الجمعة , مايو 3 2024 | 6:45 ص
الرئيسية / stop / رايق المجالي يكتب : هناك فرق بين فئة “وأعدوا ” وفئات ” دقوا الطبل مع المزامير “..!!!

رايق المجالي يكتب : هناك فرق بين فئة “وأعدوا ” وفئات ” دقوا الطبل مع المزامير “..!!!

فيلادلفيا نيوز

 

لمن هم ما زالوا في حالة الصدمة أو الإنبهار الذي يشل العقل حول إنتصار المقاومة الفلسطينية الحقيقية، إليكم كيف ولماذا حصل أن هذا الشعب بمقاومته إنتصر :

كل ما هنالك أنه كان هناك فهم سليم لمعاني الجهاد اعدادا وعملا “وأعدوا لهم ما إستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم”، فجاء معنى “وأعدوا” بشكل فعلى ومتدرج فكانت التجارب السابقة وخبرة النزالات تدريبا واعدادا وكذلك الإستفادة من الأخطاء.

ثم “ما إستطعتم” والإنسان أعلى مخلوقات الله واقواها بعقله وكل قوة أرضية- أي الآلة- صنعها عقل الإنسان الذي الذي منحه الله للإنسان لا يزيد عن العربي والمسلم وأي عرق آخر بشيء أو لا يزيد به إنسان على إنسان إلا بمقدار ما يتحرر هذا العقل من قيود صنعها الأنسان بينما قواعد وضعها الخالق لعباده هي ما يطلق قدرات العقل.

فجاءت الاستطاعة مبدعة بأن طوعت كل قدرة وضعها الله في عبده مع توظيف كل مورد طبيعي او من المحيط أولا “كل مما يليك” فكل مكان أو محيط أو بيئة تناسب الإنسان الذي يعيش بها يفهمها فتعطيه ما يطلب، ثم إتباع نهج النبي صلى الله عليه وسلم “الصبر والمصابرة” والصبر جهاد بحد ذاته وكل هذا مع تطور الذهنية السياسية المقاومة المسلحة وتعلمها ثم ابداعها بعد تعلم دراسة كل تفاصيل العالم العربي الذي نعيش وتجاوز ذهنية الاعتماد أو التعويل على الفعل العربي والفعل المسلم خارج الميدان وفقط بناء القدرات ثم رسم الخطط دون دخول العالم العربي والمحيط الإسلامي في اي حسبة أو خطة ثم وضع الخطط المبنية على حسابات ردود أفعال جميع الأطراف حول المقاومة وعلى أساس التخلص من أي نمطية في التفكير وبنفس قواعد اذكى لاعبي الشطرنج من وضع خطة ظاهرة لتنفيذ خطة باطنة ثم تأمين نهج “واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان” وتأمين تنظيف مركز عمليات التفكير والتحضير من العيون الخانة.

فكان “رباط الخيل” الذي أصبح جاهزا يحمحم للمعركة ويصبر ليعدوا صبحا حيث تنتظره ذرات التراب والأرض “الصلاب” بشوق ولهفة ليبادلها قدحا حين تغير ضبحا .

ثم الاتكال على الله بإسمه تعالى وبطلب عونه مع الإيمان بصادق وعد الله بالتأييد بعد تحقيق شروط النصر فوضعت المقاومة كل العالم ما سواها في مركز وموقف ردة الفعل فقط ومعروف أن ردة الفعل ليست كالفعل فالفعل دائما تسبقه دراسة وخطة وحسابات أما ردته فدائما هي دون دراسة ودون خطة وحسابات وحتى زمنها يحدده الفعل وليس يتحدد ذاتيا.

هذا ما يعرف بالتخطيط الاستراتيجي المحكم تماما مع بناء الخطة الاستراتيجية وكذلك الخطط التكتيكية وفق حدود الممكن فعلا وما يتوفر لدى المخطط من قدرات حقيقية إبتعادا عن الخيال والرومنسية وهذا أيضا ما يعرف بالإحتراف فتجمع لدى المقاومة المحترفون في كل شيء وفي كل تفصيلة.

الإنسان بطبيعته اذا انقطع على جزيرة نائية في عرض المحيط اذا بقي لديه هاجس أن هناك احتمال ان تمر سفينة أو طائرة تنقذه لن يخرج من الجزيرة وسيموت وهو ينتظر ولكنه اذا فقد الأمل تماما واقتنع أن مرور منقذ سفينة أو طائرة ضرب من المستحيل سيبدأ برؤية الجزيرة جيدا وسيعرف تفاصيلها ومواردها وسيبدأ عقله ينتج الأفكار ولن يتوقف عن المحاولة حتى يتحول إلى صانع للسفن ماهر أو صانع للطائرات ثم بعد محاولات الابتعاد عن الجزيرة ربما يفشل مرات لكنه سيتعلم أيضا من الفشل ويعرف أسبابه من مد وجزر وعلو الموج وسرعة الرياح واتجاهاتها ثم سيضبط آلته ويضبط ساعته لينطلق مبتعدا إلى وجهته وبر أمانه في الطريقة والتوقيت اللذان لن تواجهه بها أي عوائق ليصل ودون مشاكل إلى الموطن الذي أراد الرجوع إليه.

أبو عناد

 

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com