعة 10 صباحا إلى الساعة 12:30 ظهرا (بتوقيت نيويورك) في غرفة الاجتماعات رقم 4 بمقر الأمم المتحدة.
وسيرأس هذا الحدث السفير شيخ نيانغ، رئيس لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، وسيلقي خلاله الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطابا، إضافة لكلمات من وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو، والمفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (أونروا) فيليب لازاريني، وممثلي المجموعات الإقليمية والمجتمع المدني.
وإلى جانب الفعالية الرسمية، سيقام حدث تذكاري خاص وحفلة موسيقية في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، من الساعة 6 حتى 8 مساء (بتوقيت نيويورك)، ويهدف هذا الحدث إلى خلق تجربة غنية حول نكبة الشعب الفلسطيني، من خلال صور ومقاطع فيديو وشهادات، وحفلين موسيقيين، الأول للفنانة الفلسطينية سناء موسى، والآخر لنسيم الأطرش، عازف التشيلو والملحن الذي رشح لجائزة جرامي، برفقة أوركسترا نيويورك العربية.
وتمت دعوة جميع أعضاء الأمم المتحدة ومراقبيها لحضور الحدثين، إضافة إلى المنظمات الحكومية الدولية ومنظمات المجتمع المدني وكذلك الجمهور، وفقا لبيان نشر في موقع الأمم المتحدة.
وقال مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، إن بعثة فلسطين واللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، وكل الأصدقاء وشعبة فلسطين في سكرتاريا الأمم المتحدة، اختارت تفاصيل هذه الفعالية بجلستيها الصباحية والمسائية، تنفيذا للقرار التاريخي الصادر عن الجمعية العامة، بإحياء ذكرى النكبة الـ75 للمرة الأولى في تاريخ الأمم المتحدة.
وأكد أن الجهود بذلت على قدم وساق لإنجاح الجزء الصباحي من الفعالية، الذي سيلقي فيه الرئيس محمود عباس كلمته، وكذلك في البرنامج المسائي في قاعة الجمعية العامة، حيث تم الترتيب للفعالية الفنية والثقافية الراقية لسرد الرواية الفلسطينية عن واقع النكبة.
وأوضح أن الفعالية الفنية ستقام في قاعة تتسع لنحو 2000 شخص، وتوقع أن تكون مكتظة بالحضور من السلك الدبلوماسي وموظفي الأمم المتحدة وأبناء الجالية الفلسطينية والأصدقاء من حول العالم وبحضور الرئيس.
وأكد منصور، أن اعتماد الجمعية العامة، التي تمثل برلمان العالم، لقرار إحياء فعالية بذكرى النكبة لأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة، يمثل نجاحا للدبلوماسية الفلسطينية.
وبين أن طلب الأمم المتحدة إحياء فعالية بمناسبة ذكرى النكبة الخامسة والسبعين، فهذا يعني أن الجمعية العامة ولأول مرة وبشكل رسمي تعترف بنكبة الشعب الفلسطيني، وبكلمات أوضح: “برلمان العالم يتعرف لأول مرة بنكبة الشعب الفلسطيني ويطلب إحياء هذا اليوم وبتنفيذ نشاطات على مدار عام 2023 بأكمله.”
ونوه إلى أن الاعتراف بالنكبة سيتبعه جهد في البناء على القرار وتطويره وانتزاع تشريعات لاحقة، وهذا يعتمد على الإبداع الفلسطيني.
وتابع: “في 29 تشرين الثاني 2012، صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة على القرار 67/19، والذي منح فلسطين مركز دولة غير عضو لها صفة المراقب في الأمم المتحدة، بدأنا بفكفكة القرار والبحث بتفاصيله بغية التطوير عليه، فكان التحاق فلسطين بأكثر من اتفاقية ومعاهدة دولية، ودخلنا محكمة الجنايات الدولية، وأصبحنا دولة طرفا في مؤتمر تغير المناخ وفي غيره، ورفعنا علم فلسطين في الأمم المتحدة، بما يعني أننا عملنا على تكريس الوجود الفلسطيني في المحافل الدولية كدولة وليست كفكرة.”
وذكر منصور، أن الفعاليات التي ستقام الاثنين ستبث على الهواء مباشرة وستصل لكل العالم من خلال موقع الأمم المتحدة وتلفزيونها.
وقال إن بعثة فلسطين عملت بكل طاقتها لحشد كل موظفي البعثات والجمهور ليشاركوا الشعب الفلسطيني إحياء ذكرى النكبة في الأمم المتحدة.
