فيلادلفيا نيوز
استقلال الأردن حقيقة عربية وحيدة؛؛؛؛؛؛
إذا استعرضنا التاريخ السياسي العربي الذي أجمع عليه كل العرب بمؤرخيهم وسجلاتهم سنجد الحقائق التالية:
١-في ١٩١٦ إنطلاق ثورة عربية سميت كبرى لأنها ثورة بأسم العرب وهدفها استقلال العرب عن الدولة العثمانية بمملكة عربية توحد العرب في مملكة ودولة واحدة.
٢-قائد هذه الثورة العربية الكبرى هو الهاشمي الشريف الحسين بن علي (شريف مكة) في حينه أي حاكمها وسيدها .
٣-قيادة الشريف الحسين بن علي للطموح العربي في إقامة دولة ومملكة للعرب لم تأتي استنادا لطموح شخصي أو قبلي للهاشمين ولشريف مكة ،بل لأن موقع هذه القيادة وموقع الهاشميين من الأمتين العربية والإسلامية هو موقع زعامة عربية وزعامة إسلامية لها الشرعية التاريخية والشرعية الدينية فالهاشميون أصحاب الشرعيتين بين الأمتين ولم ينازعهم فيهما أحد من العرب كأسياد مكة وزعامة قريش سادة العرب قبل البعثة وكأسباط النبي صلى الله عليه وسلم من نسل فاطمة وعلي بعد البعثة إلى يومنا هذا ، وعليه فقد تداعت زعامات العرب فراسلت وتواصلت مع الشريف الهاشمي فعقدت له الراية ليقود ثورتهم ويؤسس مملكة للعرب يكون ملكها هاشمي عربي.
٤-انطلقت الثورة من مكة وسارت طلائعها من مكة بأتجاه بلاد الشام فزرعت طريق هذه الطلائع التي قادها فيصل بن الحسين بن علي بجموع فرسان من كل العرب جاؤوا من كل أرض عربية للألتحاق بصفوف فرسان الثورة تحت قيادة الهاشميين حتى وصل الأمير فيصل إلى سوريا ودمشق واعلنت دولة ومملكة عربية لكل العرب.
٥-بعد نجاح الثورة العربية وتمكن الهواشم قادتها من تجميع العرب تحت رايتهم ووصول الثورة إلى مرحلة إعلان الدولة العربية ظهرت حينها المؤامرة آلتي احيكت بليل سابق لقيام الثورة وهذه المؤامرة كانت مشروع الدولة البريطانية العظمى سيدة العالم في ذلك الوقت ،فهي آلتي دعمت قيام ثورة العرب لتحقق فقط هدفها بإنهاء الوجود والسيادة العثمانية ودولتها على الأرض العربية وهي التي مارست الخداع والكذب على الشريف الهاشمي وعلى العرب حتى إذا تحقق هدفها بدأت بتنفيذ المشروع الذي رسمته ووضعت أول أركانه بما سمي بإتفاقية (سايكس بيكو) والتى عقدت وابرمت بين البريطانيين والفرنسيين في نفس عام إنطلاق الثورة في (٣/١/١٩١٦ ) والتي جرت وبدأت مفاوضاتهم عليها في (٢٣/١١/١٩١٥) .
٦-اتفافية (سايكس بيكو) كانت معاهدة سرية صادقت عليها الإمبراطورية الروسية وإيطاليا لاحقا لتوقيعها وهي اتفاقية تقسيم الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا وتحديد النفوذ في غرب آسيا وتقسم الدولة العثمانية وقد جاء توقيعها قبل إنطلاق الثورة العربية الكبرى بشكل سري اعتماداً على قيام الثورة العربية ونجاحها فكانت سرية لخداع الشريف والعرب واستثمار نجاح ثورتهم.
أما بقية التفاصيل التاريخية السياسية بعد نجاح الثورة ووصول الأمير فيصل بن الحسين إلى دمشق وإعلانه قيام المملكة العربية وما تم من إحباط قيام واستمرار الدولة العربية فأيضا يعرفها الجميع ووثقها التاريخ وسجلاته ولا يختلف من العرب عليها اثنان ، كما لم يختلف أو يناقش عربي واحد في اتجاه أن اتفاقية سايكس بيكو هي التي صنعت كل الكيانات العربية السياسة والدول التي أصبحت لاحقا دولا مستقلة إلى اليوم.
