السبت , نوفمبر 16 2024 | 12:44 م
الرئيسية / stop / رايق المجالي يكتب : الشقيقة الكبيرة السعودية تحمينا ونحميها بالحب الإستراتيجي

رايق المجالي يكتب : الشقيقة الكبيرة السعودية تحمينا ونحميها بالحب الإستراتيجي

فيلادلفيا نيوز

يقال في المثل الشعبي :” جاهل يرمي حجر في بير مئة عاقل ما بطلعوه ” والجاهل هنا لا يقصد به فقط غير المتعلم والمثقف أو الحاصل على درجة علمية بل هو من يخوض في أمر لا دراية له به “ويهرف بما لا يعرف ” وللأسف الشديد فقد صرنا اليوم نعيش حالة قد أنبأنا بها سيد البشرية نبينا (محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) وهي التي “ينطق فيها الرويبضة ” وطامتنا الكبرى اليوم أن الأمر تعدى أن ينطق بعض الرويبضة إلى أن أصبحت فئة الرويبضة تكتسح كل المنابر ما هو متاح للكافة أو التي تخصص لمن يفترض أنهم نخب المجتمع بأنواعها .

وعلينا أن لا نأخذ بهذا المثل ونتخذه حكمة مسلم بها تثنينا عن محاولات إخراج الحجر من البئر لهذا فأنا سأتطرق لما أثير -عن قصد أو عن غير قصد – من ضجة ولغط حول تصريحات أعتبرها غير مدروسة ولكنها مسؤولة -وهي قديمة وجديدة – خلقت على هامش العلاقة الأخوية نوعا من الإحتكاك السياسي وكذلك الثقافي بين المملكة الأردنية الهاشمية والشقيقة الكبيرة المملكة العربية السعودية وذلك على إثر ما تم تداوله أولا من خطاب في مؤتمر برلماني عربي لرئيس النواب الأردنيين وما تم إعادة نشره من تصريحات قديمة لنفس النائب والشخص وفي زمن سابق خانه فيها التعبير أو ربما خانته معلوماته وطريقة فهمه لمسألة إستفادة دولة من دولة جارتها خصوصا عندما ترتبطان بعلاقات اخوية تاريخية وسبب هذه الطريقة في التعبير قد يقع فيها كل العوام في السياسة وفي العسكرية وفي الإقتصاد وفي الشؤون العامة دوليا ومحليا , فالطبيعي جدا عندما تعطي عاميا في السياسة أو الإقتصاد أو في الشؤون العسكرية أو الأمنية أو الثقافية والأدبية مصطلحا من مصطلحات شأن من الشؤون أو مجال من المجالات وتطلب منه شرحه أو شرح ما فهمه هو ستسمع أفكارا مشوهة وخاطئة وسترى مفهوما مغايرا لمعنى المصطلح وهذا في إعتقادي الجازم ما حصل مع صاحب التصريحات -مع الإحترام لشخصه – ولكن صفته هي التي جعلت الأمر يأخذ أبعادا غير محمودة وهذاا ايضا من طبيعة الأشياء فما ينطق به ذو صفة في المجتمع يثير الجلبة بينما لا يفعل من لا صفة له .

وللرد أو لتوضيح ما قصده قائل تلك التصريحات التي أثارت الأشقاء أرى من الواجب الوطني علي وعلينا جميعنا وحتى على المستوى الرسمي أن نوضح للكافة وللعوام من كل الأطراف والجهات ماذا نعني بأن دولة عربية تجاور اخرى وتشكل كل واحدة للأخرى حماية وسياجا من الأخطار وهو ما يعرف بمفهوم (العمق الإستراتيجي ) فالدول لبعضها تستفيد وينطبق على علاقاتها هذا المفهوم اليوم بأشكاله المعاصرة وللتوضيح أكثر أقول :

إن “العمق الاستراتيجي ” هو مفهوم استعارته العلاقات الدولية من العمليات العسكرية وهذا المفهوم يطلق في المسائل العسكرية ويقصد به كإصطلاح ومفهوم عسكري تلك الأرض التي تقع بين المراكز الرئيسة التي تتواجد فيها القوات والأدوات الحربية ووالتشكيلات العسكرية والمراكز الحساسة والحيوية لقوة جيش من الجيوش او دولة من الدول .

إن الدول الحديثة في عصرنا الحالي قد ركزت وأجمعت على ما يمكن أن يطلق عليه ” العمق الاستراتيجي ” وهو في عالمنا اليوم غير العسكري بل أصبح له عدة اوجه او انواع فهو (السياسي والإقتصادي والثقافي والأمني) فالتهديدات التي تتعرض لها الدول ومجتمعاتها اليوم وبشكل بشكل متزايد وأكثر خطورة تلك هي التهديدات والأخطار التي تركت شكلها التقليدي العسكري واتخذت أشكالا عديدة تضرب الدول أحيانا في مقتل على الصعيد السياسي أو الإقتصادي أو الأمني وحتى الثقافي وهذا التفسير المعاصر لمفهوم العمق الاستراتيجي أصبح يتوسع نطاقه بالاعتماد على الآليات الناعمة وعلى طبيعة العلاقات بين الدول سواء المتجاورة أو التي تفصل بينها جغرافيا ومسافات وتضاريس فلم يعد هذا المفهوم مرتبط حصرا بالجغرافيا وبالخرائط العسكرية بل أصبح الآن يرتبط ويطبق في كل شأن ويعتمد على كل انواع الخرائط والخطط سواء السياسية او الاقتصادية وما يتعلق بها من مجالات حساسة وهامة للدول ومجتمعاتها .

وبتطبيق ما تم بيانه اعلاه عن مفهوم العمق الإستراتيجي فإن الشقيقة الكبيرة في كل شيء “السعودية ” في علاقتها مع المملكة الأردنية الهاشمية تعتبر عمقا استراتيجيا حصينا ومتينا للأردن سياسيا وإقتصاديا وأمنيا وثقافيا وكذلك فالأردن أيضا يشكل دائما عمقا استراتيجيا للسعودية الدولة الشقيقة والجارة في كل الأوجه وذلك على مر التاريخ للسعودية الجغرافيا (الحجاز ونجد ) وللسعودية المملكة والدولة وهذا في كل الأشكال والأوجه وفي كل زمان يقوم على أخوة الدين وأخوة العروبة فهم حمايتنا ونحن حمايتهم -بفضل الله وعونه -كانوا وكنا وسيبقون وسنبقى .

هذا قولي ورأيي لكل من إهتم فيما أثير أو يثار حول هذا الإحتكاك وهذا الشأن من أردنيين وسعوديين وما ينطبق على علاقتنا مع الأشقاء في بلاد الحرمين هو ذاته ما ينطبق مع أشقائنا العرب في كل دولهم وكذلك الدول الإسلامية والدول الصديقة في كل العالم ولكنه بين العرب هو الأهم والأعرق والأقدم والأكثر ثباتا .

المستشار القانوني : رايق عياد المجالي /ابو عناد .

 

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com