فيلادلفيا نيوز
عاش الفلسطينيون في قطاع غزة ليلة صعبة جراء القصف الإسرائيلي المكثف الذي طال عدة مناطق، بما في ذلك حي الشجاعية شرق مدينة غزة، ومنطقة المواصي غرب مدينة رفح جنوبي القطاع.
وأسفرت الهجمات عن ارتقاء أكثر من 11 شهيدا وعشرات الجرحى في مناطق مختلفة من القطاع وذلك في حصيلة أولية، حسب بيان صدر عن منسق المستشفيات الميدانية في غزة مروان الهمص.
قصف خيام النازحين
وشهدت منطقة المواصي شمال غرب مدينة رفح، قصفا إسرائيليا مكثفا طال خيام النازحين التي عكف الجيش على إحراقها بعد تقدم سجلته آلياته العسكرية في منطقة “الشاكوش” (غرب) والقريبة من مخيم النازحين.
وقالت مصادر طبية للأناضول، إن القصف الإسرائيلي لخيام النازحين أسفر عن سقوط شهداء وجرحى.
كما أفادت مصادر ميدانية للأناضول، أن الجيش أحرق الحمامات الزراعية في منطقة الشاكوش.
وسادت حالة من الذعر والخوف في أوساط النازحين الذين فروا من خيامهم في لحظات دون أن يتمكنوا من حمل أمتعتهم القليلة التي كانت لديهم أو حتى نقل الخيام.
وقضى معظم الفارون من مواصي رفح إلى مدينة خانيونس (جنوب) ليلتهم في العراء، وفق إفادة شهود عيان.
والمواصي مناطق رملية على امتداد الخط الساحلي، تمتد من جنوب غرب مدينة دير البلح وسط القطاع، مرورا بغرب خان يونس حتى غرب رفح (جنوب).
وتعد المنطقة مفتوحة إلى حد كبير وليست سكنية، كما تفتقر إلى بنى تحتية وشبكات صرف صحي وخطوط كهرباء وشبكات اتصالات وإنترنت، وتقسم أغلب أراضيها إلى دفيئات زراعية أو رملية.
ويعيش النازحون في المواصي وضعا مأساويا ونقصا كبيرا في الموارد الأساسية مثل الماء والصرف الصحي والرعاية الطبية والغذاء.
المحافظة الوسطى
وفي المحافظة الوسطى، استهدف الجيش الإسرائيلي مقر بلدية دير البلح ومنزلين الأول يعود لعائلة أبو قينص والثاني لعائلة أبو حسنين.
وأفادت مصادر طبية للأناضول، أن القصف الإسرائيلي للمحافظة الوسطى خلف عددا من الشهداء والجرحى.
كما أطلق الجيش الإسرائيلي النار على تجمع للمواطنين قرب شارع البحر غرب مخيم النصيرات، ما أسفر عن مقتل فلسطينيين بحسب مصدر طبي للأناضول.
جاء ذلك، بعد ساعات من قصف إسرائيلي استهدف مقر الدفاع المدني بالمحافظة الوسطى مساء الخميس، والذي أسفر عن استشهاد 3 من طواقمه وإصابة عدد آخر (غير معلن)، وفق بيان صدر عن الدفاع المدني.
مدينة غزة
وفي حي الشجاعية شرق مدينة غزة، تتواصل العملية العسكرية الإسرائيلية لليوم الثاني على التوالي، وسط قصف مدفعي مكثف.
كما تواصلت منذ ساعات الليل حركة نزوح السكان من هذا الحي الذي شهد توغلا إسرائيليا الخميس، حيث قالت هيئة البث العبرية إن “الجيش بدأ عملية برية في حي الشجاعية لتفكيك البنية التحتية لحركة حماس التي لا تزال نشطة هناك”.
وتعد العملية في الشجاعية، التي بدأها الجيش الإسرائيلي دون إنذار سكان الحي، الثالثة من نوعها منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأفادت مصادر ميدانية للأناضول، أن عددا من القتلى والجرحى ما زالوا في الحي في حين لم تتمكن طواقم الدفاع المدني من الوصول إليهم لانتشالهم بسبب خطورة الأوضاع هناك.
وحتى عصر الخميس، قال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل، إن 7 فلسطينيين قتلوا وأصيب عشرات جراء القصف الإسرائيلي المكثف على الشجاعية “في حصيلة أولية”.
ومن جانب آخر، شهد حي الشيخ عجلين غرب مدينة غزة قصفا إسرائيليا مكثفا ما فاقم من الأضرار في الحي، والتي سبق أن تسبب بها الجيش منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر الماضي.
وأسفرت الحرب الإسرائيلية المدعومة أمريكيا والمستمرة منذ 7 أكتوبر الماضي، عن أكثر من 124 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل تل أبيب حربها رغم قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها “فورا”، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.