فيلادلفيا نيوز
عمان _ استقبل رئيس جمهورية العراق الشقيقة الدكتور برهم صالح، ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، في اجتماعات منفصلة اليوم الأربعاء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي الذي نقل رسالة من جلالة الملك عبدالله الثاني للقيادة العراقية أكدت تضامن المملكة مع العراق الشقيق في مواجهة جائحة كورونا وتبعاتها، والحرص على تعزيز التعاون الثنائي في جميع المجالات.
وأكدت الرسالة وقوف المملكة إلى جانب العراق الشقيق في حماية أمنه واستقراره وسيادته وفي مسيرة إعادة البناء بما يلبي طموحات الشعب العراقي الشقيق. وأكد الرئيس العراقي خلال استقباله الصفدي في بغداد بحضور وزير الخارجية العراقي الدكتور فؤاد حسين تثمينه لمواقف جلالة الملك عبدالله الثاني الداعمة للعراق واعتزازه بعمق العلاقات الأخوية العميقة التي تربط البلدين. كما أكد اهتمام العراق بتطوير التعاون مع المملكة في جميع المجالات. وجرى خلال اللقاء بحث التطورات الإقليمية وسبل تجاوز التحديات التي تواجه المنطقة. وتقدمت سبل تطوير العلاقات الثنائية المحادثات التي جرت خلال استقبال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الصفدي بحضور نظيره العراقي. وجدد الصفدي تهاني المملكة للكاظمي بتشكيل الحكومة العراقية وإسناد الاردن لها في جهودها تكريس الاستقرار وإعادة البناء. واستعرض الكاظمي والصفدي الخطوات المبذولة لترجمة العلاقات الأردنية العراقية الى تعاون أعمق وأوسع في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية والدفاعية والأمنية.
وأكد رئيس الوزراء العراقي أن العراق يثمن عالياً مواقف جلالة الملك عبدالله الثاني الفاعلة في دعم العراق ووقوف المملكة بقيادة جلالته إلى جانب العراق في مواجهة كل التحديات التي يواجهها. وشدد على أن بلاده تعمل على تطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين خدمة للمصالح المشتركة، مشيرا إلى تفعيل فرق العمل العراقية المعنية بتحديد خطوات عملية لزيادة التعاون وتنفيذ اتفاقات التعاون الواسعة التي كان وقعها البلدان. واستعرض الكاظمي والصفدي التطورات الإقليمية وأكدا استمرار التشاور والتنسيق إزائها. وبحث الحلبوسي والصفدي بحضور وزير الخارجية العراقي آفاق توسيع التعاون بين البلدين وأكدا الاستمرار في العمل على تطوير التعاون بما يعكس متانة العلاقات التاريخية والاستراتيجية. وأكد الحلبوسي أهمية تعزيز العلاقات وثمن مواقف المملكة التي تسعى دوماً إلى ما فيه مصلحة العراق وشعبه. وأجرى الصفدي ونظيره العراقي فؤاد حسين مباحثات موسعة ركزت على سبل إعادة الزخم لجهود تعميق التعاون الاقتصادي والتي تأثرت بالظروف الانتقالية التي مر بها العراق وجائحة كورونا. واتفق الوزيران على متابعة الوزارتين الإعداد لاستئناف المحادثات الفنية بين البلدين للبناء على ما أنجز من اتفاقات تعاون وتنفيذ قرارات التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة والتعليم والصحة. وأكد الوزيران اهتمام البلدين في المضي في ربط الشبكات الكهربائية وتفعيل التجارة عبر ميناء العقبة وبناء أنبوب نقل النفط بين البصرة والعقبة وبناء المنطقة الصناعية المشتركة. واتفقا ايضاً على تعزيز التعاون في مواجهة جائحة كورونا وتبعاتها والإعداد لتواصل بين المعنيين في البلدين للتعاون في مجالات الصحة والتعليم، كما اتفقا على أن يستأنف البلدان محادثات تنفيذ الاتفاقات الاقتصادية الموقعة خلال الأسابيع القادمة.
وأبلغ وزير الخارجية العراقي أن بلاده ستستأنف تزويد المملكة بالنفط قريباً. وبحث الوزيران المستجدات الإقليمية وفي مقدمها تلك المرتبطة بالقضية الفلسطينية ومحاربة الإرهاب إضافة إلى القضايا الإقليمية الأخرى. وعقد الصفدي وحسين اجتماعاً عبر آلية الاتصال المرئي مع وزير خارجية جمهورية مصر العربية الشقيقة سامح شكري في سياق آلية التعاون الثلاثي التي اعتمدتها قيادات البلدان الثلاثة الشقيقة إطاراً مؤسساتياً لتعزيز التعاون وزيادة التنسيق بينهم. وأكد الوزراء الثلاثة استمرار العمل على تنفيذ مخرجات القمم الثلاثية وبما يفضي إلى تعاون أوسع بين المملكة ومصر والعراق في مختلف المجالات وتعميق التنسيق إزاء القضايا العربية والتحديات المشتركة. وفي تصريحات صحفية مشتركة بعد اللقاء قال الصفدي “أتشرف بأن أزور العراق للمرة الثانية هذا العام حاملاً رسالة من جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله، إلى القيادة العراقية تؤكد تضامن الأردن المطلق مع الأشقاء في مواجهة جائحة كورونا وتبعاتها والتعاون بكل ما هو متاح من أجل مواجهة هذا التحدي وضمان الخروج منه بأفضل حال ممكنة”.
