فيلادلفيا نيوز
لو توفرت لي فرصة أن التقي بعض الحكماء والمؤثرين في حزب جبهة العمل الإسلامي -وهم للأمانة كثر – لوجهت النصيحة التالية من موقع المواطن المحايد والمراقب جيداً لما يحدث ومن منطلق ادعائي بأنني من المتابعين المهتمين منذ زمن بالشأن العام والشأن السياسي وازعم أنني جمعت ثقافة لا بأس بها تجعلني أفكر بكل موضوعية أو أحاول ان اكون موضوعيا إلى حد كبير ، والنصيحة هي:
بما أن حزب جبهة العمل الإسلامي هو حزب وطني مرخص وفق الدستور والقانون وقد نال ثقة الشريحة الاعرض في الانتخابات البرلمانية آلتي جاءت به كأكبر حزب في البرلمان ، وهذه الثقة الشعبية وثقة المقترعين في حقيقة الأمر منحت لأسماء ولشخوص الحزب الذين قدمهم الحزب من المواطن العادي الغير مسيس والغير منتسب للحزب وهي الثقة بأن من طرحهم الحزب هم أشخاص أصحاب سير عملية واجتماعية نظيفة وناصعة ولا يشك بعقيدتهم الدينية وعقيدتهم الوطنية ، وتم التصويت لقائمة الحزب لأن الأشخاص يحملون فكرا ومباديء إسلامية وسطية هي أرضية وخلفية منهجية الحزب وبرنامجه بعيدا عن أي تطرف او تعصب ديني أو جهوي ، وبما أن الحزب أيضا يثق بمن قدمهم قيادات أو ممثلين للحزب لخوض الانتخابات وتمثيل الحزب في البرلمان ويثق بأنهم فوق أي شبهة ولو في قرارة النفس تخرج أحدهم عن العقيدة والثوابت الوطنية الأردنية وأنهم لا ولاء لهم أو انتماء إلا لهذا الوطن الأردني وما يمثله تاريخيا وكذلك سياسيا لشعبه أولا ولأمتيه العربية والإسلامية ثانياً وأن قوته لشعبه هي سر قدرته على الإنتصار لأمتيه ، فكل هذا يستدعي أن يؤدي الحزب كحزب وأفراده ومنتسبيه واجبهم الأول وهو:
(( درء أي مفسدة عن هذا الوطن فدرء المفاسد أولى من جلب المنافع ، وهي قاعدة فقهية أصولية ، وتعني أن دفع ودرء أي مفسدة أو شرارة شر ” والشر من الشرر” هي أولى أوليات المسلم تجاه مجتمعه ، وهذا يقتضي أن يتفحص المرء نفسه وما قال أو عمل -فجل من لا يخطيء – وأن براجعها كل يوم في ليلها عما فعلت في نهارها -وهذه سنة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ما خلوا كل ليلة إلى أنفسهم – وللفاروق -رضي الله عنه – وقفات مع نفسه أمام الناس ورجوع عن رأي وأمر قرره فكم مرة قالها دون تردد:” أخطأ عمر وأصابت إمرأة” ..؟!؟!؟؟))
فلماذا ومن هذا المنطلق وبهذا العمق في الرجوع إلى الفكر الإسلامي واتباع نهج السلف الصالح في فهم الحكم الإسلامي الرشيد وما يقدم على كل شيء من أجل المجتمع المسلم ، لماذا لا يعقد حزب جبهة العمل الإسلامي مؤتمرا للحزب تتم فيه المراجعة الشاملة للمنهجية السياسية وللخطاب السياسي الحزبي وتنقيتهما مما يلتبس على العامة قبل الخاصة في الفهم وما قد يؤدي مع الخاصة إلى سوء الفهم ، وأن يتخلى أفراد الحزب من منتسبين ومن قيادات ومن ممثلين وناطقين بإسمه عن استخدام اللغة العربية البليغة والتي اكتسبوها بحكم انغماسهم في قراءة القرآن والعلوم الإسلامية فخطابهم يجب أن يوجه للعامة قبل الخاصة في المجتمع ومخاطبة الناس” على قدر عقولهم” سنة من هدي -النبي صلى الله عليه وسلم – فالمعلوم أن العامة لا يرتقي فهمها إلى مستوى بلاغة من تعلموا من القرآن والسنة ومن علوم الشريعة لغتهم.