واستبعد منصور أن يكون بمقدور أحد أن يؤثر على حجم الحشد المتوقع، وذلك في تعقيبه على التقارير التي أشارت إلى أن دولة الاحتلال نشطت دبلوماسيا في الأسابيع الأخيرة من أجل إفشال هذا الحدث.
وفي نيسان الماضي، ذكرت وسائل إعلام عبرية، أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أرسلت خطابات لممثلي مختلف الدول وناشدتهم عدم المشاركة في فعالية إحياء الذكرى الـ75 للنكبة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.
آنذاك، نقل عن مسؤول في تل أبيب قوله، إن الجهود الإسرائيلية تركز على إقناع الدول بعدم إرسال مبعوثين من طرفها لحضور الفعالية، خاصة وزراء الخارجية، و”الأفضل أن تتم مقاطعة الحدث بشكل قاطع”.
وجاء في نص رسالة الخارجية الإسرائيلية إلى مندوبي بعض الدول في الأمم المتحدة “رجاء خاطبوا المستوى الرفيع من أجل امتناع دولتكم عن المشاركة في الحدث لإحياء الذكرى الـ75 للنكبة، سيأتي أبو مازن ليلقي خطابا، فاطلبوا من زملائكم خاصة من المستويات الرفيعة أن يحثوا مندوبيهم في الأمم المتحدة ألا يشاركوا في الفعالية التي تتبنى الرواية الفلسطينية التي تعارض حق إسرائيل في الوجود”.
وشدد مندوب فلسطين، على أن انخراط بعض الأطراف في محاولات لثني دول عن الحضور والمشاركة في فعاليات إحياء ذكرى النكبة، لن يجدي نفعا ولن يكلل بالنجاح، “إذ نتوقع وجودا ضخما في قاعة الجمعية العامة للمشاركة البرنامج الرسمي والثقافي، الذي سيكون فريدا من نوعه”.
وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي يعادي الفلسطينيين في كل يوم بالمحافل الدولية، لأن القضية الفلسطينية ما زالت حية في مجلس الأمن والجمعية العامة، وفي كل أجهزة الأمم المتحدة، بما يكذب روايتهم التي تزعم أن فلسطين غير موجودة لا كدولة ولا كقضية.
ووفقا لتصريحه، لن يكون مستغربا أن تعادي إسرائيل خطوة اعتراف الأمم المتحدة بالنكبة، كونها الطرف الرئيسي الذي خلق هذه المأساة، ولأنها ما انفكت تحاول إلغاء وجود وحقوق الفلسطينيين، بزعم أنها الوحيدة صاحبة حق تقرير المصير والوجود والأرض.
إلا أن هذا العداء لم يفضِ لإقناع العالم برواية الاحتلال، على عكس الفلسطينيين الذين نجحوا في كسب اعتراف العالم بشكل شبه جماعي بالحقوق والنكبة وبضرورة إنهاء الاحتلال وإنجاز الاستقلال لدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، كما يقول السفير رياض منصور.
وأضاف منصور: “هذا المحفل الدولي ميدان صراع سياسي دبلوماسي بيننا وبينهم، ونحن بفضل صمود الشعب وبطولته نتفوق بنجاحاتنا في إطار الأمم المتحدة والتشريع والتفاف العالم حولنا، ولكننا لم نصل بعد للحظة أن ينسحبوا عن الأرض لنحظى بالاستقلال لكن هذا اليوم سيأتي ونأمل أن يكون قريبا”.
سجلات “أونروا”
قال الجهاز المركزي للإحصاء، إن سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، تشير إلى أن عدد اللاجئين المسجلين لديها في كانون الأول 2020، بلغ قرابة 6.4 مليون لاجئ فلسطيني، منهم نحو مليونين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأوضح الإحصاء، أن قرابة 28.4% من اللاجئين المسجلين لدى “أونروا” يعيشون في 58 مخيما رسميا تابعا لها، تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيما في لبنان، و19 مخيما في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة.
وتمثل هذه التقديرات الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين، إذ لا يشمل هذا العدد من تم تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1949 حتى عشية حرب حزيران 1967 “حسب تعريف أونروا” ولا يشمل أيضا الفلسطينيين الذين رحلوا أو تم ترحيلهم عام 1967 على خلفية الحرب والذين لم يكونوا لاجئين أصلا.
“وفا”