رايق المجالي يكتب : لماذا كل هذا …؟؟؟

فيلادلفيا نيوز

(فتنة ) (نعرة ) (عصبية ) ..؟؟؟!!!

قف أيها العاقل وتفكر قليلا من أي منبت أو مسكن أو عشيرة أو من أي زمن وفي أي عمر أنت واسأل نفسك سؤالا أو سؤالين :
1- لماذا أكره ذلك الإسم وذلك الشخص أو تلك العشيرة أو تلك الفئة من الشعب الأردني بكل أصوله ومنابته دون أن يكون بيني وبين ذلك الشخص أي موقف أو خصومة شخصية ودون أن يكون لتلك العشيرة أو الفئة أي يد فيما أنا فيه من ضيق أو من وضع فرض علي سواء كفرد أو كجماعة أو فئة من هذا الشعب ..؟؟؟؟
2- بماذا أختلف وأتميز أنا أو عشيرتي أو الفئة من هذا الشعب عن غيرنا من الأشخاص أو العشائر والقبائل أو الفئات فيما يتعلق بالقضايا القومية والقضايا الوطنية وخصوصا ما يتعلق منها بالمعتقد الديني الإسلامي والمسيحي بالنسبة للوطن الأردني وللقضية الفلسطينية وكذلك قضايا الأمة العربية ..؟؟؟؟

للشرح المبسط سأسأل نفسي هذه الأسئلة وأجيب عليها وأضرب نفسي وعشيرتي ومنطقتي مثالا فقط للتوضيح وليس للتفاخر أو للمزاودة ..!

أنا إسمي رايق عياد المجالي من عشيرة المجالي من محافظة الكرك فإن كنت أدعي أنني أحب هذا الوطن وأنتمي إليه فمثلي كل الناس فمن يقول منهم بغير ما أقول ,وإذا كانت عشيرتي كان لها تاريخ من خلال رجالاتها والأجيال التي تعاقبت دورا في حماية الوطن في قتال ضد العدو وكان منها قائد أو جندي أو شهيد فكيف أنكر أن كل عشيرة أردنية كان لها ولأبنائها هذا الدور , وإن إرتقى من أجل الوطن لعشيرتي شهيد فقد سالت دماء شهداء من كل منطقة وكل عشيرة وكل منبت ..!

في تأسيس هذه المملكة كان هناك قيادة هاشمية إلتف حولها شعب كان أهلي وعشيرتي وأبناء محافظتي جزء منه وفي بناء هذه المملكة أيضا كان هناك جيش وحكومات ومؤسسات وعسكر وموظفين وعمال من كل بيت ومن كل شارع وحارة وبادية وقرية ومدينة وما زال الأمر كذلك وسيبقى .

في حماية الوطن من الأعداء من قال أن العقل يصدق أن ضابطا أو إثنين أو عشرة أو مئة بمفردهم هم من دافعوا وردوا العدو على أعقابه ومن قال أن المنطق والعقل والتاريخ تتوافق مع فكرة أن العسكر في جيش وحدهم يستطيعون حماية وطن دون أن يكون هناك قيادة ودون أن يكون كل الشعب وكل طاقات الوطن معهم ..؟؟؟

في الإنتصار لقضية العرب والمسلمين الأولى وجرح الأمتين وعارهما وهو إحتلال فلسطين ومقدسات المسلمين والمسيحيين والصراع الدائر منذ وعد بلفور هل كان والدي وجدي وعشيرتي فقط هم من رفضوا وعد بلفور ثم دقوا طبول الحرب وأعلنوها وساروا إليها في 48 و 67 و68 و73 فخاضوا المعارك وقدموا الشهداء أم كان لكل من جرى في دمه دم عربي وكل من آمن بمحمد نبي ومن آمن بعيسى نبي جرحه في فلسطين والقدس ..؟؟؟

وللمستقبل وفيه أطرح أيضا الأسئلة التالية :

