الأحد , مايو 19 2024 | 4:29 م
الرئيسية / عربي دولي / أصوات خلافات بين فصائل الشمال والجنوب السوري تطفو على السطح

أصوات خلافات بين فصائل الشمال والجنوب السوري تطفو على السطح

فيلادلفيا نيوز

ما ان صمتت فوهات المدافع والبنادق بعد هدوء نسبي في الجنوب السوري، اثر دخول “هدنة عمان” حيز التنفيذ يوم امس، حتى اشتعلت حرب اتهامات وبيانات بين فصائل المعارضة السورية المسلحة في الشمال والجنوب السوري، ما ينذر بشق الصف بين هذه الفصائل التي تتبع جميعها للجيش السوري الحر.
واحتوت بيانات الفصائل تراشقا بتهم التخوين والتشكيك في المواقف، لم تشهدها ساحة هذة الفصائل على امتداد الازمة السورية، والتي تزيد على 6 سنوات، ما يشي بأزمة ثقة حقيقية بدأت تبرز بين الطرفين من الصعب رأبها في المستقبل القريب. وتهدد هذة الأزمة الجديدة مستقبل التوازنات العسكرية في سورية، والتي بنت الدول الضامنة واللاعبة الرئيسية على مسرح الأحداث في سورية معادلاتها بناء عليها.
فبعد أن رفضت فصائل “الجبهة الجنوبية” مشاركة فصائل الشمال في اجتماع “استانا5” في العاصمة الكزخية استانا يوم الاربعاء الماضي، وجهت انتقادا شديدا للمشاركين في هذا الاجتماع، متهمة إياهم بمحاولة “شق الصف”، ومؤكدة أنهم “لا يمثلون الا انفسهم”.
وأضافت هذه الفصائل في بيان مشترك ان من حضر اجتماع “استانا 5″ لا يمثلون الا فصيلين وهو ما لا يرقى لتمثيل الجيش الحر، ولا يعطيهم الصلاحيات للتحدث باسم وفد الثورة السورية”.
وأضاف ان النظام استمر باستهداف الغوطة الشرقية بكافة انواع الاسلحة بما فيها الكلور، كما تم استهداف مدينة درعا بأكثر من 66 برميلا متفجرا خلال اليوم الاول لاجتماع “استانا5” .
وأضاف انه “وخلال جلوس من ادعوا حرصهم على الجنوب مع من كان يقتل الشعب السوري بدم بارد كان هناك شهداء من المدنيين”.
وأضاف ان “الجبهة الجنوبية قاطعت “استانا3″ لأن مدينة حلب كانت تحت الحصار والقصف، بموقف يثبت اننا لا نفرق بين شمال وجنوب، ورفضنا الاتهامات التي تسعى لتقسيم سورية، ولم تكيل بالاتهامات وقتها على الفصائل الأخرى او تتهمها بأنها مرهونة بأوامر خارجية، بل على العكس وقفنا مع إخوتنا بالجيش الحر”.
وأضافت ان تحقيق اتفاقات اطلاق نار او مناطق خفض التصعيد او اي اتفاق يحقق ايقاف اطلاق نار حقيقي لن ينتج بتفاوض مجموعة مستقلين يدعون انهم وفد الثورة مع الروس والإيرانيين، ولا باجتماعات تقنية في طهران، ولا برغبة الروس.
وأوضحت ان ذلك لا يأتي إلا بقرار من الفصائل الحقيقية صاحبة الكلمة الفصل، والتي حافظت على مناطق نفوذها وأجبرت الروس والمليشيات الايرانية على الاعتراف بالهزيمة وإعلان اطلاق النار من طرفهم بسبب العجز، وباعتراف واضح بفشلهم في الجنوب.
وكانت فشلت الدول الضامنة في اجتماع “استانا5” روسيا وإيران وتركيا، في التوصل الى ترسيم حدود “مناطق تخفيف التوتر” الأربعة في سورية.
في المقابل عبرت فصائل الشمال في بيان مشترك لها عن قلقها الكبير تجاه ما وصفتها بـ”التفاهمات السرية ما بين روسيا والأردن وأميركا”، مطالبة قادة الجبهة الجنوبية بـ”سحب الخرائط المسلّمة من قبلهم في عمّان، وتوحيد العمل مع فصائل الشمال السوري”.
ورأت هذه الفصائل في البيان أن “الاتفاق الروسي الأميركي الأردني حول جنوب سورية يفضي إلى فصل الجنوب عن الشمال للمرة الأولى، كما أنه قسم سورية والوفد والمعارضة”، داعياً فصائل الجنوب إلى سحب الخرائط وتسليمها للضامن المتفق عليه”. واتهم البيان الاتفاق بأنه “يكرّس القبول بالوجود الإيراني إلى ما بعد المناطق العازلة المحددة بـ40 كم، والمتاخمة للحدود السورية مع فلسطين المحتلة والأردن، وتقبل بفتح معبر نصيب أو معبر آخر في السويداء لنظام الأسد”.
وأوضحت فصائل الشمال في البيان أنّها شاركت في “أستانا 5″ لإفشال خطة النظام وإيران بإبادة إدلب، وحرق الغوطة، وتدمير درعا، وفرض مصالحات القهر والقتل والإذعان لإنهاء الثورة، وإفشال مخططات أطراف أخرى تسعى لتعطيل وقف إطلاق النار لإطالة أمد الصراع واستنزاف وتدمير ما تبقى من سورية، وتفويت فرص ومحاولات فرض ملفات التسوية السياسية والقضايا الدستورية في جولات أستانا وتركها لمكانها في جنيف”.
ولفت بيان الوفد أن اتفاق “تخفيف التصعيد” حقق خلال الشهرين الماضيين انخفاضا كبيرا بأعداد الضحايا بنسبة 90 % مقارنة مع “أستانة 4”.
ويدخل اتفاق أردني – أميركي – روسي لوقف إطلاق النار جنوب غربي سورية حيز التنفيذ اليوم، ويشمل ثلاث محافظات، هي: السويداء ودرعا والقنيطرة، فضلاً عن الأراضي المحتلة في الجولان السوري، وفلسطين، وتضم أطرافاً متصارعة هي: قوات النظام السوري مدعومة بمليشيات إيرانية ومقاتلون من حزب الله اللبناني، وفصائل المعارضة المسلحة المنضوية ضمن تسمية “الجبهة الجنوبية”.
وكان وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني أعلن، أول من أمس، عن التوصل إلى الاتفاق بين عمان وواشنطن وموسكو.
واتفقت الأطراف الثلاثة على أن يكون وقف النار هذا “خطوة باتجاه الوصول إلى خفض دائم للتصعيد في جنوب سورية، ينهي الأعمال العدائية ويعيد الاستقرار ويسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى هذه المنطقة المحورية”.

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com