الأحد , ديسمبر 22 2024 | 3:58 م
آخر الاخبار
الرئيسية / stop / متى تحدث فرقا ؟

متى تحدث فرقا ؟

فيلادلفيا نيوز

جمانة الطراونه

انتهت المباراة بين المنتخب السعودي والمنتخب الارجنتيني، في أول لقاء لهما ضمن مباريات كأس العالم، المقامة في قطر لعام 2022 ,بفوز المنتخب السعودي  2 -1، ولم تكن النتيجة فوزا بقدر ما كانت درسا واقعيا من دروس التنمية البشرية، ومثالا حيا يضرب في المجالات التي تعنى بتطوير الذات .
ترقب الجميع الأحداث بحذر وبشيء من التوجس، فاكتضت مواقع التواصل الاجتماعي بتوقعات محبِطة بالنسبة للمنتخب السعودي  إلى حد ما، لما بنيت عليه من معطيات مسبقة وهي أنه يلعب أمام منتخب من أقوى المنتخبات على الساحة العالمية ويضمّ فريقه العديد من نجوم دوريات كرة القدم بقيادة الأسطورة “ليونيل ميسي” الذي حصل على جائزة الكرة الذهبية سبع مرات فضلا عن مشاركة المنتخب في جميع نهائيات كأس العالم، وتصدره البطولة مرتين وحصوله على لقب الوصيف ثلاث مرات، ووصوله إلى صدارة التصنيف العالمي للفيفا عام 2007 .
لست هنا بصدد التحليل الرياضي الذي أجهل الكثير من جوانبه و أصوله ومعطياته، ولكني بصدد النتيجة التي توصلت اليها من خلال متابعتي للمباراة ومجرياتها وما ترتب عنها من أصداء .
يقول الدكتور ابراهيم الفقي ” لاتعطي الأشياء أكبر من حجمها وتهول الأمور فوق طبيعتها لئلا تجعل فشلك  أمر فيك لازم والخسارة حليفة لك دائم ” ويبدو ان ذلك ما تم بالفعل، فكنا نرى فريق المنتخب السعودي يلعب بثقة عالية معتمدا على إمكانياته مؤمنا بقدراته وهكذا القول، فيمن يؤمن بنفسه وينطلق منذ ذاته لا يأبه بمن سيواجه مهما كانت قدراته، فنحن من نسلِّم الخصم أدواته التي سيهزمنا بها وأولها إيماننا بأنه الأقوى، أو الأفضل فنمكنه منا الذي سينعكس حتما على أدائنا فيما بعد، فكان الدرس الأول أن لا تعظم خصمك بل واجهه ولاتعتمد على مايقال، وإنما على ما تفعل ففعلك  بعد إيمانك بقدراتك هو الحكم والفيصل .
اما الدرس الأهم،  فكان  الثبات في أداء المنتخب السعودي بعد الهدف الذي أحرزه منتخب الارجنتين في الدقائق الأولى من المباراة، فأغلب المنتخبات  – وقس عليها الجولات التي نخوضها جميعنا في معترك الحياه وعند أول إخفاق – نصاب بالإحباط والارتباك، وهذا مالم نلحظه في أداء المنتخب السعودي بل زاد من ثباته  بدلا من إحباطه وهذا ما جعله  متماسكا متمكنا في أدائه .
ضرب المنتخب السعودي مثلا في الانضباط منذ اللحظة الأولى، لدخوله الملعب وهذا ما جعله يلعب بهذه الثقة التي ارتسمت على محيا اللاعبين التي انتقلت عدواها الينا كمتابعين وجمهمور ومشجعين لنرفع سقف توقعاتنا وننتظر نتيجة ترضينا كمشجعين ومؤازرين له وهذا ما تم بالفعل .
فلا وجود للفشل مع العمل الجاد والثبات والثقة بالنفس والتركيز على الهدف لتحقق ما تريد بغض النظر عن الظروف المحيطه بك، أو قوة وقدرة
خصمك .
لن ننسى هذا اليوم الذي رسم الابتسامة على وجوهنا وأعاد لنا ثقتنا بأنفسنا بأننا نستطيع الوصول إلى أهدافنا إذا قررنا ذلك لا أن نتحجج بالظروف فنحن ما نريد أن نكون فلنختار  أن نكون أو لا نكون أصلا
أتمنى مزيدا من التألق للأخضر، وأن يحقق مزيدا من النجاحات ومن المملكة الاردنية الهاشمية اتوجه بأسمى آيات التهنئة والتبريك للمنتخب السعودي شعرا:

أَتيتُ بعِدْلِ ما حَمَلَ النّشامى
مِنَ الأشواقِ توقاً للتلاقي

أصافحُ بالقصيدةِ كلَّ قلبٍ
يتوقُ إلى مصافحةِ الرّفاقِ

فمكةُ لا تُزارُ بلا مطايا
وهل تُؤتى السماءُ بلا براقِ ؟!

وعشقاً للبداوةِ فخرِ أهلي
عقرتُ الخيلَ في حرمِ النّياقِ

إذا مَطرُ الهواشمِ بلَّ قلبي
فلي في دارِ سلمانَ السواقي

ملوكاً قبلَ خلْقِ الأرضِ سادوا
ودونَ عِلُوِّهِمْ تبقى المراقي

تصافحنا قلوباً لا أكفّاً
وعمّدنا الوِصالَ بلا فِراقِ

وأخلصْنا فنحنُ أجلُّ مِنْ أنْ
نراوغُ مثلَ أربابِ النِّفاقِ

فعن سلمانَ عبدُاللهِ يُجزي
ويُجزي عنهُ موفورِ الخَلاَقِ

وليُّ العهدِ محمودُ السجايا
محمّدُها على قدمٍ وساقِ

تَسعْودْنا دماً وفماً وروحاً
تأردنتمُ بكلِّ هوىً مُراقِ

تسعودنا/تأردنتم وإنّا
على هاتين ندخلُ للسباقِ

يضمُّ طويقُ مَبْركَ ضمَّ خلٍّ
ويشتركانِ في شدِّ الوثاقِ

كثانيِ اثْنينِ ما افترقا وإنّي
كذاتِ الشّعرِ لا ذاتِ النطاقِ

 

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com