السبت , نوفمبر 1 2025 | 7:55 م
الرئيسية / بلدنا اليوم / المعايطه : التعليم مسؤولية مشتركة صُرحٌ يبني الإنسان وطالبٌ يصنع الوطن

المعايطه : التعليم مسؤولية مشتركة صُرحٌ يبني الإنسان وطالبٌ يصنع الوطن

فيلادلفيا نيوز

بقلم الأستاذ الدكتور محمد علي المعايطة

أكد استشاري جراحة الفم والوجه والفكين الدكتور محمد علي المعايطة التزام الجامعات الثابت بدعم مسيرة التعليم النوعي في الأردن، وتعزيز دور الجامعات والمدارس في إعداد جيل قياديّ، مبتكر، ومؤمن بأن العلم رسالة سامية تسبق المهنة، وبناء الإنسان ركيزة النهضة الوطنية.

وأشار المعايطة في مقال تناول فيه أهمية العلم ورفعة العالم على العابد، واستناد التربية الأكاديمية للطلبة على قيم أخلاقية وروحية تحث عليها جميع الأديان السماوية.

و اكد المعايطة على الدور الريادي للمؤسسات التعليمية في ترسيخ قيم العلم والتميز، امتثالًا للرؤية الملكية السامية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ودعم سيدة الأردن الأولى جلالة الملكة رانيا العبدالله لمسيرة التعليم الشامل القائم على الجودة والابتكار وبناء الإنسان.

حيث تُعد الجامعات مؤسسات وطنية تُعنى ببناء الإنسان قبل بناء الشهادات، وبصناعة العقول لا حفظ الكتب، فهي بيئة قيم وأخلاق وابتكار ومسؤولية، تمنح الوطن قادة لا متلقين، ومبدعين لا مكررين خصوصا في زمن الذكاء الاصطناعي و الذي دون شك سيكون و سيله لرفع او تدمير الأشخاص و المجتمعات و الامم ولذلك يجب ان تقوم مسؤوليات الجامعات على خمسة مرتكزات أساسية :

١) منظومة علمية ومعرفية متقدّمة
• تحديث المناهج وربطها بالعلوم الحديثة
• تعزيز التدريب العملي و المهني والسريري
• دعم البحث العلمي والابتكار والتطوير المستمر

ناهيك عن خلق كفاءات قادرة على المنافسة عالميًا وسمعة أكاديمية رفيعة و ان اي تقصير يؤدي إلى مخرجات ضعيفة وبطالة وفقدان ثقة المجتمع .

٢) هيئة تدريس متميزة وقدوة
• اختيار كوادر علمية وأخلاقية و مهنية
• توفير برامج تطوير أكاديمي وتدريسي

مما يعطي الطلاب تعليم راقٍ و نزاهة ورفعة أخلاقية و ان عدم الالتزام بذلك يؤدي إلى تراجع المستوى التعليمي وضعف القدوة .

٣) بيئة أخلاقية وإنسانية راقية
• احترام كرامة الطالب وإرساء العدالة
• محاربة الغش والمحاباة وترسيخ النزاهة للحصول على انتماء حقيقي و قيم متينة، و مجتمع أكاديمي نقي و أن التقصير دون شك يؤدي إلى الاحباط و تراجع القيم عند الطلاب ومخرجات بلا روح ولا أخلاق .

٤) صناعة قادة ورياديين
• برامج تدريب ميداني ومهني فاعل
• دعم ريادة الأعمال وربط التعليم بسوق العمل و هذا بدوره يخلق لمجتمعنا قادة مبتكرون، وطاقات اقتصادية جديدة و ان اي تقصير سوف يودي إلى استمرار البطالة، و هجرة العقول، و التعليم بلا أثر .

٥) شراكة مع الطلبة واحترام صوتهم
• الاستماع لملاحظاتهم ومشاركتهم القرار
• اكتشاف المواهب واحتضان الإبداع

ان هذه النقطة قمه بالأهمية لخلق جيل من طلاب، شركاء في بناء المستقبل و ان اي تقصير يؤدي الى تراجع الروح الجامعية والصدام وفقدان الثقة .

الرسالة الوطنية والمسؤولية المجتمعية :

• دعم مبادرات الصحة والتعليم والبيئة
• تعزيز الانتماء وخدمة المجتمع لإنتاج خريجون يفتخر بهم الوطن ويعتمد عليهم و منع انعزال الجامعة وتراجع قيم المواطنة .

خلاصة وطنية :

جامعة راقية + طالب واعٍ = وطن ينهض ويفخرهذا و قد أكد المعايطة أن الطلبة يجب أن يكونوا جسدًا واحدًا، يدعم بعضهم بعضًا في رحلتهم العلمية والمهنية، لأن نجاح الفرد يمثل نجاحًا للجميع .

و أكد المعايطة ان واجب الطالب تجاه جامعته ومؤسسته التعليمية ومجتمعه وإن اهمية ان يكون الطالب ليس متلقّيًا للعلم فحسب بل هو شريك أساسي في صناعة مستقبل وطنه وبناء مؤسسته التعليمية. ومن هنا تبرز جملة من الواجبات الأخلاقية والعلمية والاجتماعية التي يجب أن يتحلّى بها كل طالب واعٍ ومسؤول.

وضع المعايطة النقاط التأليه مبينا حق الطلاب تجاه جامعاتهم و مؤسساتهم أساتذتهم خلال مشوارهم التعليمي.

