فيلادلفيا نيوز
قال رئيس الاتحاد البرلماني العربي – رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة إننا في الأردن نقف صفاً واحداً خلف جلالة الملك عبد الله الثاني، في حمله لأمانة الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
حديث الطراونة جاء في كلمة له خلال اجتماع الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي في دورتها الـ (140) والمنعقدة في العاصمة القطرية الدوحة، محذراً من استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق المقدسات، حيث إن استفزاز مشاعر العرب والمسلمين ومسيحيي الشرق فيه أذى كبير، وتحجيم للدور في جهود مكافحة الإرهاب الدولي أمام استمرار الإرهاب الإسرائيلي.
وأشار الطراونة إلى أن المجموعة البرلمانية العربية تقدمت ببند طارئ، لتذكير الضمير الدولي بأن فلسطين محتلة، وشعبها يحتاج إلى حماية، وأجيالها تعاني من ظلمة المستقبل، وويلات الواقع، كما أننا نسعى عبر ما تقدمنا به، أن نكرس ثقافة القانون الدولي في عدم الاعتراف بالاحتلال وشرعيته، كما فعلت الولايات المتحدة عندما اعترفت بشرعية احتلال اسرائيل للجولان المحتل من الأراضي السورية، فيما نؤكد بأن مثل هذه القرارات الارتجالية والتعسفية قد تنسحب على خطر كبير وتداعيات كارثية في منطقتنا والعالم، وأن استمرار مثل هذا الواقع من شأنه إشعال الإرهاب بنار الثأر المضاد، وعندها ستسقط كل قيم العيش المشترك، الذي نحتاجه لاندماجنا ضمن قيم وثقافة العولمة والتعاون الإنساني لما فيه خير مجتمعاتنا.
وتابع الطراونة في كلمته: “إننا في مجلس النواب الأردني وإذ نسعى من خلال تكثيف نشاطاتنا على الساحة البرلمانية ومنابرها ومنصاتها المتعددة، نتطلع إلى التعريف بقضايا منطقتنا، والتأكيد على أن قيم الحياة والتنمية الشاملة، تتطلب تثبيت أركان السلام والاستقرار أولاً، قبل الحديث عن قيم البناء والتنوير والتطوير دائما، وبهذا الصدد ندفع بجهود العمل البرلماني كشريك تشريعي ورقابي باستطاعته دعم جهود السلام والأمن وقواعد القانون، من خلال تكريس ثقافة إنسانية مفادها التكامل بين الدول وإمكاناتها، وذلك لصناعة استقرار الأمم وتجسير فجوة التباين الثقافي والعلمي؛ والتنموي أيضا”.
وقال الطراونة في حين نتساءل عن دور البرلمانات كمنصات لتعزيز التعليم من أجل السلام والأمن وقواعد القانون، نتساءل أيضاً عن قدراتنا كاتحاد برلماني دولي في ردع البرلمانات التي تدعم الحرب، وتساند حكوماتها في مهمة ظلم شعب بأكمله، كما نتساءل في الوقت نفسه عن قيم العدالة في عالمنا، وندرك سلفاً بأن مثل هذه المبادئ الأممية أضحت معلقة إلى حينِ التعاملِ بعدل وعدالة مع ملفات الظلم الإنساني ضمن معايير واضحة وحراك واع، وطريق نهايته لا تتحصل إلا بإنهاء الظلم وردع الظالم ومحاسبته.
وتابع الطراونة: إن ما أقوله هو محاولة لتذكير الضمير الدولي بأن هناك شعبا تجاوزت إقامته تحت قيد الاحتلال أكثر من سبعين عاماً، وهو شعب تتوالد أجياله على صورة الظلم الذي عاناه آباؤهم وأجدادهم ليصبح اليوم برعاية دول عظمى، بعد أن تخلت الدول الراعية للسلام عن حياديتها، واختارت أن تنحاز إلى جانب المحتل، لا بل وتعداه بالاعتراف بسيادته على أراضي الغير، متسائلا أيُ ظلم هذا! وأي انحياز، وأي انتهاك لقوانين الشرعية الدولية! بعد أن اختارت الولايات المتحدة الأمريكية التخلي عن دورها كوسيط نزيه في السعي لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي، على أسس عادلة، نضمن معها عودة الأمن والاستقرار لمنطقتنا العربية وجوارنا الإقليمي.
وتابع الطراونة: إننا في المملكة الأردنية الهاشمية، مملكة التسامح والاعتدال، تضيق الفرص أمامنا ونحن نجاور الانتهاكات الإسرائيلية اليومية والمستمرة بحق شعبنا الفلسطيني الشقيق، فالتاريخ والجغرافيا المشتركة للشعبين وعدالة قضيتهم تجعلنا نقف منحازين دوماً لحقوقهم العادلة نحو قيام دولتهم، وهو ما نصت عليه قوانين وقراراتِ الشرعية الدولية، قبل أن تتجاهلها دولةُ الاحتلال، وأمريكا الداعمة اليوم لغطرسة الاستبداد في منطقتنا.
وقال إن قيم الاعتدال والتسامح التي نسعى إلى تكريسها تصطدم دوماً بجدار التعنت الإسرائيلي وفرضه لسياسات الأمر الواقع، وسعيه الحثيث لاتخاذ إجراءات أحادية تغير الواقع، لصالح الزحف نحو يهودية الدولة على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.
وحول خطوة الرئيس الأمريكي بخصوص الجولان، قال الطراونة: بدلاً من الحفاظ على موقف المحايد، ها هي واشنطن توقع صك الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل، ضاربة بعرض الحائط كل قرارات الأمم المتحدة، لتدعم تطرف اليمينيين، وتحجم أصوات المعتدلين.
وأكد الطراونة أن منطقتنا وهي تعاني من عقدة استمرار الإحتلال الإسرائيلي، الذي يلغي ويحيد كل محاولات الأمن والاستقرار، ويجعلنا ننظر بعين الشك لمستقبل الأجيال، لن يثنينا للتصدي له بكل عزيمتنا، فلن تعرف منطقتنا التقدم والازدهار ما دامت إسرائيل تمثل عنوان الغطرسة والاستبداد.
وختم الطراونة كلمته بالقول: أود التذكير بأن منطقتنا شهدت حرباً ضروساً على الإرهاب ومتطرفيه، وفيما تمكنت الشقيقة العراق من دحر الإرهاب منتصرة بتوحدها على قوى الضلال، استطاعت الشقيقة سورية تطهير أرضها من تدنيس تلك الفئة الضالة، وهو ما يدفعنا إلى تعظيم هذا المنجز والدفع بمساندته، بما يدعم من جهة ركائز العملية السياسية في العراق، ومن جهة يدفع بنضوج حل سياسي في سورية لصالح وحدة أرضها وشعبها وديمومة عمل مؤسساتها، مؤكدين أن الحرب على الإرهاب ما زالت قائمة، وأن انتهاء العمليات العسكرية هو بداية لعمليات أمنية وفكرية أشمل، نحصن من خلالها الأجيال ونحفظ لهم قيم الأمن والسلام.