الجمعة , نوفمبر 15 2024 | 11:40 م
الرئيسية / stop / رايق المجالي يكتب : مهما ظلمت أو غضبت فإنني لا أثأر من وطني,,,

رايق المجالي يكتب : مهما ظلمت أو غضبت فإنني لا أثأر من وطني,,,

فيلادلفيا نيوز

الإنتماء يكون للأرض وللشعب أو الأمة …والولاء يكون …للأنظمة والأفراد والمصالح

…هل قرأت التاريخ يا أخي..؟ …الأنظمة والأفراد والمصالح وبقية الأشياء تزول لكن الأرض والشعوب والأمم هي التي تبقى ولا تزول.

…إذا فالإنتماء للأرض ومن عليها …لهمومهم وأحلامهم …ودور المنتمي ان يجتهد في معالجة أوجاعهم وتحقيق احلامهم ورد الظلم والضيم عنهم وتحمل كل ضائقة والصبر عليها أيا كان مصدر أو سبب الظلم والضيم والضائقة فالإنتماء لا يكون لمنتخب كرة قدم ولا يكون لنشيد او اغنية .ولا يكون فقط بلحظات حماسة أو فرح بل هو ما يظهر من الإنسان في أحلك ظروف وطنه وشعبه أو أمته .

الإنتماء أمر ثابت بثيات موضوعه فلا ينبغي ولا يصح أن ننتمي لأرض وشعب وفكرة صالحة في فترة زمنية ثم نغير إلى غيرهما فإن حصل فهو ليس في الأصل إنتماء بل مجرد موالفة وتعود كأي إنسان يرحل إلى أرض غريبة وينزل فيها طلبا للرزق فيألفها ويألف أهلها ويرتبط بهما بمشاعر طيبة لكنه إذا إنقضى ما جاء من أجله رحل إلى أرض أخرى ونزل بين أهلها يوادعهم ويتفاعل معهم .

أما الولاء فهو لمتغير يرتبط بقناعة الإنسان وبمصالحه وإرتباطاته بما يواليه ومن الطبيعي أن ينتقل هذا الولاء ويتبدل مع الزمن حسب تبدل الظروف وتبدل الجهات أو الأشخاص بل من الطبيعي أن يوالي الإنسان ما هو في مصلحته أو يرعى مصالحه ويحفظها .

ومن المتصور أن يرتبط الولاء بالإنتماء أيضا فحين ننتمي لأرض وشعب وفكرة صالحة من الطبيعي أن نرتبط بولائنا لكل من وما يكون قدوة أو مثال جيد أو يترجم فكرة الإنماء إلى ما ننتمي إليه نحن وقد يكون ما نواليه أشخاصا أو مؤسسات أو شكل وتندمج أو تختلط مشاعر الإنتماء مع مشاعر الولاء بالقدر الذي يصبح فيه الأشخاص أو المؤسسات أو ذلك الشكل له دلالة فعلية أو رمزية على عمق الإنتماء للأرض وللشعب أو الأمة .

بين الإنتماء والولاء ومعهما في واقع معيشة الشعوب والأفراد في الأوطان الأمر ليس جنة الله على الأرض إذا ما كان الإنتماء والولاء حاضران ويتجليان في سلوك الأفراد والجماعات فأقدار الناس أفرادا وجماعات رهن بما يفكرون وبما يسلكون في تلاطم الظروف وتفاعلها وما تفرضه على مسارات حياتهم ولكنه بدونهما لا شك يحول العيش في وطن ما إلى جحيم فعندما تكون مجاميع البشر تعيش في بقعة لا تنتمي إليها معنويا ولا هي تشكل فكرة صالحة تستحق الدفاع عنها أو الصبر من إجلها وفقط يتصارع الأفراد لإيجاد حيز أو حصد ثمرات ومكاسب منها فهي إذا مجرد غابة لا يسود فيها إلا قانون القوة ليس للمشاعر فيها جدوى وليس للضعفاء فيها أي حيز إلا ما يترك لهم في جنبات تلك الغابة ليعتاشون من مخلفات الأقوياء وما يتركون أو يهملون بعد شبع .

فإذا قرأنا التاريخ وأعدنا السؤال في بداية هذا المقال ” هل قرأت التاريخ يا أخي ..؟؟؟” فللإشارة إلى حقيقة لا تبدل لها مهما مر الزمان بأن الأوطان لا تبنى على توفيرها المصالح للبشر ولا يبنيها و يحميها من ينظرون لها أنها مجرد مصدر للرزق أو محل سكنى ينشدون فيها راحتهم ورغد العيش بل إنها ما يسكنهم حتى وإن لم يسكنوها فهي تاريخ أعراقهم وأجدادهم وهي مرضعتهم لثقافتهم وتشكل آدميتهم وشخصياتهم وحتى أنها ما يشكل ملامحهم وبالنتيجة هويتهم الإنسانية .

الوطن بيت لأسرة يولد الأبناء فيها لا يختارونها في شيء ولكنها هم قبل أن يولدوا وهي معلمهم وحاميهم وحاضنتهم ورفاهيتهم وملاذهم وهي التاريخ والمستقبل والمنطلق والمبتغى والهم الأكبر والأمل مهما زاد عدد أفرادها أو قل ومهما إغتنت هذه الأسرة أو إفتقرت ومهما إتفقت أو إختلفت ومهما تفرقت أو إجتمعت وهذا هو الوطن أسرة تتفاهم أحيانا وتختلف أخرى وتجتمع وتتفرق في الجغرافيا وتفرح وتحزن وتنعم حينا وتعاني حينا ويقسو بعضها على بعضها لكن التاريخ البشري لم يسجل أن إنسانا سويا لا يعاني من خلل عقلي أو نفسي قد قام بأخذ ثأره من قسوة الحياة أو من قسوة أب أو أم أو أخ بأن ثأر من أسرته ورآهم جميعهم أعدائه ولا يثق أو يوالي أحدا منهم .

ولنتمعن في التاريخ أيضا ففي كل الأوطان والبلدان وجد السارقون والمارقون والطارئون وبذات الوقت وبنفس القدر وجد المنتمون والصابرون والمكافحون والمظلومون وأحيانا وجد المسحوقون والمهمشون لكن كل أرض طيبة وكل شعب أو أمة زرع فيها الخير -وإن غطته الأشواك وكل زرع ضار – ستنهض وينهض الأخيار فيها ومنها بعون الله وبإيمانهم وإنتمائهم الحقيقي وسيعبرون فوق كل الأراجيف وسيبددون كل الزيف وسيمسحون وجه الوطن بالدم أحيانا وأحيانا بالدموع ليعود جميلا بهيا مبتسما .

قد يظلمني أخي أو ينكرني إبن عمي أو يتجهمني الغريب فأرد للواحد أو الإثنين صاعا من الغضب لكنهم قبل ذلك وبعده هم خيوط في الخيمة التي ولدت تحتها وبعض التراب الذي إستقبلني وليدا ثم لثمته لأتذوق طعم الأرض وأنا أحبو وأتعثر في تعلم أول خطواتي .

عاش الأردن من جنوبه إلى شماله ومن مطلع شمسه إلى مغربها وطني وأهلي وعشيرتي لا ينطفيء لهم مشعلا للخير ولا تعثر لهم جياد في كل مرتقى صعبا يسابقون الريح على صهواتها نحو سنام المجد وقمم الشرف .

ابو عناد

 

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com