أولًا : الواجبات تجاه الجامعة والمؤسسة التعليمية :

1- الالتزام والانضباط :
• احترام الأنظمة والقوانين الجامعية
• الالتزام بالحضور والمشاركة الفاعلة في المحاضرات والتدريب مما يعزز الانتماء والمسؤولية، ويرسخ ثقافة الجدية والاحترام و يمنع الفوضى و ضعف التحصيل مما يؤدي إلى تراجع مكانة الطلبة والمؤسسة.

2- الاحترام والتقدير :

• احترام الأساتذة والإداريين
• حسن التعامل مع الزملاء
• الحفاظ على الممتلكات والمرافق الجامعية لخلق بيئة تعليمية راقية فهي علاقات إنسانية قوية تعمل على تعزيز الروح الجامعية و ان اي تهاون من الطلبة لمن يعلمونهم من الهيئات التعليمية يؤدي الى توتر و ضعف بيئة التعلم ويعمل على تشويه صورة الطالب ومؤسسته .

3. التفوّق والجدية في التعلم :
• الاجتهاد والتحصيل العلمي
• التعلم الذاتي المستمر
• البحث العلمي والمشاركة الأكاديمية

مما يؤدي لبناء كوادر وطنية متميزة تنافسية علمية و رفعة سمعة جامعته و منعا لتخريج طلبة غير أكفاء و ضعف في فرص العمل و هدر موارد الدولة والمجتمع.

4. المشاركة المجتمعية داخل الجامعة :
• الانخراط في الأنشطة العلمية والثقافية
• دعم زملائه وتشكيل فريق واحد متعاون
ان هذه الشراكات تؤدي الى تنمية المهارات القيادية و بناء علاقات، و تعزيز روح الفريق بين الطالب و مؤسسته و جامعته فالجامعات و المؤسسات التعليمية لا تريد ان يخرج من تحت رايتها من هو ضعيف في الشخصية و فاقدا للمهارات الاجتماعية.

ثانيًا: الواجبات تجاه المجتمع

1. رد الجميل للوطن والمجتمع
• العمل لخدمة المجتمع قبل و بعد التخرج
• تطبيق العلم في ميادين الحياة لخدمة الوطن حيث ان خدمة المجتمع دون ادنى شك تؤدي الى نهضة وطنية، و تنمية مجتمعية، و ثقة المجتمع بالمخرجات الأكاديمية.

وان عدم المشاركة في خدمة المجتمع يدعو لما لا نريد مثل تراجع التنمية وضعف روح المواطنة و غياب القدوة .

2- التحلي بالأخلاق والقيم
• – الصدق و الأمانة العلمية والتواضع
•- البعد عن التعصب الاجتماعي والتحزّب والفساد

ان الالتزام و التحلي بالأخلاق و بالقيم يؤدي إلى تخريج قادة نزيهين، و بيئة اجتماعية صحية و قدوة حسنة و ان عدم الالتزام بذلك يؤدي إلى التزوير و الغش و بيئة سلبية تدمّر القيم المجتمعية .

3 – العمل بروح الفريق والوقوف ضد الفساد
• دعم الزملاء وتشجيعهم
• عدم السكوت عن الأخطاء المؤسسية أو سوء السلوك
• التعاون لا التنافس السلبي
مما يرفع من قيمة الطالب و المؤسسة و خلق مجتمع طلابي قوي و يعرف اهمية حماية المؤسسة من الظلم والفساد و وحدة الصف ان عدم العمل بروح الفريق و الوقوف ضد الفساد يؤدي إلى تفكك و ضعف منظومة القيم، وغلبة المصلحة الشخصية على العامة و هذا ما لا تريده مملكتنا و قيادتها الهاشمية.

في النهاية،

الطالب الصادق مع نفسه ومع جامعته ووطنه هو:
المتعلمٌ بوعي أخلاقيٌ في سلوكه فهو قائدٌ في فكره منتمٍ لمجتمعه و وفِيٌّ لوطنه ومؤسسته
إن العلم تكليف قبل أن يكون شهادة ورسالة و قبل أن يكون مهنة وعبادة قبل أن يكون وسيلة ومن لم يحترم العلم لم يرفع الله له شأنًا ولو حمل أعلى الشهادات.

واختتم المعايطة بتجديد العهد لمواصلة خدمة الوطن وإعداد أجيالٍ تعتز بدينها وهويتها وعِلمها وتسير بثقةٍ نحو المستقبل تحت ظل القيادة الهاشمية الحكيمة.

و استشهد بالسيرة ان منْ سَلَكَ طَريقًا يَبْتَغِي فِيهِ علْمًا سهَّل اللَّه لَه طَريقًا إِلَى الجنةِ وَإنَّ الملائِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطالب الْعِلْمِ رِضًا بِما يَصْنَعُ، وَإنَّ الْعالِم لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ منْ في السَّمَواتِ ومنْ فِي الأرْضِ حتَّى الحِيتانُ في الماءِ وفَضْلُ الْعَالِم عَلَى الْعابِدِ كَفَضْلِ الْقَمر عَلى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وإنَّ الْعُلَماءَ وَرَثَةُ الأنْبِياءِ وإنَّ الأنْبِياءَ لَمْ يُورِّثُوا دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا وإنَّما ورَّثُوا الْعِلْمَ، فَمنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحظٍّ وَافِرٍ.

الدكتور محمد علي المعايطة،
رئيس قسم جراحة الفم والوجه والفكين وأمراض الفم،
و قسم أمراض اللثة والأشعة السنية
جامعة البترا

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com