فيلادلفيا نيوز
عند اللحظات المتأخرة من الليل، تجتاحك تلك المساحات الهلامية من التشتت، والتداخل، والإنكماش، تحدق في المجهول والغريب.. تتبدد هنا وهناك بين نفسك وحالك، وتقع في أعماقك العريضة اللامتناهية.. تشعر بالرضا تارة وبالتعاسة تارات، تنقبض مرة وتنبسط مرات، تفرح وتتألم، تقوى وتضعف، تتأرجح بين الحالات، وتتموج بين التناقضات.. ولا تعرف كيف تخرج من هذا المحيط المتصارع بالفوضى، وتلك الأمواج العاتية من التضاد، فتقع في فخ رأسك المليء بالأفكار.. وتحاول أن تهدأ، وتتوارى في ظلال روتين الحياة وتقلباتها وظروفها، لتجد نفسك غارقاً من جديد على جدران الحقيقة، فترى نفسك معلقاً، متقلباً، متعاكساً، متداخلاً تراودك الشكوك والظنون حول فعل اقترفته، وفعل لازلت تفكر في تجربته، بين حادثة مرت وموقف قد يمر، بين شخص ظلمته وبين آخر آذاك، بين يوم كان لك وأيام كانت عليك.. بين بسمة اشتهيتها، وكلمة تمنيت لو نبست بها، ويد لو أمسكتها، ولحظة لو عشتها، ومدينة لو زرتها، وصديق لو تمسكت به، وآخر لو استطعت التخلص منه.. وبين قرار تضرب رأسك ألف مرة يا ليتك أخذته، وبين آخر يا ليتك ما اقتربت منه، وتطول سجلات الذكريات بين اقتراب وابتعاد، قبول ورفض..
وتتلاطم في محيط هالاتك ودموعك، غرورك وضعفك حيرتك ويأسك.. تتأوه قلقاً، حزيناً لحظة، وخائفاً لحظات تتشبث بنفسك لتقاوم، وتعاقب حالك لتبقى، وتمدح قلبك لينبض..
#وفي_هذه_الفوضى_الذاتية.. تبقى يا صديقي بين الدوائر، ومبحر في الأعمال غير المنتهية، وغارق في تلابيب تلك العجائب.. وعندها ما عليك إلا التماسك حتى تهدأ، والسباحة حتى لا تغرق، والتنفس حتى لا تموت، والإستمرار حتى لا تتوقف فهذه هي الحياة كبد في كبد..
وتذكر دائماً.. بأن اليد الوحيدة التي ستمتد نحوك لتداوي ما أنت فيه هي #يدك فقط، ستمسح بها دموعك، وتشحذ همتك، وتطبطب على قلبك..
وبعدها لك السلام