السبت , ديسمبر 6 2025 | 7:37 م
الرئيسية / غير مصنف / الرقيبات : زوال الحركة الصهيونية وانهيار القوة الامبريالية بات حتمية تاريخية

الرقيبات : زوال الحركة الصهيونية وانهيار القوة الامبريالية بات حتمية تاريخية

فيلادلفيا نيوز

 قدم النائب السابق والمفكر العربي الدكتور احمد الرقيبات تحليلاً عالمياً شاملاً ، وذلك خلال اللقاء الذي اجراه معه موقع “المستقل الاخباري” اليوم السبت الموافق 6/12/2025 .

وقال الدكتور الرقيبات ان الشعوب بدأت تعيش على هذا الكوكب كالاسماك في مياه البحار تأكل بعضها ويموت بعضاً منها احياناً نتيجة الظروف الطبيعية عندما تموج البحار بين المد والجزر وقد فرض هذا الواقع على البشرية التعايش عبر التاريخ تحت ظلم تحالف القوى المالية مع القوى الاستعمارية التي تحكمها المصالح المشتركة بين هذه القوى . ومنذ العصور الوسطى تحالفت العائلات اليهودية الثرية مع العائلات الحاكمة في اوروبا الغربية المتحكمة بقرارات الكنائس المسيحية الغربية وحول العالم ، حيث بني هذا التحالف على أسس غير انسانية والبس اثواباً دينية لتحقيق الاطماع الاستعمارية في ثروات الشعوب الاخرى الطبيعية و / او مواقعها الجيوسياسية و / او معابرها المائية واستمر هذا التحالف يقارع ويصارع القوى المناهضة له حتى يومنا هذا.

واضاف الرقيبات ” ان طرد اليهود من اوروبا في العصور الوسطى حيث طردوا من انجلترا عام 1290 م ومن فرنسا عام 1394 م ومن اسبانيا عام 1492 م ، الا ان ازدهار الدولة الاسلامية العثمانية في القرنين السادس عشر والسابع عشر وازدهار روسيا القيصرية في عهد بطرس الاكبر في اواخر القرن السابع عشر الذي رفض دمج التجمعات اليهودية في روسيا القيصرية وازداد ازدهارها في عهد كاترين العظيمة في اواخر القرن الثامن عشر ، ان هذا الازدهار فرض على التحالف الاستعماري الانجليزي الفرنسي إبرام اتفاقيات سرية مع العائلات اليهودية الثرية وعلى رأسها عائلات روتشيلد اليهودية الالمانية وكان اول اهدافها دعم تأسيس الحركة الصهيونية العالمية التي كان من اهم برامجها انشاء وطن قومي لليهود حول العالم وبعد ان التقت المصالح الصهيونية مع مصالح الدول الاستعمارية قدمت الحركة الصهيونية الدعم المالي والسياسي والفكري للدول الاستعمارية في الحرب العالمية الاولى التي نتج عنها انهيار الامبراطوريات الالمانية والنمساوية المجرية وسقوط الحكم في روسيا القصيرية من خلال الثورة البلشفية وكذلك نتج عن تلك الحرب تفكك الدولة الاسلامية العثمانية بالمقابل حصلت الحركة الصهيونية على وعد بلفور المشؤوم الذي نص على قيام الوطن القومي لليهود في ارض فلسطين العربية وتهجير اليهود اليها من معظم دول العالم ” .

واكمل الدكتور الرقيبات حديثه قائلاً : قدمت الحركة الصهيونية الدعم للقوى الاستعمارية في الحرب العالمية الثانية التي نتج عنها تدمير المانيا وايطاليا واليابان وفي المقابل حصلت الحركة الصهيونية على الدعم العسكري واللوجستي للمنظمات الصهيونية في فلسطين ونتج عن ذلك انتصارها في مواجهة الجيوش العربية عام 1948 والاعتراف بدولة الكيان الصهيوني الغاصب الذي اصبح من اهم المواقع الجيوسياسية التي تخدم المصالح الاستعمارية في منطقة الشرق الاوسط وغرب اسيا وشمال افريقيا وبعض اقاليم العالم .

