فيلادلفيا نيوز
بقلم د سعود ساطي الهذلي
أخصائي أول نفسي
لماذا تكبت مشاعرك؟
لماذا تقمع خبراتك؟
لماذا تبتعد بأفكارك بعيدا وتودعها في الأماكن المظلمة من اللاشعور؟
من هذا المنطلق سوف نبحر سويا بين تلك السطور القادمة للتعرف أكثر على الإفصاح عن الذات ودوره في بناء الشخصية ، وخصوصا لدى المراهقين وذوي الانسحاب الاجتماعي والعزلة، وغيرها من ذوي المشكلات النفسية. فنرى الكثير من الأفراد يقبع خلف شاشات الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي، ويقوم بنشر العديد من المنشورات المختلفة التي تعبر بلا شك عن اهتماماته وميوله العقلية والنفسية، وفي الحقيقة إذا ما جلست معه وجها لوجه تجده منسحبا، وليست لديه القدرة على التعبير عن نفسه وأوضاعه، ويجد في هذه المنشورات متنفسا لآرائه وحالته الوجدانية والمزاجية، وبالرغم من كون هذه المنشورات تعد إفصاحا في حد ذاته، ولكنه إفصاح مستتر ومشروط بالاستكانة والعزلة،
ويقصد بالإفصاح عن الذات: القدرة على التعبير عما يدور بداخل الفرد من مواقف ومشاعر وتفكير وخبرات مكبوتة وإظهارها للآخرين، سواء بصورة لفظية بالبوح والقول أو غير لفظية بالإيماءات والإشارات وفي الحقيقة أن الإفصاح عن الذات يعطي الفرصة للأفراد للشعور بالراحة النفسية وتحقيق الصحة النفسية، ويتضح ذلك من خلال التنفيس والتفريغ وطرد عوامل الخوف والكبت، وإيضاح الذات، وهي من العوامل التي تمثل جزءا أساسيا وحيويا في عملية التفاعل الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية والعلاقات البينشخصية، مع الإشارة إلى ضرورة الإفصاح لشخص متخصص ومناسب كالأخصائي النفسي مثلا، فقد يتبع الإفصاح بالمعلومات الشخصية والميول والاهتمامات لشخص غير مناسب العديد من الجوانب السلبية، وخصوصا إذا ما كانت حالة هذا الفرد تتصف بدرجة كبيرة من عدم الإفصاح عن الذات، وقد يرجع السبب في تردد المراهق مثلا في الإفصاح عن ذاته في الخوف من النتائج، فهو يتوقع حدوث الأسوأ، وظهور العيوب أمام اللآخرين، والقصور في الجوانب الشخصية وافتضاح الأمور، خصوصا إذا استنبط هذا الفرد أن من حوله يتسم بالنباهة والفطنة والفهم السريع؛ عندها يحجم عن الإدلاء والإفصاح عما يريده تحسبا للحرج أو الخطأ.
ومن فوائد الإفصاح عن الذات ما يلي :
الحصول على الدعم والمساندة والتوجه الاجتماعي.
تنمية الثقة بالنفس وتعزيز العلاقات واستمراريتها.
خفض مستوى القلق الاجتماعي ومواجهة الآخرين.
القضاء على الأعراض الاكتئابية، واستعادة الاتزان الانفعالي وضبط الشخصية وتوافقها.
وأخيرا يجب التنويه على ضرورة الإفصاح واختيار المكان والوقت والزمان المناسب لذلك، وعدم الاستسلام والإذعان للقيود، والوقوع فريسة في يد الوحدة والعزلة والاضطرابات النفسية.