فيلادلفيا نيوز
الدكتور مصلح الطراونة
بعد عام من أحداث قلعة الكرك لا نملك وبصوت متعب الا أن نقول : الزمان : ذات كانون قبل عام كما يشير تقويم ذوي الأبطال الذين رحلوا، فذاكرتهم قد تخطئ أي شيء إلا الثامن عشر من كانون ، كانون شهر مليء بالذكريات ، مليء بشدة فهو لا يعطينا وقتا لنضمد الجراح ، بل ينكأها كلما اشتد برده ..
المكان : قيل عنها (خشم العقاب) لأنها عصية علي كل المتشرذمين ، باقية بعد كل العابرين ، خالدة كأم جعدت وجهها السنون، تفوح بمجد قديم لا تخطئه أنوف الأحرار .
الأحداث : تحت ضغوط الحادث المتتابعة ، و لأن الوجع بهذا الحجم لن يأتيك مرة واحدة ، حاولت جاهدا النظر فيما حدث ، باحثا عن إجابة ؟ … لاشيء ، لم أَجِد ما أضمد به جراح القلعة ، ولكن هو ربما هو المجد حين يختار لن يكون اختياره عبَثا ولا سَمِجاً ، ولا حتى طفوليا بريئا ، حتما سيوجع ، … وكذلك هي البطولات يا سادة ، لن تكون الإ لأهلها، ولن تكون إلا بالدماء ، فالسيادة و البطولة لا تولد في الرخاء
إن الزعامة و الطريق مخوفة // غير الزعامةِ و الطريقُ أمان
الشخوص : هم كانوا عابرون ، كل في مكانه ، يحاول جاهدا درء البرد عنه بما يستطيع ، مختلفون في كل شيء ، إلا في مقدار ما يحملون من إباء ، مختلفون في وسائل دفع البرد عن أنفسهم، لكنهم جميعا يعرفون كيف يدفعون الضرر عن الوطن ، متفاوتون في همومهم الشخصية ، لكنهم جميعا مجتمعون في هم واحد ( هذا الوطن لن يكون إلا للأوفياء ) ، هم لم يبحثوا عن بطولة ولا عن مجد يسطر بأحرف لن يشاهدوها ، المجد هو من اختارهم و البطولة هي من نادتهم فلبوا نداء الوطن دون تردد طوبا للكرك ولشهداء قلعتها على امتداد القلب وللكركيبن جميعا حين نادوا الموت ولا الدنية .