وليعلن الحزب في ختام مؤتمره بيان مراجعته باللغة الواضحة والمباشرة التى تكشف وتؤكد أن الحزب ومنتسبيه يرفضون بالقطع والجزم اي فكر أو فكرة تنفلت عن عقال الدستور الأردني والتشريعات الأردنية وعن سياسات الدولة العامة التى ترعى وتهدف إلى المصالح العليا للدولة الأردنية قبل أي مصلحة أخرى ، وأن ينطق البيان بشكل جلي وواضح بعبارات الرفض والاستنكار والادانة لكل تصرف او سلوك أو فعل لاي منتسب للحزب فيه مخالفة للقانون والتشريعات مهما كانت الدوافع والغايات وإدانة أي خروج على النهج العام للدولة الأردنية في سياساتها الخارجية بل إعلان الامتثال التام والانخراط في منظومة الدولة والمجتمع وقوفا خلف القبادة ونهجها السياسي في مقارعة التحديات وفي رسم السياسات الخارجية وتنفيذها حماية أولا لهذا الوطن ومن أجل ابقائه قلعة حصينة عصية على كل مؤامرة تستهدف الأردن كحلقة أضعف لتنفيذ خطة أو مشروع تصفية القضية الفلسطينية ، فالقضية لا تصفية لها إلا إذا صفيت قلعة العروبة الوحيدة التي تناور في المنطقة وهذا العالم والبحر الهائج والمتلاطم والممتليء بالقراصنة الدوليين الذين رفضوا نظاما عالميا للقرصنة على مصائر الشعوب تحديدا العرب.
فينتقوا اللغة الأسهل والابسط في خطابهم وليضعوا لأنفسهم وللحزب قواعد جديدة واضحة وأمام الناس تلغي اي التباس وتنفي اي شك أو شبهة وأهم فقرة يحب أن يختم بها البيان هي (دعوة بقية الأحزاب السياسية والقوى الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني) إلى عقد مؤتمر وطني عام برعاية رسمية ملكية يوضع فيه ميثاقا أردنيا وعهدا بين جميع الأطراف والأطياف السياسية الأردنية ليعلن للعالم أجمع بأن هذا الوطن بكل عناصره وكل تقاصيله وكل مؤسساته وكل أفراده وجماعته هم الخيوط المتينة في راية تقبض عليها يد ملك هاشمي عربي وهم في ذات الوقت في اليد الأخرى قلم وسيف وبندقية ومدفع وصاروخ وطائرة وطوابير شهداء يتسابقون إلى علياء الشرف وخطوط الغداء لوطن أردني وقيادة هاشمية.
ولنتحول أجمعين في هذا الوطن إلى اللغة التي تسمي الاشياء بمسمياتها وتحدد بوضوح أولويات الوطن وتحكي رواية وسىرية أردنية ناصعة وواضحة مشرفة وتمسح عنها (خربشات الآخرين) التي تقصدت دائما إخفاء حقيقة هذا الوطن وتشويه روياته وسرديته في خواطر وعقول اجياله في الداخل وأجيال العروبة في شعوبنا العربية.
تلك نصيحتي وبلغة تطاول لغتة السادة الذوات المحترمين في حزب جبهة العمل الإسلامي واظنهم اقدر الناس على فهم السطور وما بين السطور وفهم الغاية العظيمة والنبيلة التي لا تنحرف عن مقاصد الشريعة وغاياتهم التي وقرت في قلوبهم.
اللهم هل بلغت..اللهم فأشهد.
رايق عياد المجالي/ أبو عناد
