فيلادلفيا نيوز
أُختتم في أبو ظبي اليوم الثلاثاء اجتماع اللجنة الوزارية الأردنية الإماراتية المشتركة في دورتها الثالثة، برئاسة وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي عن المملكة الأردنية الهاشمية ووزير الخارجية والتعاون الدولي سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان عن دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأثمرت الدورة الثالثة عن توقيع 12 وثيقة تضمنت اتفاقيات وبروتوكولات ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية، من شأنها الإسهام في فتح آفاق أوسع للتعاون بين البلدين.
واشتملت تلك الوثائق على مذكرات تفاهم بشأن التعاون المالي والفني، والاعتراف المتبادل بشهادات المطابقة وعلامة الجودة للمنتجات بين مؤسسة المواصفات والمقاييس الأردنية وهيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس، والتعاون في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتحول الإلكتروني بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردنية والهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات الاماراتية، والتعاون في مجال النمو الأخضر بين وزارة البيئة الاردنية ووزارة التغير المناخي والبيئة الاماراتية، والتعاون في مجال سياسة وقانون المنافسة بين وزارة الصناعة والتجارة والتموين الأردنية ووزارة الاقتصاد الإماراتية، والتعاون بتسجيل ومراقبة الشركات بين حكومتي البلدين وبروتوكول التعاون الفني بين هيئة الاستثمار الأردنية ووزارة الاقتصاد الإماراتية، والاعتراف المتبادل بالشهادات الأهلية البحرية للملاحين العاملين في البحر بين الهيئة البحرية الأردنية والهيئة الاتحادية للمواصلات البرية والبحرية الاماراتية.
كما تم توقيع البرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي بين حكومتي البلدين الشقيقين للأعوام 2017-2020 والبرنامج التنفيذي للاتفاق في مجال التعليم العالي والبحث العلمي بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الأردنية ووزارة التربية والتعليم الإماراتية للسنوات 2018-2019-2020 والبرنامج التنفيذي للتعاون التربوي بين حكومتي البلدين الشقيقين للسنوات 2017-2019، ومذكرة تفاهم في مجال الاعلام بين حكومتي البلدين الشقيقين.
ووقع الوثائق عن الجانب الأردني الوزير الصفدي، وعن الجانب الاماراتي الوزير آل نهيان والدكتور عبدالله بن محمد بلحيف النعيمي وزير تطوير البنية التحتية ونورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة والدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي وزير الدولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة والدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر وزير دولة.
وبين الصفدي خلال كلمته في اجتماع اللجنة، أن العلاقات الاردنية الاماراتية علاقات اخوية استراتيجية راسخة شيدها المغفور لهما جلالة الملك الحسين بن طلال وسمو الشيخ زايد آل نهيان.
وقال ان البلدين يجمعهما تاريخ كبير ورؤية القيادتين لبناء مستقبل آمن منجز مليء بالفرص ليس فقط لبلديهما ولشعبيهما بل للمنطقة كلها.
وأشار الى ان البلدين يلتقيان في رؤية قيادتيهما الوسطية المعتدلة التي تتعاون على بناء مستقبل خال من التطرف والارهاب والحروب وملئ بالفرص والانجاز للشباب الذين يشكلون الغالبية.
وقدم الصفدي شكر المملكة للامارات على وقوفها لجانب المملكة وتقديمها العديد من الدعم والمساعدات.
وأشار الى ان عشرات الآلاف من الأردنيين يعيشون في الإمارات بكرامة واحترام ويسهمون مع أشقائهم في مسيرة التنمية والانجاز الإمارتية غير المسبوقة في المنطقة.
وثمن جهود فريقي العمل اللذين انجزا الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والوثائق، مبيناً أن ما تمخض عن أعمال الدورة حصاد طيب يمثل مؤشرا آخر على متانة العلاقات الأخوية التي ترعاها القيادتان الشقيقتان.
من جانبه، أكد الشيخ آل نهيان على العلاقات الأخوية الراسخة التي تجمع بين البلدين تحت رعاية القيادة الرشيدة لجلالة الملك عبدالله الثاني وأخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
كما أكد أن دولة الإمارات تعتبر المملكة الأردنية الهاشمية شريكاً استراتيجياً، وهناك حرص مستمر على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين نحو آفاق أرحب، مضيفاً أن العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين تشهد تطوراً بارزاً في مختلف المجالات.