وأضاف، ان رسالة جلالة الملك أكدت أيضا “تضامن المملكة الأردنية الهاشمية مع الأشقاء في جمهورية العراق في جهودهم المستمرة لتكريس النصر الكبير الذي حققه العراق الشقيق على الإرهاب ولإطلاق عملية إعادة البناء ووقوف الاردن إلى جانب العراق في كل جهوده لحماية أمنه واستقراره وسيادته، ذاك أن ما يجمع العراق والأردن من تاريخ كبير وما يجمعهم من أخوة متجذرة يجعل من التعاون ومن إسناد بعضنا البعض امراً تفرضه علاقات الأخوة، وتفرضه الضرورة ايضاً”.
وأكد الصفدي أن البلدين الشقيقين مستمران “في التعاون في مكافحة الإرهاب ومكافحة الظلامية، عبر التعاون الأمني والدفاعي، وايضاً عبر تنسيق الجهود لتعرية ظلامية الإرهاب وظلاله”.
وقال الصفدي، إن المباحثات التي تمت خلال الزيارة أكدت الحرص على البناء على ما أنجزه البلدان من أطر للتعاون على مدى السنوات الماضية. ولفت إلى أن العديد من اتفاقات التعاون تم توقيعها لكن ظروف جائحة كورونا قللت من زخم العمل على ترجمتها إلى نتائج ملموسة، “لكننا نستدرك ونعيد الزخم للعلاقة، ونتطلع الى التعاون في عديد المجالات.”وقال، إن المحادثات تناولت تفعيل التعاون الذي أقره البلدان في قطاع الطاقة بحيث يصدر الأردن الطاقة الكهربائية للعراق والتعاون في مجال النفط، وأنبوب البصرة – العقبة، وبناء المنطقة الصناعية المشتركة والتي ستوجد تعاوناً اقتصادياً كبيراً، إضافة الى زيادة التبادل التجاري بما ينعكس بشكل ايجابي على البلدين الشقيقين.
ولفت الصفدي إلى الاجتماع الثلاثي مع وزير الخارجية المصري سامح شكري “في إطار آلية التعاون الثلاثية التي اعتمدها القادة إطاراً مؤسسياً لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتكامل، ولخدمة قضايانا المشتركة ولخدمة وتعزيز العمل العربي المشترك لتكون هذه العلاقة وهذا الإطار لبنة في بنيان العمل العربي المشترك”.
وقال الصفدي، إنه تبادل ونظيره العراقي “وجهات النظر حول القضايا الإقليمية، وننطلق من القاعدة نفسها بأننا نريد منطقة آمنة مستقرة منجزة، لذلك لابد من تجاوز كل التحديات الإقليمية”.
وأضاف، ان المحادثات تناولت “الخطر غير المسبوق الذي سيمثله تنفيذ إسرائيل قرار ضم أراض فلسطينية محتلة، وحذرنا من أن ذلك سيكون له انعكاسات كبيرة على الأمن والاستقرار في المنطقة وعلى مسعى تحقيق السلام الشامل”.
وأكد الصفدي “ضرورة بلورة جهد دولي يرفض هذا القرار ويحول دون تنفيذه حمايةً للسلام وحمايةً لفرصه والعودة الى طاولة المفاوضات لتحقيق السلام الذي يشكل حل الدولتين الذي يفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران 1967سبيله الوحيد”.
وقال، ان المحادثات كانت عملية ومعمقة وستسهم في دفع العلاقات إلى آفاق أوسع وتخدم مصالح البلدين الشقيقين. من جهته قال حسين “أود الترحيب بأخي الوزير أيمن الصفدي وأشكره على زيارته إلى العراق وأتمنى له كل التوفيق”، مؤكدا أن “هذه الزيارة مهمة وتطرقنا إلى مجموعة من المواضيع”. وأضاف، “تطرقنا في مباحثاتنا الى العلاقات الثنائية بين المملكة الأردنية الهاشمية والعراق وإلى مذكرات التفاهم التي وقعت سابقاً بين الحكومتين، وأكدنا على التعاون المشترك والتنسيق في مجالات مختلفة، تتعلق بالعمل المشترك وتبادل المعلومات في محاربة الإرهاب ومحاربة إرهابيي داعش، وفي المجال الاقتصادي تطرقنا إلى مسألة الطاقة وكيفية التعاون في هذه الساحة وخاصة في مجال الكهرباء والنفط بالإضافة الى العلاقات التجارية بين الطرفين، كما تم الحديث حول تجربة المملكة في مكافحة وإدارة أزمة كورونا والتجربة الناجحة في الأردن وكيفية الاستفادة من هذه التجربة”. وقال حسين، “سوف نقوم باجتماعات مكثفة من خلال الفيديو كونفرانس وإذا سنحت لنا الفرصة سوف تكون الاجتماعات بطرق أخرى”.
وأشار إلى أن اللقاء وفر “فرصة لنا وللوزير الصفدي بأن نتواصل مع وزير خارجية جمهورية مصر العربية لإجراء محادثات حول كيفية تعميق العلاقات الثلاثية والتعاون المشترك بين جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية العراق.