فيلادلفيا نيوز
تقدم ازمة كوفيد19 فرصآ فريدة لاجراء مراجعات استراتيجية لكل قطاعات و مفاصل الدولة. لا يجوز ان ندع الازمة ، بمفاعيلها الاساسية ، تمضي من غير الاستفادة من هذه اللحظات النادرة لاعادة صياغة المشروع النهضوي الاردني المتكامل و الشامل من اجل المستقبل.
مرة اخرى نذكر بأن ظروفنا النفسية و الاجتماعية و الاقتصادية ، خلال الازمة و بعدها ، موائمة تماما لمراجعة انماط حياتنا و كل ما يحيط بها من ما لا يساند مستقبلا مستداما او لا يحقق غايات عليا استراتيجية. لنراجع عاداتنا و قيمنا الاجتماعية و انماط استهلاكنا ، و كذلك انظمتنا و اعرافنا الادارية ، و منها اساليب عملنا و تعلمنا. انها فرصة كبيرة لاعادة هيكلة شاملة و عميقة و من غير تاخير . المستقبل في الادارة الحكومية هو للذكاء و المعرفة و السياسات العامة المستنيرة التي ترتكز على العلم و اراء الباحثين و الخبراء و ليس المسلمات السابقة .
لنكن واقعيين ، المستقبل هو للابتكار و العلم اللذان يحققان العدالة الاجتماعية و المواطنة الحقيقية. فمع الاحترام لجميع قيادات الادارة الحكومية الحالية و سلامة نواياها و عمق تجربتها ، فان استشراف المستقبل و ابتداع اساليبه الجديدة يحتاج الى علوم مستحدثة .
لنغتم فرصة الازمة و نقوم بعملية اعادة هندسة لانظمتنا و طرق ادارتنا. فحتى قبل الازمة كانت عقلية و قيم الادارة الحكومية الاردنية بحاجة الى نقلة نوعية لتخدم الحاضر و تواكب المستقبل . و ها قد جاءت الفرصة المواتية و من غير دعوة فلا بد من استغلالها. ان اعادة تنظيم مؤسسات الدولة لا يجوز ان يتمركز حول تخفيض النفقات اذ ان هذا هو المدخل الاقل حظا في النجاح. المنظور الجديد يجب ان يركز على الاستثمار في الاردن و سبل اطلاق العنان لطاقاته الشابه ، و هنا تمكن الفرصة الحقيقية ، فهل من مبادرة ؟