وبين أن العلاقات الثنائية تتميز بطابع الأخوة والتوافق والانسجام الكبير خاصةً في مواقِف البلدين تجاه القضايا العربية والإسلامية والإنسانية كافة.
وثمن الشيخ آل نهيان ما يتحمله الأردن منذ بدايات القرن الماضي بشأن مسؤلياته التاريخية والدينية، وبذل كل جهد متاح في المحافل الدولية في سبيل الحفاظ على المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف ورعايته وإعماره.
وقال ان الأردن يعتبر من أكثر الدول تأثراً بالتحديات المحيطة به، حيث يوقع عليه موقعه الاستراتيجي ودوره الحيوي التعاطي مع العديد من الملفات الإقليمية المعقدة في المنطقة، الأمر الذي يعزز من أهمية مواصلة العمل الثنائي المشترك، وخلق أُطُرٍ وأبعاد جديدة للتقارب والتنسيق.
وأشار الشيخ آل نهيان إلى أن تجدد انعقاد اللجنة الوزارية المشتركة، يعكس روح الأخوة والعلاقات التاريخية التي تربط الشعبين الشقيقين ويظهر مدى الاهتمام والحرص على تطوير وتعزيز تلك العلاقة بما يعكس طموحات وتوجهات القيادة العليا والشعبين في كلا البلدين.
كما بحث الوزيران في لقاء ثنائي قضايا المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وجهود حل الصراع عل أساس حل الدولتين والجهود المشتركة لمحاربة الارهاب والتطرف وتكريس الاستنارة. وأعرب الوزيران تطلعهما لمزيد من التعاون والتنسيق بما يرتقي لرؤيتي جلالة الملك عبدالله الثاني وأخيه سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
واتفق الطرفان خلال اجتماع اللجنة على اعتماد جدول تنفيذي يتضمن آلية متابعة عملية ذات سقف زمني محدد، لمتابعة تنفيذ ما تم الإتفاق عليه من توصيات ووثائق، وكذلك تكليف وزارتي الخارجية في البلدين إعداد تقارير نصف سنوية حول تقدم سير العمل بشأن إنجاز مخرجات أعمال الدورة.
وخلال أعمال الدورة التي امتدت على مدار الأيام الثلاثة الماضية، تم بحث سبل تعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين بالمجالات كافة، وبمشاركة فاعلة من القطاع الخاص في كلا البلدين. وأكدت اللجنة على عديد توصيات من شأنها زيادة حجم المبادلات التجارية والاستثمارية بين البلدين.
كما تمحض عن أعمال الدوره عدد من التوصيات العملية والفعالة لمعالجة مختلف المواضيع ذات الصلة بقطاعات الطاقة والسياحة والاتصالات والبيئة والتعليم العالي وغيرها.
ومن أبرز تلك التوصيات أهمية الارتقاء بمستوى المبادلات التجارية لتعكس الإمكانيات المتوفرة في البلدين، ومواصلة التنسيق بين البلدين في المحافل العربية والإقليمية والدولية، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين، ودعم مواقف البلدين في تلك المحافل والدفع باتجاه تنفيذ قرارات القمم العربية ومجالسها المتخصصة، بالاضافة الى الاتفاق على عقد الدورة الثالثة للمنتدى الاقتصادي الأردني الإماراتي في عمّان بالتنسيق والتشاور مع القطاع الخاص في كلا البلدين، وذلك خلال العام 2018 المقبل.
كما تضمنت التوصيات الاتفاق على، التعاون المشترك لتسهيل دعم مشاركة الأردن في إكسبو دبي 2020، واقامة استثمارات مشتركة في المملكة في قطاع الصلب والحديد وتسهيل تصدير منتجات الصلب الإماراتية من خلال الأردن، وإتمام عملية الربط الإلكتروني وتبادل المعلومات بين إدارتي الجمارك في البلدين، بالاضافة الى طلب تخفيض رسوم التأشيرة من نوع سفرة واحده لسائقي الشاحنات الأردنية في حال المرور عبر الإمارات إلى سلطنة عُمان، والاكتفاء بدفع رسومها مرة واحدة، وتسهيل حصول سائقي الشاحنات على تأشيرات متعددة لدخول أراضي دولة الإمارات.((بترا))