فيلادلفيا نيوز
تعتبر اتفاقيات جنيف و لاهاي و البروتوكولات الإضافية جوهر وأساس القانون الدولي و الذي يهدف الى تقديم الحماية للمدنيين في حالات الحرب والحفاظ على شيء من الإنسانية في النزاعات المسلحة، وإنقاذ الأرواح، والتخفيف من المعاناة، و هذه مسؤولية المجتمع الدولي . لكن من الواضح أن اسرائيل فوق القانون و لا تعبأ بهِ و أن المجتمع الدولي قد فشل في تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه ما يحدث في غزة، فالحرب التي تقودها اسرائيل على أرض غزة الطاهرة حرب بلا ضمير و بلا قواعد ، حرب وحشيه غير مسبوقة يغيب فيها الضمير العالمي و يغط في سبات عميق ، حرب تدور على مرأى و مسمع الأمم المتحدة و التي فشلت و معها مجلس الأمن و منظمات حقوق الأنسان في التصدي لدورها الأساسي في وقف جرائم الأبادة ووقف الحرب . من الواضح أختلاف في الموازين و ازدواجية في المعايير لدى الأمم المتحدة عند استدعاء الشرعية الدولية و القانون الدولي للنظر بما تقوم به اسرائيل ، فأين قادة العالم الغربي و منظمات حقوق الأنسان في الولايات المتحدة و الاتحاد الأوروبي الذين كانوا ينادون خلال العقود السابقة بأهمية الدفاع عن المفاهيم المتعلقة بحقوق الانسان و التعايش و السلام و الأدعاء بأن هذا الزمن هو زمن حوار الحضارات لا زمن صراع الثقافات ؟ أين هم ؟ أم أن تطبيق القانون الدولي انتقائي .
أين القانون الدولي و الأمم المتحدة من قصف و استهداف مستشفيات غزة و أقتحامها و تحويلها الى سجون تضج بجروح الضحايا ؟ أين القانون الدولي من المجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق الأطفال و النساء و الأبرياء واستهداف المدارس والمطاحن و المخابز ، وقطع إمدادات الكهرباء والماء ؟ الى متى تستمر الدول الداعمة للمحتل بالسكوت عن جرائم الأبادة التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني ؟ أين الضمير الدولي من كل ما يجري ؟ فالمحتل لم يترك جريمة حرب الا و ارتكبها .
في صحيفة الواشنطن بوست الأميركيه مقاله منشورة لجلالة الملك تحدث فيها أنه لم يعد هناك مكان آمن بقطاع غزة ، لا مستشفى و لا مدرسة و لا مبنى للأمم المتحدة ، و أن الآلاف من الاطفال قتلوا تحت ركام المنازل و المدارس و المستشفيات المدمرة في غزة ، و في هذا السياق فأن جلالة الملك يؤكد دائمآ على أن أطالة أمد الحرب سيوسع ساحة الصراع أقليميآ ، و أن المجتمع الدولي و العالم سيدفع ثمن الفشل في حل القضية الفلسلطينية ، فلن ينتصر أحد الا اذا حصل الفلسطينيون على حقوقهم و دولتهم ، و أن الأردن لن يتوقف عن ارسال المساعدات لأهل غزة و ايصالها لهم بكافة السبل الممكنة ، فموقف الأردن ثابت لا يلين و صوته يجسد دوماً صوت الحكمة والعقل في مواقفه ورؤيته حيال أمن واستقرار المنطقة . هذا الصوت يجب أن لا تعلو علية دقات طبول الحرب أو أصوات الغارات و الصواريخ و القنابل الاسرائلية، وعلى المجتمع الدولي الاصغاء له بكل ثقة و مساندته لوقف الحرب على غزة .