الأربعاء , يوليو 16 2025 | 5:26 م
الرئيسية / stop / محمد داودية يكتب : … ونجونا من انقلابات العسكر (3-3).

محمد داودية يكتب : … ونجونا من انقلابات العسكر (3-3).

فيلادلفيا نيوز

حيثما يتولى العقيد والصاغ والعماد والصول والجنرال السلطة، تنفجر في الأرض والناس ما أسماها الدكتور أحمد المديني “حرب الجنرالين” !!
كما هي الحرب التي تنهمر على السودان، وكما كانت حروب الجنرال عمر البشير رئيس “مجلس قيادة الانقاذ الوطني”، التي استمرت عشرات الأعوام وكانت عاقبتها الوخيمة تقسيم السودان، لا انقاذها !!
كادت بلادنا ان تنزلق إلى ما انزلقت إليه معظم البلاد العربية، فقد اغتر الضباط الأردنيون الشباب بالدبابات والمدافع التي بين أيديهم، وانخدعوا بشعارات الثورات العربية والعالمية التي اندلعت وأطاحت الأنظمة الملكية، وخلبتهم موضةُ تلك الأيام، التي شهدت تحول أنظمة المنطقة من الولاء للاستعمار البريطاني والفرنسي إلى فلك الاستعمار الأميركي الجديد.
كاد تنظيم الضباط الأردنيين الأحرار أن يشكل حكومة عسكرية في الأردن، اقتداء واهتداء بما قام به الضباط الأحرار في مصر، وضمن مسلسل الانقلابات على الدولة المدنية في مصر وسورية والعراق، ولاحقا في السودان واليمن وليبيا.
ومِن فضل الله ورحمته ولطفه بالشعب الأردني، وحكمة الملك الحسين وحنكته، وتصدي جبهة الإعلام والثقافة الأردنية الباسلة، والرشد والرضى الذي ميّز وطبع العلاقة بين الأردنيين والهاشميين، المنزّه عن الدم والامتهان والظلم، أننا نجونا من تلك التقليعة.
فرغم كل ما يتبجح به جنرالات الدول العسكرية “الثورية”، من كليشيهات تنادي بالحرية والاشتراكية والعدالة الاجتماعية والوحدة وتحرير فلسطين، فإنها تؤول، بلا أية استثناءات، إلى حكم الفرد الدكتاتور المستعين بغير الله، بل المستعين بالنماريد، أعتى أدوات القمع والقطع، وأكثر الأعوان جهلًا وضحالة ووحشية.
لقد تناوبت الدولةُ المدنية البرلمانية، على الإقليم كما في الأردن والكويت والمغرب. والدولةُ العسكرية كما في مصر والعراق وسورية وليبيا واليمن والجزائر. والدولةُ الدينية كما في السودان وإيران والباكستان وأفغانستان.
وخطّت المملكة الأردنية الهاشمية، ذات البنية المدنية، التي نطمح ونعمل على تعزيزها وتحديثها، أسلوبَ الحياة المتصف بالعدل والاعتدال، فحفظت وعززت الاستقرار والأمن والسلم الاجتماعي
الذي أصبح DNA الأردن.
وظل دور الجندية الأردنية في إطار الاحتراف والاحترام والنأي عن ألاعيب السياسة ودسائسها ونهاياتها المحتومة، التي قادت إلى الإطاحة بالعقداء والأوطان.

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com