فيلادلفيا نيوز
في الخامس والعشرين من أيار من كل عام، يتجدد في وجدان الأردنيين شعور الفخر والكرامة، وهم يحتفلون بعيد الاستقلال، وهذه المرة في عامه التاسع والسبعين. إنه ليس مجرد تاريخ نُحييه، بل هو لحظة وعي عميقة نستحضر فيها جوهر الاستقلال، لا كشعارٍ وطني فقط، بل كعقيدة راسخة ومسؤولية تتجذر في أعماق كل أردني وأردنية، وتتجلى في الانتماء الصادق، والعمل المُتفاني، والمواطنة الفاعلة.
الاستقلال: معناه أسمى من تحرر سياسي
الاستقلال ليس انفكاكاً عن هيمنة أو قيد، بل هو ميلاد وطنٍ حرٍّ بهوية واضحة وبوصلة ثابتة، ومشروع دولة تقوم على العدالة والكرامة الإنسانية. هو لحظة فاصلة أعلن فيها الأردن أنه حاضرٌ بين الأمم، بإرادة حرة، وقيادة هاشمية حكيمة، وشعبٍ أبيٍّ لا يعرف الانكسار.
وقد كان للهاشميين، منذ عهد الملك المؤسس المغفور له عبد الله الأول، دورٌ محوري في بناء الدولة الحديثة، ووضع لبناتها الأولى. وجاء الملك طلال فوضع الدستور، ليكمل المسيرة الملك الحسين بن طلال، الباني الذي صاغ ملامح الشخصية الأردنية بروح الحكمة والشجاعة والثبات.
جلالة الملك عبدالله الثاني: الاستقلال في عهد النهضة
واليوم، وفي ظل قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، يشهد الأردن نموذجاً فريداً في تحويل معاني الاستقلال إلى مشروع وطني شمولي، يرتكز على الإنسان الأردني، ويستمد قوته من رؤى ملكية عصرية تؤمن بالإصلاح والانفتاح، وتعزز من سيادة القانون، وتدفع عجلة التنمية، وترسّخ العدالة والمساواة.
وفي هذه المناسبة الخالدة، لا بد أن نثمّن الحضور الفاعل لسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، الذي يمثل صوت الشباب الأردني وتطلعاته، ويجسد الرؤية الهاشمية المتجددة التي تؤمن بأن الوطن لا يبنى إلا بسواعد أبنائه، وبالاقتراب من نبضهم وهمومهم وآمالهم.
المواطنة والانتماء: واجب لا خيار
الحديث عن الاستقلال يقودنا إلى جوهر المواطنة. فليس هناك استقلالٌ حقيقي من دون مواطنٍ يُدرك أن انتماءه لوطنه يتجلى في السلوك، وليس في الشعارات. أن تكون أردنياً بحق، يعني أن تكون عينًا على أمنه، وسندًا في بنائه، ومدافعًا عن مكتسباته، وشريكًا في صون مستقبله.
المواطنة الحقّة تُترجم إلى احترامٍ للدستور، وحفاظٍ على الوحدة الوطنية، وتمسكٍ بثوابت الدولة، ورفضٍ للفرقة والفتنة. وهي مسؤولية تبدأ من البيت، وتكبر في المدرسة، وتترسخ في العمل، وتُكلَّل بالولاء الصادق للقيادة الهاشمية الراشدة.
…. من الاستقلال إلى المستقبل
الاستقلال ليس محطة عبور، بل بداية دائمة لمسيرة نهوض مستمرة. إنه نداء لكل أردني وأردنية أن يضع يده بيد قيادته، ليبني ويُطوّر ويُبدع. وفي ظل المئوية الثانية للدولة، فإننا نزداد تمسكاً بالأمل، وثقة بالمستقبل، وعزماً لا يلين على أن يبقى الأردن كما أراده الآباء المؤسسون: وطناً حراً، آمناً، عصيّاً على التحديات، وشامخًا بين الأمم.
كل عام والوطن و قائده الميمون و ولي عهده الامين بألف خير، ودامت رايتنا خفاقة، واستقلالنا عنوان فخرنا وإرادتنا التي لا تنكسر.
