السبت , نوفمبر 16 2024 | 10:51 ص
الرئيسية / stop / أحمد الطراونة يكتب : الحنيفات.. الزيتون بيدر أحلامنا

أحمد الطراونة يكتب : الحنيفات.. الزيتون بيدر أحلامنا

فيلادلفيا نيوز

جلب انتباهي خلال متابعتي لبرنامج “هذا المساء” الذي يعدّه ويقدمه د.مهند مبيضين، وفي لقاء مع وزير الزراعة د.خالد حنيفات، جملة مهمة جاءت في سياق الحديث على لسان الحنيفات، تؤكد على قدرة الحنيفات على قراءة الواقع الزراعي الأردني والتحول البنيوي في هذا القطاع، وتأثير الجفاف ومناسيب الهطولات المائية على الجغرافيا الأردنية، والتي أسهمت بشكل مباشر في تغيير التوجهات الزراعية من القمح والشعير إلى الزيتون الذي أصبح كما يقول الحنيفات: البيدر الذي ينتظره أهل الأردن، ويحققون من خلاله أحلامهم في حياة يسيرة كما هي أحلام أبائنا التي ارتبطت ببيدر القمح والشعير قبل ذلك.

يقودني هذا العنوان إلى مفصل مهم في تاريخ وزارة الزراعة الأردنية، وأرتباط الوزراء الذين يأتون لهذا القطاع بشكل مباشر فيه، فكلما كان الوزير على مساس بالناس وأوجاعهم كان الأكثر قدرة على ملامسة واقع هؤلاء، وفئة المزارعين تحديدا.

يقف الحنيفات صلبا في مواجهة حملات مستمرة من مافيات، وتجار كبار، وقطّاع طرق في هذا القطاع، يضعون العصي في دواليب اجتهاده، والصوان في جمر ناره محدثين فرقعات هنا وهناك، وتأتي هذه الصلابة من أن الوزير الذي يقود هذا القطاع يسير وفق رؤية واضحة، تؤكدها المنجزات على الأرض والأرقام والإحصائيات الدولية والمحلية.

الحنيفات المتفائل دائما يؤكد أن قطاع الزراعة وما يرافقه من استثمارات يشكل ما نسبته 20 بالمئة من مجمل القطاعات الانتاجية للدولة الأردنية وبنمو هو الثاني بعد قطاع التعدين، وهو اليوم من القطاعات التي يعول عليها الأردنيون وينتظرونها، خاصة بعد هذا التطور المهم في العديد من القطاعات التكوينية لهذا القطاع، كقطاع التمور والبذار، وما تضيفه الجودة العالية للمنتج الأردني من قيمة تسويقة عالية يراهن عليها لاختراق الأسواق والاستدامة فيها.

أن إنشاء ثلاثة مصانع في غور الصافي والبدء فيها هذا العام هو أمر مهم للغاية، حيث سيكون هنالك طاقة عالية لاستيعاب كل ما ينتج وإعادة تصنيعه وتصدير الفائض منه إلى الأسواق الخارجية، خاصة بعد أن تم الانتهاء من التراخيص اللازمة لشركة التسويق الزراعي الأردنية الفلسطينية والتي ستحمل على عاتقها تصحيح التشوهات الغائرة في قطاع التسويق الذي كان سبب انتكاسة القطاع الزراعي.

مشاريع طموحة يقودها هذا الوزير من خلال فريق عمل كبير، تؤكد في مجملها على حماية المزارع والمنتج المحلي وتطوير أدوات الدولة الأردنية في مشاريع الحصاد المائي وإقامة مصانع أغذية ودعم الأعلاف، وحيازة الثقة من المنظمات الزراعية الدولية ليكون السوق الزراعي الأردني مصدرا مهما للغذاء في الشرق الأوسط، وإنشاء ثلاثة مستشفيات بيطرية إقليمية، وتوسع علميات الإقراض بشكل لافت مما انعكس على تنمية القطاع. 

بقي القول أن مشكلة الأغوار الأردنية مشكلة مركبة، لا يتحملها الحنيفات رغم إيمانه بأنه هو المسؤول الأول عن هذا القطاع، إلا أن الأمانة تقتضي القول بأنه بدأ بجدية ومسؤولية وطنية عالية في معالجة التشوه الذي لحق بالقطاع الزراعي في الاغوار وغيرها، ويكافح من أجل إعادة تفكيك المشاكل المركبة، بعيدا عن العواصف الصوتية والمغالطات الشخصية التي تأتي من هنا وهناك بقصد المنافع الشخصية الضيقة.

أتركوا خالد يعمل من أجل واقع زراعي وطني ننعم فيه مع أبنائنا، فهو من جيل شاب لكنه يحمل أرث الكبار.

 

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com