فيلادلفيا نيوز
لم يفقد الاردن بريقه المميز و لا عنفوانه الاصيل برغم كل المحن و الظروف. فنحن بحب الوطن، و بالولاء للقيادة الهاشمية، و باستدعاء القيم التاريخية الضاربة في عمق الارض، لدينا القدرة و المنعه لمجابهة كل التحديات. الرعيل الاول جابه الظروف الدولية و الاقليمية بجدارة، و ها نحن نتحدى الوباء و الحالة الاقتصادية الصعبة شعارنا “اشتدي ازمة تزولي”.
الوضع اصبح و كأننا بين فكي كماشة، المرض و ضيق الحال الاقتصادي المتراكم. التضحيات كبيرة جدا و على رأسها ارواح ابناء و بنات الوطن و بشكل يومي، رحمهم الله و صبر اهلهم. الاردن و اهله على قلب واحد و وجدان مشترك، فنحن نرتقي بوطنيتنا في الشدائد، تضحياتنا عميقة و لكن صبرنا اعمق.
سر منعتنا الذاتية عبر العصور هو ضميرنا الوطني الجمعي، فنحن نعشق تراب الوطن و تلتقي قلوبنا به عند الشدائد. مطلوب منا اليوم ان نرتقي اكثر و ان نبحث بشكل اعمق عما يوحدنا و يعزز مصيرنا المشترك. ان الخميرة الوطنية الموروثة في كل واحد منا، المجبولة في وجداننا، و التي تسري في عروقنا، كافية ان عملنا معا بانضباط و صبر و عزم، و في ذات الوقت بروية، من ان تصل بنا الى بر الامان.
لندع الاختلاف جانبا، و لنتغاضى عن الهفوات و الصغائر، و لنتلف حول القيادة، و لندعم مؤسسات الدولة المدنية و العسكرية. دعونا نلتزم و ننضبط حتى ننتصر. لنقلل من الكلام و نكثر من العمل. لنزرع الامل حتى نحصد الخير. لم يتخطى اسلافنا المحن بالتمنيات او صخب الحديث، بل بالمثابرة و الجهود المخلصة. و بحفظ من الله، فان القيادة، و الشعب، و الوطن، بخير. فالصبر الصبر.
“عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ
وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ
وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها
وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ”.