فيلادلفيا نيوز
دولة الرئيس جعفر حسان بعد تكليفه برئاسة الحكومة قام بعدة زيارات في مناطق مختلفة تركزت على قطاعين هما (الصحة) و(التعليم) فنراه يزور مراكز صحية ومستشفيات وكذلك المدارس وللأمانة فهذا التوجه سليم لأن هذين القطاعين هما الأهم للمواطن من ناحيتين:
الأولى: أن المواطن الأردني قد يستغني تماما أو يؤجل قضاء اي حاجة أخرى إلا الصحة والتعليم فهما أمران ملحان على الفقير وعلى الكبير والصغير ولا مجال للتأجيل.
الثاني: الكلفة في الأمرين عالية جدا لذلك فكل الاستثمار الداخلي وحتى الخارجي يتركز ويتوجه إلى هذين القطاعين.
وعليه: فالفساد والنهب والمتاجرة بالإنسان وبصحته وبمستقبله ومستقبل أبناءه للأسف كل ذلك أصبح مرتعه هذين القطاعين فالارباح بالمتاجرة بالارواح وبالمستقبل فاحشة وسريعة ،لذلك فتوجهه رئيس الحكومة لوضع برنامج زيارات ميدانية لهذين القطاعين هو توجه سليم وينم عن فهم (الطبخة) وفهم ( جذور المشكلة) بل الكارثة التي حلت بهذا الوطن وهذا الشعب عندما ترك الحبل على الغارب لمن كانت مصالحهم تقتضي أن يدب الخراب في (الصحة) و(التعليم) وعلى مر عقود ماضية.
فعندما يتم تدمير القطاع الحكومي في الصحة والتعليم فهذا يعني حتما انتعاش الاستثمار في هذين القطاعين في الخاص ولذلك فلو لم تنجز هذه الحكومة إلا التركيز على هذين القطاعين ومكافحة كل الأيادي والأصابع التي تعيث بهما ومن داخل أروقة الإدارة العامة ولو لم تحقق إلا كبح اشكال الفساد الإداري ومكافحتها لتصل إلى الحددود الدنيا في عهد هذه الحكومة فذلك سيكون إنجازا عظيما.
لذلك أقول إن دولة الرئيس أحسن جدا عندما بدأ عهد حكومته بالاطلاع شخصيا وتسجيل الملاحظات من خلال الزيارات الميدانية آلتي تركز على (الصحة) و(التعليم) لأنهما آخر البيادق بل هما (القشة) التي يجب أن لا تقصم ظهر الوطن.
أنا شخصيا أعتقد جازما أن هذه الحكومة وبعد نيل الثقة من البرلمان سيكون لها قرارات حاسمة في خطة إصلاح إداري ستتركز على الصحة والتعليم وأعتقد أن الذين يتامون في العسل من القطاعين الحكوميين سيستيقظوا على أنباء ستدخلهم حين يعاودوا النوم في كوابيس فإن لم تطالهم سياسة المحاسبة فعلى الأقل ستغلق أمامهم أبواب مغارة علي بابا.
اعلم أن دولة الرئيس ليس في إصبعه خاتم علاء الدين ولا يملك مصباحه ولكن اظن إدراكه لحجم الخطر من عدم لجم انواع المتاجرة والفساد وحتى عدم نفض الغبار والطين ونبذ البيروقراطية المقيتة المتكلسة عن هذين القطاعين هو خطوة هامة جدا فنحن أحوج ما نكون لحكومات أو رؤوساء يستشعرون ويدركون مؤشرات الخطر الذي سيطال اول ما يطال وطن بأكمله وهذا بالتأكيد يعني أن الإدراك في هذه المرحلة إن لم يأتي اختيارياً فقد جاء إجباريا( فالصحة والتعليم) هما الرمق الاخير لأي شعب.
أسأل الله العلي العظيم أن لا أكون مخطئا في ملاحظتي وفي تكهناتي.
أبو عناد.