وعن معنى الاستقلال وعلى ضوء الحقائق التي مرت وكما قلنا لا يختلف عليها من العرب إثنان فكل الدول التي سميت مستقلة لاحقا من دول العرب هي صنيعة اتفاقية سايكس بيكو التي رسمت حدودها ونصبت عليها ملوك وحكام تم اختيارهم بعنابة من بريطانيا العظمى ، فهو في حقيقة الأمر -الاستقلال لتلك الدول – ليس حقيقيا ولكنه شكلي يتوافق مع المشروع البريطاني في حينه وبريطانيا هي مدرسة التخطيط الاستراتيجي بعيد الأمد فالانجليز في التاريخ هم أول من خططوا (لمئة عام) لمستقبل دولتهم وليس لأعوام قليلة في مستقبلها ، ولكن(( الكيان السياسي العربي الوحيد -والقيادة والحكم الوحيدان- الذي نتج ابتداء عن بيعة عربية للشريف الحسين بن علي ليكون ملكا للعرب وانتهاء بتأسيس مملكة عربية هاشمية ولم تصنعه اتفاقية سايكس بيكو أو مطبخ سياسي دولي هو (الدولة الأردنية) آلتي أسسها الملك عبدالله الله الأول بن الحسين بن علي بعد أن استطاع إنقاذ البقعة الجغرافية (حدود الدولة الأردنية) من مؤامرات اقتسام دول الاستعمارية للأرض العربية من المحيط إلى الخليج ،وتأسست الإمارة ثم المملكة الأردنية الهاشمية.
بالنتيجة وفي قراءة التاريخ الحقيقي وما هو ثابت ومجمع عليه فالكيان الوحيد الذي كان مستقلا أصلا قبل قيام دولة ورسم حدودها واعتراف عصبة الأمم وهيئة الأمم هو شرعية زعامة الهاشميين وقيادتهم ثورة ليستقل العرب وأرضهم عن الدولة العثمانية ثم عندما أسست هذه القيادة الدولة ورسمت حدود إقليم الدولة بعقد اجتماعي بين الملك والحاكم المؤسس وبين الشعب نصب الملك والحاكم وأسس نظام الحكم بناء على بيعة من الشعب لهذا النظام الحاكم وعلى ذلك وجد النظام الحاكم مستقلا ولم يصنعه نظام آخر فأستقل هذا النظام بإقليم الدولة عن الدولة العثمانية ثم انتزع الجغرافيا من مؤامرة التقسيم ثم نفض عن الدولة الانتداب البريطاني الذي فرض على الدولة الأردنية حديثة التاسيس في حينه على مباديء الثورة العربية وأولها استقلال الحكم والشعب والأرض عن أي نظام دولي أو عن أي قطب استعماري فكان إعلان استقلال المملكة الأردنية الهاشمية ونحن اليوم نحتفل بذكرى إعلان الإستقلال الحقيقي الذي كان قبل الدولة ومع تأسيسها حقيقة وواقعا لكن الظروف والقوى العظمى السياسية هي ما آخر إعلان الاستقلال إلى زمن الإعلان الرسمي (الخامس والعشرين من شهر أيار سنة ١٩٤٦ ) .
والخلاصة أن مفهوم الاستقلال حقا وحقيقة لم يتحقق إلا للدولة الأردنية وقيادتها الهاشمية ،بينما بقية الأقطار العربية قد اثبت التاريخ أيضا بأنها صنعت حدودا وأنظمة حكم بيد المستعمر وفق اتفاقيته ومشروعه الاستعماري ولكن هذه الدول العربية قد اقتضى الشكل السياسي أن يكون لها تواريخ استقلال تحتفل بها ، ولعل ما يجري اليوم في موقف هذا الشعب وخلف القيادة في مواجهة الطغيان ال ص ه ي و ن ي العالمي على فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني على أرضه خير دليل على أن هذا الوطن بقيادته كان منذ البدء مستقلا ، وما يسجل لبقية الدول العربية يثبت أن تواريخ إعلان استقلالها كان مجرد شكل برتكولي سياسي دولي.
عاش الأردن حرا مستقلا كريما عزيزا
عاشت القيادة الهاشمية والشعب الأردني قلعة عربية ستبقى عنوان الثبات والصمود والعزة العربية.
وكل عام والأردن بالف خير.
