فيلادلفيا نيوز
اكد رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة أن المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم، تمكنت من تجاوز مراحل صعبة عصفت بالمنطقة وألقت بظلالها وتبعاتها علينا، حيث إن يد الإرهاب والغدر حاولت مراراً التسلل إلينا، لكن يقظة وجاهزية الجيش الأردني ومختلف الأجهزة الأمنية حالت دون تحقيق مرامي قوى الشر والظلام، وردتها إلى نحرها خائبة مهزومة، وبقي الأردن وسيبقى بإذن الله واحة أمن واستقرار، ينعم بها كل الذين لجأوا إليها طلباً للأمن والاستقرار، بعد أن أصاب بلدانهم ما أصاب من الحرب والقتل والتدمير والتشريد.
واضاف الطراونة لدى لقائه في مجلس النواب اليوم الاربعاء رئيس مجلس النواب اليوناني نيكولاس فوتسس والوفد المرافق له اننا اليوم ورغم عديد المنجزات التي تحققت، نشعرُ بأن تخلي المجتمع الدولي عن مسؤولياته الأخلاقية، بمثابة الطعن بالخاصرة، حيث أن ما يُقدم للأردن كواحد من الدول المستضيفة للاجئين، لا يغطي الحد الأدنى من الأعباء التي نعانيها، وعليه بات لزاماً الضغط على كل دول القرار العالمي من أجل التحرك السريع والعاجل لرفد الدول المضيفة للاجئين بالمساعدات الحقة، وهي واجب لا مِنة أو فضلا.
وقال الطراونة و نزيد على ذلك ما هو أخطر وأدق حيث تمر القضية الفلسطينية بمرحلة صعبة ودقيقة، حيث أن الأردن وبصفته أحد الأطراف الرئيسية في القضية الفلسطينية، وترتبط جميع قضايا الحل النهائي بمصالحه الحيوية، يرى اليوم أن القرار الأمريكي الأخير القاضي بنقل سفارة واشنطن إلى القدس، من شأنه وضع العراقيل أمام جهود استمرارية العملية السلمية، ويصب في تدعيم قوى التطرف والإرهاب على حساب قوى الاعتدال في المنطقة.
ومضى قائلا وإزاء ذلك كله فإننا نؤكد إيماننا العميق برؤية جلالة الملك عبد الله الثاني، الذي طالما أكد أن مدخل الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط لن يتأتى إلا عبر حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وعبر اعلان قيام دولة فلسطين التاريخية على ترابها الوطني على حدود الرابع من حزيران من العام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، وضمان حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين.
وتابع الطراونة : إن الحديث بزخم عن قضايا منطقتنا، ربما يسهم كذلك، في تحريك الضمير الدولي لإنهاء معاناة الشعب السوري الذي عانى من نار الحروب والاقتتال منذ ما يزيد على سبعة أعوام، وعليه فإننا في الأردن وبعالي الصوت طالما أكدنا أن المخرج الوحيد للأزمة السورية لا يتأتى إلا بالحوار والحل السياسي، آملين أن تعود جميع الأطراف السورية إلى طاولة الحوار واستكمال مباحثات استانا ارتكازاً على ما تحقق من قبل في محادثات جنيف، حيث أن علو صوت آلة الحرب اليوم في الغوطة بدمشق وسواها من شأنها نذير العودة إلى المربع الأول، وهو ما لا نأمله ونرى فيه ضرباً لكل جهود التسوية السورية التي تحفظ وحدة سوريا وترابها واستقلالها.
وقال لقد واجهنا على مدار السنوات الماضية كذلك أزمة حربنا الدائرة على الإرهاب ومحاولات تصفيته عسكريا وأمنيا وفكريا، حيث عانى العراق الشقيق طويلاً من داعش وإخواتها، إلى أن تخلص مؤخراً من مخلفاتها، الأمر الذي أكدنا حياله بأن مواجهة قوى الشر والارهاب التي تختبئ تحت غطاء الدين، والدين الاسلامي منهم براء، تتطلب مشاركة أممية، لأن تصدير خطر الإرهاب بات تحديا يواجه جميع المجتمعات الآمنة.