*-هل هناك على هذه الأرض الأردنية من لا يحلم بأن يكون هذا الوطن عزيزا كريما وأن تتحرر فلسطين من البحر إلى النهر ..؟؟؟
*-هل كان في هذا الوطن قيادة وشعبا أفرادا ومؤسسات من جاء عليه دليل أو نصف دليل يصدقه العقل ويصدقه التاريخ وتصدقه الأحداث ويصلح أن نعتبره يشير إلى عمالة أو خيانة للأردن ولقضيته المركزية (فلسطين ) .؟؟؟؟
*-هل هناك على هذه الأرض بيتا واحدا أو أسرة لم يكن من أفرادها جدا أو أبا أو أخا قد وطأت قدماه كل بقعة من الأردن ومالح أهل تلك المنطقة وأكل معهم وفي بيوتهم وكذلك ألم يكن -من أجيال رحلت – من قد وطأت قدماه كل أو معظم أرض فلسطين جنديا أو زائرا لها وأيضا مالح أهلها وأكل معهم ونام بينهم ..؟؟؟
*_هل بقي بيت أو أسرة في شرقي النهر وفي غربي النهر لم تتصل بنسب مع عشيرة من حدود المملكة ومع عشيرة أو أسرة من حدود الأرض المحتلة وهل هناك من يدعي أن لا أخوال له أو لأبيه من غير عشيرته ومن غير منطقته ومن غير وطنه شرقي النهر أو غربيه …؟؟؟؟
*-هل تختلف همومنا وهل تختلف أحلامنا الشخصية وأحلامنا الوطنية والقومية .؟؟؟
*- هل نختلف على أن المنسف والملوخية والمقلوبة والفاصوليا والرز والعدس والزيتون والمقدوس والسلطة والزعتر والنعنع -وكل الطعام الذي نطهوه بنفس الطريقة -هل نختلف على أنه طعامنا وهل ندعي أنه حلال لبعضنا وحرام على غيرنا ..؟؟؟

قد يقول البعض أن طرق مثال الطعام مثل المنسف أو الملوخية فيه نوع من السخافة ولكن عمق التفكير فيما نحن فيه يوصلنا إلى سخافة أسباب أي فتنة أو نعرة لأننا في الواقع والحقيقة صرنا نشتق من مجرد إختلاف واحد عن الآخر في حبه للمقدوس سببا للكره وبالتالي سببا لنعرة أو فتنة فالسخف إذا في قوم يتطابقون في كل شيء ويشتركون في كل شيء ويتشابهون في كل شيء ولكن الجدل وربما القتال ينشب بينهم لمجرد أن البعض يفضل المنسف والبعض الآخر يفضل الملوخية وقد ينشأ خلاف وفتنة بين من يرغبون بالمنسف بالجميد ومن يفضلونه بلبن الشنينة وعن الملوخية قد تحصل فتنة بين من يحب الملوخية الناشفة ومن يحب الملوخية الخضراء ..؟؟؟!!!

والسؤال الأهم : من المستفيد من كل هذا الجهل والسخف ..؟؟؟؟

وأجيب أيضا : أنني عندما كان أجدادي ينتمون لهوية دينية وقومية ووطنية كانوا يدافعون عن أمة وعروبة وقضية ووطن فكانوا أعزاء كرماء لأن نخوتهم وفزعتهم لوطن وقضية فردوا الأعداء وسيجوا وطنهم بالكرامة فعاشوا فيه أعزاء كرماء ولكن عندما بدأت هويتهم تصغر ونخوتهم وفزعتهم تنحصر في بقعة وإسم عشيرة وعندما سرت بينهم العصبيات حتى وصلنا إلى عصبية ونعرة حدودهما منزل وأسرة لأن بقية الساحات على مستوى الحارة والقرية والوطن تركت سداحا مداحا لكل طامع سواء من الأعداء أو من التجار فلم يبقى لي غير إسم عشيرة وحدود منزل صار معروضا للبيع أو الرهن أدافع عنهما كهوية لا يهمني غيرهما وذلك لأن الأعداء والفاسدين وتجار الأوطان والبشر طوقوني ومنزلي من كل ناحية وعلى كل شبر ..فمن المستفيد إذا من تمسكي بهوية تتفرع عن فروع غير من يريد أن يستعبدني ولا يمنعه من ذلك إلا إعتصامي بجاري وأخي وإبن عمي وإبن وطني لذلك يواضب على زرع الفتن والنعرات وإثارة العصبيات …؟؟؟؟

سيقول معظم القراء لهذا المقال وربما كلهم دون إستثناء : صدقت أبو عناد ..!

إذا لماذا نصدق أن هناك فتنة من الأساس وأن النعرات حقيقية وأننا نختلف حد الصراع وأننا يجب أن نكره بعضنا ونغلق أبوابنا في وجوه بعضنا ونحن نعيش هما واحدا ونحلم حلما واحدا ونكافح في خندق واحد في وطن واحد ونعبد آله واحدا …؟؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍۢ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْ ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَكُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ.

صدق الله العظيم .

ابو عناد .