فيلادلفيا نيوز
وصل رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، الأربعاء، إلى مصر لبحث إقرار هدنة في قطاع غزة تشمل تبادل أسرى، بينما استبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف إطلاق النار قبل “القضاء” على الحركة.
وتواصل إسرائيل عمليات القصف المكثفة على القطاع المحاصر، حيث خلّفت سلسلة غارات جوية على مدينة رفح قرب الحدود مع مصر، 12 شهيدا على الأقل، وفقا لما أعلنته وزارة الصحة في قطاع غزة.
وبعد أكثر من شهرين على اندلاع الحرب التي تسببت بحصيلة بشرية ضخمة ودمار هائل وأزمة إنسانية، برزت مؤشرات في الأيام الأخيرة عن انفتاح الطرفين على هدنة جديدة بعدما أتاحت سابقتها التي استمرت أسبوعا في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، إطلاق سراح محتجزين من قطاع غزة، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
ووصل هنية على رأس وفد من حماس إلى القاهرة حيث يلتقي خصوصا رئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل.
وأفادت حماس في بيان أنه سيجري “مباحثات مع المسؤولين المصريين حول تطورات العدوان الصهيوني على قطاع غزة والعديد من الملفات الأخرى”.
وذكر مصدر مقرّب من الحركة أن المباحثات “ستتناول مناقشة اقتراحات عديدة منها أفكار تشمل هدنة مؤقتة لمدة أسبوع مقابل إطلاق سراح حماس 40 أسيرا إسرائيليا من النساء والأطفال والذكور غير العسكريين”.
وأضاف أن “هذه الهدنة قابلة للتجديد بعد التفاهم حول فئات ومعايير جديدة للتبادل” مشيرا إلى أن هذه “أفكار نوقشت في مباحثات إسرائيلية قطرية بعلم الإدارة الأميركية”.
وأكد البيت الأبيض أن مباحثات الهدنة “جادة للغاية”. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي “إنها نقاشات ومفاوضات جادة للغاية ونأمل أن تؤتي ثمارها… إنه أمر نعمل عليه منذ انتهاء فترة التوقف السابقة”.
من جهته، أكد مصدر مطلع على المباحثات عقد “اجتماع إيجابي” بين رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي ديفيد برنياع ونظيره الأميركي بيل بيرنز ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في وارسو هذا الأسبوع.
وقال المصدر إن المباحثات مستمرة بهدف “التوصل إلى اتفاق من شأنه إطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزة مقابل هدنة مع احتمال إطلاق سراح أسرى فلسطينيين لدى إسرائيل”.
وكانت قطر أدت دور الوساطة الأساسي في الهدنة السابقة. وقبل مغادرته الدوحة، التقى هنية وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الذي عاد والتقى رئيس الوزراء القطري.
وبعدما أعلن الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ الثلاثاء استعداد بلاده “لهدنة إنسانية جديدة ومساعدة إنسانية إضافية للسماح بإطلاق سراح الرهائن”، استبعد نتنياهو وقف النار قبل تحقيق الدولة العبرية أهدافها المعلنة.
وقال نتنياهو في بيان الأربعاء “لن نتوقف عن القتال حتى نحقق كل الأهداف التي وضعناها لأنفسنا: القضاء على حماس والإفراج عن الرهائن لديها، ووضع حد للتهديد القادم من غزة”.
تصويت في مجلس الأمن
وكانت هدنة أولى من 24 تشرين الثاني/نوفمبر وحتى الأول من كانون الأول/ديسمبر أتاحت الإفراج عن 80 محتجزا من الإسرائيليين في مقابل 240 من الأسرى الفلسطينيين. كما أفرجت حماس في حينه عن عدد من المحتجزين الأجانب غير المدرجين في الصفقة الأساسية.
وأكد نتنياهو لعائلات المحتجزين الثلاثاء “واجبنا هو إعادتهم جميعا”.
على صعيد موازٍ، تتواصل مفاوضات شاقة الأربعاء في الأمم المتحدة حيث يعجز مجلس الأمن عن إصدار قرار يدعو إلى “تعليق” الأعمال القتالية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية.
وكان من المقرر التصويت على مشروع القرار الاثنين، لكن تم إرجاء العملية للمرة الثالثة إلى الأربعاء، فيما يبحث أعضاء المجلس عن صيغة تسمح لهم بتجنب مواجهة طريق مسدود جديد، بعد فيتو أميركي سابق حال دون صدور قرار يطالب بوقف إطلاق النار في القطاع.
وبعدما كان النص يدعو في نسخته الأصلية إلى “وقف عاجل ودائم للأعمال الحربية”، بات يكتفي بالدعوة إلى “تعليق” المعارك.
وأعربت روسيا وجامعة الدول العربية الأربعاء عن أملهما في صدور قرار من مجلس الأمن يدعو لوقف إطلاق النار.
وقال وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف خلال منتدى روسي عربي في مراكش “محاولاتنا المتعددة مع من يشاركوننا نفس الأفكار لدفع مجلس الأمن إلى تبني قرار يفرض وقفا دائما لإطلاق النار، يعترضها للأسف نفس الموقف الأحادي المعتاد للولايات المتحدة”.
وردا على الهجوم، تعهّدت إسرائيل “القضاء” على حماس وبدأت هجوما واسع النطاق. وأوقع القصف 19667 شهيدا على الأقل في قطاع غزة، نحو 70% منهم من النساء والأطفال، وفق آخر حصيلة رسمية الثلاثاء.
أ ف ب + رويترز