وبين انه مطلوب منا تكريس جهودنا لمواجهة الاٍرهاب عبر مستويات متعددة، فتصفية الاٍرهاب عسكريا لا يعني توقف الجهود، بل علينا استمرار العمل وبالوتيرة نفسها لمكافحة التطرف أمنيا والتفرغ بعدها لمواجهته فكريا.
ولفت الطراونة انه بغير تسوية قضايا المنطقة سياسيا، وتجسير التفاهمات، واستثمار ضغط الدول المؤثرة في المنطقة، فإننا سنظل نرتع تحت نير الحروب والاقتتال.
وأوضح انه أمام ذلك فإن تلك التحديات جميعها هي من أثرت في تراجع المستويات المعيشية والاقتصادية لدول وشعوب المنطقة، ما جعلنا نخضع لتداعيات مركبة معقدة نخشى من تبعاتها.
و اكد الطراونة خلال اللقاء الذي حضره النائب الاول لرئيس مجلس النواب خميس عطية و النائب الثاني للرئيس سليمان حويلة الزبن و مساعد الرئيس فيصل الاعور و رئيس لجنة الشؤون الخارجية النائب رائد الخزاعلة و رئيس لجنة الصداقة البرلمانية الاردنية اليونانية النائب نصار القيسي و امين عام مجلس النواب فراس العدوان و السفير اليوناني المعتمد لدى المملكة و مستشار رئيس مجلس النواب عطالله الحنيطي و مدير شؤون الرئاسة عبد الرحيم الواكد ان مواصلة اللقاءات الرسمية على المستويات كافة، ستسهم بالتأكيد إلى الوصول لتفاهماتٍ ونقاط التقاء مشتركة للعديد من الملفات بمنطقتنا التي تحيطها الويلات والحروب منذ سنوات، آملين أن تُسهم بتدعيم مساعي تحقيق الاستقرار المنشود.
و اعرب الطراونة باسمه و باسم مجلس النواب عن بالغ ترحيبه بالوفد الضيف في المملكة الأردنية الهاشمية، متطلعا إلى تحقيق المزيد من التعاون بين الأردن واليونان لما فيه مصلحة شعبينا و بلدينا الصديقين.
من جانبه قدر رئيس مجلس النواب اليوناني نيكولاس فوتسس مواقف المملكة بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني الحكيمة ازاء قضايا المنطقة خصوصا استقبال اللاجئين.
واكد ان بلاده تؤمن بالتحالفات من اجل مواجهة التطرف والارهاب والمنظمات الارهابية منوها ان هذا الامر يشكل نقطة هامة بالنسبة لهم.
وقال من الافضل ان يتم تطبيق القرارات الصادرة من الامم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية و القضية القبرصية مضيفا ان الامم المتحدة لم تفعل شيئا حيال هذه المشكلات فهناك دول كبرى تؤثر على القرارات مذكرا بقرار ترامب ازاء القدس الذي رفضته معظم دول العالم.
ولفت الى ان العالم يعيش مرحلة العولمة وعدم المساواة فهناك الكثير ممن يعانون من المشاكل ما يوجب على المجتمع الدولي التوافق على حلها فضلا عن ضرورة التعاون الاقتصادي الاجتماعي.
واستعرض فوتسس الاوضاع في اليونان على مختلف الصعد خاصة الازمة الاقتصادية التي تمر بها.
واكد على اهمية زيادة وتنمية افاق التعاون بين الاردن واليونان مشيرا الى ان لدى البلدين الصديقين افاق واسعة من التعاون في المجالات كافة خاصة الاقتصادية والسياسية والعلمية والثقافية والسياحية.