فيلادلفيا نيوز
لم تتوقع الجهات العسكرية او المدنية في المملكة ان طائرة النقل العسكري طراز C130 التي كانت جاثمة في مطار ماركا العسكري لسنوات ان تكون الوحيدة في الشرق الاوسط موطناً وحديقة للمرجان، يؤمها الغواصون من أنحاء العالم لمشاهدة المنظر الأخاذ للشعب المرجانية التي يزخر بها خليج العقبة، ويعتبره خبراء الأجمل والأندر ليس في المنطقة فقط وإنما في العالم.
ووصلت قبل ايام الطائرة الخارجة عن الخدمة مفككة الى قطع، من مطار ماركا العسكري الى الميناء الرئيسي في العقبة رصيف رقم (7) استعداداً لإغراقها على عمق 24 متراً في جوف البحر في منطقة الحيود المرجانية مقابل متنزة العقبة البحري، بعد ان تم تنظيفها لتكون صديقة للبيئة بعد ان استخدمت لاغراض عسكرية.
وجاءت فكرة إغراق الطائرة العسكرية بهدف إتاحة الفرصة لزيارة مواقع غوص أكثر، وتخفيف الضغط على الحيود المرجانية الطبيعية والصناعية، وليتمكن الزوار والسائحون من الجو مشاهدة الطائرة في منطقة الحيود المرجانية الى جانب إعطاء إضافة جديدة على ممارسة رياضة الغوص وليتمكن السبّاحون والسياح من ركاب القوارب الزجاجية الاستمتاع بمشاهدتها وهي مستقرة في قاع البحر.
ولم يحدد لغاية الآن موعد إغراق الطائرة، حيث يعتمد تحديد الموعد على عدة عوامل، أهمها عوامل الطقس، من سرعة للرياح وارتفاع لموج البحر، إضافة لعوامل أخرى تتعلق بالاحتفال الرسمي لعملية الإغراق، بحسب مصدر مينائي.
وبين المصدر أنه تم ضرب هيكل الطائرة بالرمل، وإزالة الطلاء الموجود على هيكلها، تجنبا لاي تلوث لمياه البحر، لافتا أن تجميع الطائرة وإعادة تركيب الأجنحة والذيل عليها سيستغرق نحو 15 يوما.
يقول الخبير البيئي البحري من الجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية محمد الطواها ان اختيار منطقة المتنزه البحري على الشاطئ الجنوبي للعقبة على مقربة من مشاريع سياحية ليتم إغراق الطائرة العسكرية طراز C130 جاء بعد دراسة متخصصة من قبل الجهات المعنية لاستحداث موقع غطس جديد، مناسب للكائنات البحرية، مؤكداً ان اغراق الطائرة يعد خطوة بالاتجاة الصحيح نحو حماية المرجان والكائنات البحرية.
ويشير الطواها ان الدراسات البيئة تؤكد أن خليج العقبة هو الامتداد الشمالي النهائي للشعاب المرجانية في العالم، ويوجد فيه نحو 180 نوعا من المرجان الرخو، وتوصف الحياة المرجانية فيه بأنها واحدة من أهم ثروات البحر الأحمر، وبالإضافة إلى أنواع المرجان المختلفة في هذا الحيد -الذي يمتد عشرات الكيلومترات- توجد في خليج العقبة آلاف من الأسماك الزاهية الألوان. وتقول الجهات البحرية والمينائية في العقبة ان عملية الإغراق تهدف لاستحداث موقع غطس جديد لتقوم سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة والجهات السياحية بالترويج له، كما ستكون موئلا مناسبا للكائنات البحرية.
ويشرف على هذه العملية لجنة متخصصة برئاسة سلطة منطقة العقبة الاقتصادية بمفوضيتيها السياحة والبيئة، والجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية، وجمعية العقبة للغوص، والقوة البحرية الملكية، ومؤسسة الموانئ، ومختلف المؤسسات الأمنية والوطنية في العقبة.
وتعد طائرة النقل العسكرية طراز C130 اميركية الصنع وبدأت في الخدمة العسكرية العام 1956، وهي تستطيع الإقلاع من الاراضي الوعرة، وتستخدم بشكل رئيسي للأغراض التكتيكية.
وقبل اكثر من 9 اعوام اغرقت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة الباخرة شروق التي غابت في أعماق البحر لتكون آخر قطعة معدنية موطناً للكائنات البحرية على اختلاف اشكالها واصنافها.
وتحظى العقبة بشعبية كبيرة في مجال ممارسة رياضة الغوص في خليجها، حيث يوجد 23 موقعاً للغوص، يقع 21 موقعا منها داخل حدود متنزه العقبة البحري، ولا تزال المواقع الجديدة الأخرى في طور الاستكشاف.