فيلادلفيا نيوز
كتب محمود حسن ابو الرز
أما وقد تسنم عن جدارة منصب النائب الأول لرئيس وزراء المملكة الأردنية الهاشمية مؤخرأ ، فمن حق هذا الرجل (القوي الأمين بفضل الله) ،على من يعرفه بحق أمثالي ، حيث تشرفت بمعرفته عن كثب عبر زمالة جامعية لصيقة (بجامعة الكويت) وزمالة مهنية وثيقة ( بشركة أرامكو) وصداقة أخوية امتدت للآن منذ عام 1972 ،أن يقدم شهادته لله ثم للوطن والتاريخ ،عن مسيرة معالي جمال الصرايرة الإنسان ؛ الأكاديمية والمهنية والسياسية والإقتصادية، ليعرف مواطننا الأردني النبيه معدن رجالات الوطن في الصفوف والمواقع المتقدمة بكل شفافية،فيكون متفهماً لأعبائهم متعاوناً معهم في خدمة الوطن بأريحية ولو بالدعاء الصالح في هذا المفترق الصعب من مسيرة الوطن؛ * في المجال السياسي؛ 1.بعد استئناف الحياة البرلمانية عام 1989، انتخب معاليه نائباً عن محافظة الكرك في أقوى برلمان شهده الأردن في العقود الثلاثة الأخيرة على الأقل.انتخب إثرها نائباً أول لرئيس المجلس المرحوم سليمان عرار،الذي شكل مدرسة سياسية بامتياز في حينه.وشكل في تلك الفترة المتوهجة سياسياً وديمقراطياً مع عدد من رفاقه النواب “الكتلة الإسلامية المستقلة” التي أفرزت ستة وزراء بارزين-مع حفظ الألقاب ؛ الصرايرة نفسه والمرحوم يوسف المبيضين والمرحوم عبد السلام فريحات وعوني البشير ومحمد العلاونة وعاطف البطوش، حيث لعبت الكتلة بمقررها الصرايرة، ولما يبلغ سن ال34 حينها دوراً سياسياً فاعلاً ومهماً على الصعيدين البرلماني والوطني.ورغم المافسة الشديدة ، فقد أعيد انتخابه للبرلمان الثاني عشرعام 1993 عن محافظة الكرك عرفاناً بكفاءته السياسية والبرلمانية وبصماته البارزة في العمل السياسي البرلماني والوطني.كما اختير الصرايرة رغم حداثة سنه ، بجانب أقطاب العمل السياسي بداية التسعينيات الماضية، عضواً في لجنة صياغة الميثاق الوطني التي شكلها جلالة المرحوم الملك الحسين .كما اختير وزيراً لخمس مرات للنقل والإتصالات منذ أوائل التسعينيات وحتى نهايتها. واعتبرفي تلك الفترة، من أركان حكومتي المرحوم الأمير زيد بن شاكرالثانية والثالثة، سياسياً واقتصادياً، حيث عهد إليه بتطوير قطاع الإتصالات ، فأنجز أول قانون اتصالات حديث عام 1995واستمر على تطوير قطاع الإتصالات ونقله نوعياً من العام إلى الخاص بكل شفافية ومهنية واحتراف.وتم ذلك بإحضار شريك تقني ومهني استراتيجي إلى شركة الإتصالات الأردنية كما استمر بتطوير القطاع نوعياً وتقنياً واقتصادياً عبر موقعه الوزاري المفصلي داخل حكومتي عبد الكريم الكباريتي وعبد الرؤوف الروابدة . ويُسجل للصرايرة آنذاك قربه من المملكة العربية السعودية ، حيث لعب دوراً بارزاً في التقريب بين الحكومتين أثناء وبعيد حرب الخليج الثانية (تحرير الكويت)، تجلى ذلك في اصطحابه ضمن الشخصيات البارزة التي شاركت الملك الحسين’رحمه الله’ في أول زيارة له إلى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز بعد قطيعة حرب الخليج الثانية،مساهماً في إعادة الدفء للعلاقات الإستراتيجية بين المملكتين الشقيقتين. كما دعته دولة الكويت رسميا ،بصفته أحد خريجي جامعة الكويت المميزين والمرموقين ،ليمثل الأردن ويلقي كلمة الخريجين في العيد الفضي الحاشد لتأسيس جامعة الكويت (1966-2016) برعاية أميرية. ويتمتع معاليه كذلك بعلاقات ممتازة مع الزملاء السابقين والمسؤولين بدولة الكويت. ومعاليه معروف في الأوساط الأكاديمية الدولية كباحث وزميل في معهد ودرو ويلسون للسياسة الدولية في جامعة أبرستوث- ويلز في بريطانيا، حيث تخرج منها في الدراسات العليا في مجال السياسات الدولية عام 1980. -وقد ظل جمال الصرايرة ، إيماناً منه بمبدأ النزاهة والأمانة والشفافية، ومنذ أول تجربته البرلمانية الأولى عام 1989 حتى الآن ، من أبرز أنصارتشريع واعتماد قانون من أين لك هذا،وتطبيقه على الوزراء والنواب وذوي الولايات والمسؤوليات العامة بلا استثناء،عملاً بمبدأ العدالة والمؤسسية وسيادة القانون.