فيلادلفيا نيوز
(التنكوقراط ولا التنك والفراطة)
من الخاطيء تماما تولية حقائب بعض الوزارات لمن هم من خارج أبناء نفس الوزارة ومن خدموا بها فترات طويلة جدا فبعض الوزارات لأهمية القطاع الذي تشرف عليه وحجم الأعباء والمهام وتعقيد المشاكل التي يتعرض لها القطاع يجب أن تسند مهام المنصب الأول (الوزير) ومواقع الصف الثاني (أمناء عامين) لما يعرف (بالتكنوقراط) وهم من عملوا وتدرجوا في ذات الوزارة واكتسبوا الخبرات من كل المواقع التي مروا عليها والذين تدرجوا في الدرجات والمواقع بسيرة ذاتية وملف وظيفي مشرف ويفضل أن يأتي الوزراء وموظفي الصف الثاني من الذين ما زالوا على رأس عملهم وذلك لأنهم بالقطع سيكونون أكثر من يعرف تفاصيل العمل بكل المزايا والعيوب ويعرفون المشاكل كيف نشأت ولماذا ويعلمون جيدا مواطن الضعف ومواطن القوة لدى كافة كوادر الوزارة و يستوعبون أيضا مواطن الخلل ويحفظون الملفات الشائكة.
بينما القادمون من خارج اي َوزارة حتى لو كانوا متخصصين بذات الشأن او هم من نفس الذين يعملون في ذات القطاع لا يعرفون مهما كانوا على قرب من القطاع ما يعرفه التكنوقراط اي أبناء الوزارة الذين تدرجوا وعملوا ومازالوا على رأس عملهم لسنوات طوال.
بل إن الوزير أو الأمين العام الذي يأتي من الخارج وزارة تشرف وتدير قطاعا لو كان من أكبر العلماء في مجال من مجالات وتخصصات تعمل في ذلك القطاع سيقضي مدة تولية الموقع والمنصب وهو لم يحفظ نصف أسماء المدراء التابعين له الثلاثية ولم يحفظ اروقة الوزارة وربما طابق مكتبه.
لو كان حال الوزارات والدوائر والهيئات طبيعي وتعمل كلها بمؤسسية عالية وجيدة لكان توزبر وتولية من هم من خارج هذه الوزارات والمؤسسات أمر طبيعي ومحمود ولن يؤثر على الأداء وقد يطور ما هو جيد اصلا ولكن ان تكون الوزارة أو المؤسسة قد تراجع ادائها وتعقدت ملفاتها وانحدرت إدارتها وشلت وصارت الكوادر بها مجرد مجاميع من الموظفين يتقاضون الرواتب والمخصصات دون إنتاجية وهم فقط يصرفون الطاقات التشغيلية للمباني ثم نأتي بمن لا يعرفون عن الوزارة الا عنوان مبناها أو لا يعرفون إلا أنها تشرف على قطاع معين ثم ننتظر أي تحسن أو ننتظر انجازات فهذا ضرب من الغباء بل قد يعتبر ضربا من الجنون.
ناهيك عن أن انتهاج تولية المواقع العليا والمنصب الأول في اي وزارة يفتح أمام كافة موظفيها افقا للإبداع ويخلق الطموح بالوصول إلى المنصب أو المواقع الأولى وهذا افضل الحوافز التي قد تجعل كل موظف شعلة نشاط وإبداع لا أن يقضي سنين العمل محبط وينتظر التقاعد المبكر أو الشيخوخة وفقط يعد الآيام للخروج من العمل دون خسائر مالية تتعلق بالراتب والعلاوات ، لا بل في احيان كثيرة صرنا نرى موظفا خبيرا وعريقا في وزارة يأتيه فجأة كرئيس له وزيرا أو امينا عاما من كانوا قبل فترة يأتوه طلبا لمساعدتهم وتقديم الخدمات والمشورة لهم وربما بعضهم يكونون ممن طلبوا مخالفة القانون جهلا بعمل الوزارة أو رغبة في تجاوز القانون لخدمة مصالحهم… ¿¿¿!! ¿¿¿
صدقوني (التكنوقراط) افضل من (التنكو فراطة).
أبو عناد.