فيلادلفيا نيوز
وصلتني ملاحظات من أصدقاء مسيحيين، تصلهم رسائل طائفية بغيضة قاسية، لا يرغبون في جعلها قضية رأي عام.
اتعامل منذ يفاعتي مع إخوتي المسيحيين، أدخل بيوتهم وأنام عندهم وآكل مناسفهم، وأدخل كنائسهم، وأتبرع لهم ويتبرعون لي بالدم.
كنا معاً في أحزاب سرية وفي أحزاب علنية، وعملنا معاً في جمعيات وصحف، وخضنا معاً معارك حريات عامة وانتخابات نقابة صحافيين ورابطة كتاب وانتخابات نيابية وجمعياتية.
كنا معاً في المعارضة ومعاً كنا في الموالاة.
إسمي محمد، اعتز بإسلامي، وافتخر أن المسيحيين إخوتي ظلوا على دينهم في دولة الإسلام الراشدية العظيمة.
لما فُصلت من عملي في صحيفة الأخبار عام 1979 جاءني صاحب المنزل المرحوم إبراهيم حماتي ابن مأدبا المسيحي وقال لي: يا محمد لو بتظل مفصول 5 سنوات ما تفكر بأجرة الشقة.
وظل صاحب الصحيفة فؤاد سعد النمري- أبو فارس، ابن الحصن المسيحي يصرف راتبي وانا مفصول “وقاعد” بالبيت.
جيلنا ليس له بانحطاط التمييز، وغثاء الكراهية، ووضاعة التبعية العمياء لفضائيات التطرف ودعاة الفتنة.
وأرجو من كل واحد منا، ان يعزز صحة أبنائه وأسرته، النفسية والأخلاقية والوطنية والقانونية، لتظل طاهرة من التمييز: مسيحي ومسلم. فلسطيني وأردني. سني وشيعي. ذكر وأنثى. عربي وكردي …
نحن معاً في ما يطلع علينا من خيرات السماء وبركات الحصاد وأفراحه.
ونحن معاً في التعرض لشرور الغزوات الصهيونية، والغزات الصفوية، وفي التصدي الوجودي الدامي لها.
التعددية في عالمنا العربي عامة، وفي الأردن الحلو الصلب المجيد، ظلت مادة غنى وتنوع وقوة.
واستغربُ كما استنكر، ان بعض المتشددين منا، يحاولون اختطاف ديننا الرحب السمح العظيم، والزعم انه يربينا على كره المسيحية !!
وينسون آية القران الكريم: {ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، فقد ضلّ ضلالاً بعيدا}.
ودائماً أرى ان الإقليمية والطائفية والمذهبية والجهوية، مؤشرٌ فاضح على أعطاب نفسية وأخلاقية ودينية وإنسانية، وهي خطر كبير على الأردن، لو مستني إحدى رباعي الانحطاط هذا، حتى في أحلامي، لاستيقظت ساخطاً مرتجفاً مذعوراً، ولعنّفت نفسي على خيانة ديني ووطني وشرفي ومبادئي.