لذلك رأيناه وقد استهل منصبه الأخير بالتوجه لوزارة العدل وتوقيع وثائق إبراء ذمته المالية،ليشكل أسوة سياسية رفيعة لكل العاملين في المسؤوليات العامة في كل القطاعات. *في المجال الإقتصادي؛ 2. ترقى الصرايرة في عمله في شركة أرامكوالعملاقة للنفط بالسعودية الذي استهله في سن الثالثة والعشرين ليتولى إدارة المكتب الإقليمي لأرامكو الواقع في عمان حتى استقالته للترشح لانتخابات البرلمان الحادي عشر عام 1989. حيث عاصر آنذاك تحولات هيكلية وسياسية مهمة في مسيرة شركة أرامكو سعودياً وإقليمياً،حين تم آنذاك تحويل الشركة من الملكية الأمريكية للملكية السعودية.وبصفته ممثلاً لأرامكو والتابلاين ومسؤوليته عن بيع النفط، فقد امتزجت في منصبه ودوره المفصلي السياسة بالاقتصاد.فقد عاصر الصرايرة احتلال القوات الإسرائيلية لجنوب لبنان وتدميرمصفاة أرامكو في الزهراوي بلبنان ، وما رافق ذلك من تبعات سياسية واقتصادية ،إذ كلف الصرايرة بالتفاوض والمتابعة وتقديم رسائل ووثائق التنازل عن موجودات التابلاين في كل من سوريا ولبنان للحكومتين السورية واللبنانية.وبعد أن لعب الصرايرة دوراً اقتصادياً وسياسياً مهماً في الفترة بين عامي 1989-2000، وخرج من مواقعه السياسية البارزة في البرلمان وخمس حكومات متعاقبة، انتقل للقطاع الخاص الإقليمي، حيث عمل في منصب كبير المستشارين في مجال النفط والغازلدى شركة ريليس الهندية العالمية في دبي، مما أكسبه خبرة اقتصادية ومهنية عالمية إلى أن تم تعيينه رئيساً لمجلس إدارة شركة البوتاس العربية في شهر حزيران عام 2012، حيث قاد الشركة إلى نجاحات كبيرة لافتة يشهد لها القاصي والداني، كما شغل الصرايرة منصب رئيس الإتحاد العربي للأسمدة عام 2015،وعمل عضواً في مجلس الإتحاد العالمي للأسمدة عام 2016 إلى أن تم تعيينه في منصب النائب الأول لرئيس الوزراء الأردني بتاريخ 25-2-2018. 3. في الجانب الإجتماعي الإنساني؛ ويعرف عن الصرايره تواضعه وأمانته الصارمة ودماثة خلقه ولباقته مع الجميع ومحبته لفعل الخير على المستوى الفردي والمؤسسي وإيمانه بالمسؤولية الإجتماعية للقطاع الخاص تجاه المجتمع المدني والتجمعات المحلية ذات الاحتياجات المحقة والمبررة.فقد تولى دعم العديد من المؤسسات الخيرية والإنسانية في الضفة الغربية وغزة منذ عام 1982 حتى عام 1990.حيث كان حلقة الوصل بين شركة أرامكو والجمعيات الخيرية والجامعات والمؤسسات التعليمية في الأراضي الفلسطينية. وهذه التجربة الإنسانية الناجحة في إطار المسؤولية الإجتماعية شكلت بوصلة بارزة ولبنة مهمة أثناء عمله على رأس شركة البوتاس العربية قادت رؤيته لبرنامج خدمة المجتمع المحلي في الشركة تحت شعار ” من الهضبة إلى العقبة”، الذي تم ضمنه تخصيص ملايين الدنانيرسنوياً لدعم معظم المؤسسات الصحية والتعليمية والدينية من مساجد وكنائس والإنسانية الخيرية،لا سيما تلك الهادفة لخدمة المواطنين الفقراء والأدنى دخلاً والمناطق النائية المحرومة والأقل حظاً. * وإذا كانت الشدائد والمفترقات الهامة في مسيرة الشعوب والأوطان تحتاج إلى مواطنين واعين منصفين لا يسمحون لأنفسهم بأن يستغفلهم ويستغلهم المغرضون وأصحاب الأهواء والأجندات الخاصة، فإنها بالقدر نفسه تحتاج إلى معادن من الرجال الأكفاء الأمناء الذين يعملون بكل إخلاص وكد وكفاءة وشفافية أمثال الصرايرة ويستحقون منا كل التفهم والدعم والدعاء المخلص للمولى أن يعينهم على جسامة الأمانة وثقل المسؤولية وخدمة البلد والعباد بما يرضي الله وتقر معه عيون ملك البلاد أيده الله وسدده وعيون الوطن والمواطنين.{ رب اجعل هذا بلداً آمناً وارزق أهله من الثمرات}.