واكد المفكر الرقيبات، ان تفكك الاتحاد السوفييتي عام 1990 م وانهيار المعسكر الاشتراكي عام 1991 فرض تغيرات جذرية على الساحة الدولية وباتت قواعد اللعبة السياسية تختلف عما اعتاد العالم عليه في القرون السابقة ، مشيراً الى ان العالم المعاصر القادم ليس امتداداً للعالم القديم وان التطور التكنولوجي الذي وصل اليه العالم واصبح متاحاً لجميع ابناء البشرية لم يعد محصوراً بالتحالفات الاستعمارية التقليدية وسيفقد التحالف الصهيوني الامبريالي احتكاره للسلطة على التكنولوجيا والاعلام والشركات العابرة التي اخذت تشكل سلطات خفية او هياكل فوق وطنية مثل شركات تكنولوجيا الاتصال والتواصل والمراكز المالية العالمية وشبكات المعلومات ومؤسسات الضغط الدولي.

ولفت الى ان ما جرى وسيجري حول العالم يؤكد ان عالم التكنولوجيا ليس ثورة تقنية فقط بل ثورة حضارية سيتقبلها كل من يعيش على هذا الكوكب، لان الانسان اصبح ينتج من البيانات اكثر من السلع والذكاء الاصطناعي غير معظم الانماط التقليدية في مجالات الحياة البشرية واصبح يشكل عقلاً جماعياً عالمياً عبر شبكات التكنولوجيا العصرية وباتت تتلاشى المسافة بين عالم الافكار وعالم القرارات .

وقال الرقيبات : لقد كان الغرب في القرون الماضية هو صاحب الرواية الحضارية لكن في عالم اليوم صعدت ثقافات اخرى مثل الصينية والهندية والاسلامية والافريقية واخذت تعود الهويات القومية والدينية التي استفادت من التطور التكنولوجي في مواجهة الليبرالية النظرية التي بدأت تتآكل نماذجها الديموقراطية التقليدية .

وذكر الرقيبات ، ان من واكب التحول التاريخي الذي شهده العالم منذ انهيار النظام الاقتصادي الشيوعي الاشتراكي وصعود النظام الاقتصادي الرأسمالي العالمي يدرك كيف تحول الانسان من غاية الى وسيلة وكيف استُخِدم العلم في خدمة المال بدلاً من خدمة الوعي والابداع وان من عاش النظام الاقتصادي الاسلامي في البلاد الاسلامية ومن قرأ الرأسمالية في جميع مراحلها سيجدها غريزة وجدت في الانسان منذ ان خلقه رب العالمين لكن حب الانسان للتملك افقده الاخلاق الانسانية وعندما تغلبت شهوات البشر على ارادتهم وبات يحكم عقولهم العاطفة والمصلحة لا المنطق الانساني وصلنا الى ما نحن كنا فيه في القرن العشرين لكن اهل العلم استمروا في البحث عن الافضل وسيوصلوا البشرية الى عالم جديد سيولد قريباً .. عالماً تحكمه الشبكات والمعلومات والمعرفة والابداع والتنمية المستدامة لا القوى الرأسمالية الاستعمارية وجيوشها التقليدية التي اوصلت البشرية الى ما نحن فيه وما زال التحالف الصهيوني الامبريالي يحاول السيطرة على كل شيء والهيمنة على جميع الدول حول العالم .. ان هذا الحلم لن يتحقق فالقوة اليوم اصبحت موزعة بين دول وشركات وخوارزميات ومراكز مالية وجماعات معرفية وان عالم القرن العشرين انتهى فعلياً وعالم القرن الحادي والعشرون لم يستقر حتى هذه اللحظة ولكنه يتشكل وسيستقر بزوال الافكار الصهيونية اليمينية المتطرفة وانهيار الامبراطوريات الامبريالية الداعمة للكيان الصهيوني الغاصب للاراضي العربية في فلسطين والجولان السوري وجنوب لبنان المحتلة.

وختم الرقيبات حديثه بالتأكيد على ان جميع بني البشر الموجودين على هذا الكوكب ينتظرون ميلاد العالم العصري الجديد المتزن الخالي من الاحتلال والاستعمار والهيمنة . ان غداً لناظره قريب …

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com