فيلادلفيا نيوز نجعل الخبر مبتدأ
فيلادلفيا نيوز
يقبل علينا بعد أيام يوم الإقتراع للعملية الإنتخابية للمجالس البلدية ومجالس المحافظات وهو اليوم الذي تترجم فيه كل الجهود وكل الآمال والطموحات بالفوز في هذه الإنتخابات كل حسب ما ينافس عليه من مقعد بين أنواع تلك المقاعد، فكل ما مر قبل دلك اليوم من جهود وحركة ودعاية وكل ما صرف من الوقت والمال ليست الا إستعدادا لهذا اليوم.
لهذا ولأهمية ترجمة الجهود والمواقف والآمال إلى أصوات تدخل الصندوق حتى تملا المقاعد المتنافس عليها ويثمر لكل صاحب جهد من المتنافسين أو المؤازرين جهده لابد أن أذكر بعدة أمور من الطبيعي أن تحصل في هذا اليوم كنوع من ألاعيب وخطط يكون هدفها إما جلب الأصوات أو أبعادها عن منافس أو لتشتيت وتفكيك تحالف أو تكتل وكل الأمور التي قد تصب في صالح طرف علي حساب أطراف ومنافسين وهي- وللأسف – وإن كانت تعد نوعا من الفتنة إلا أنها ألاعيب وخطط تعتبر حقا مشروعا لكل من يريد أن يفوز على منافسيه ومنها مثلا :
١-عند بدء التصويت من لحظة فتح الصناديق صباحا يبدأ كل مرشح أو كل غرفة عمليات لمرشح بمراقبة نسب التصويت وإقبال الناخبين صباحا على الإقتراع.
٢-تبدأ حركة وعمليات حملات المرشحين في العمل على تحفيز القواعد وتمكينها من الذهاب للصناديق ومن الطبيعي جدا أن نسبة التصويت لكل مرشح ستكون عاليا من بداية العملية بين مؤازريه وقاعدته التي يستند عليها وتكون هذه القاعدة هي” الناخبون الاقرب لكل مرشح برابطة دم أو صداقة أو مصلحة متبادلة” وطبيعي أن يحرص كل مرشح على الانتهاء مبكرا من إيصال قاعدته للصناديق حتى تتفرغ عملياته للظفر بالاصوات الغير مضمونة له ومن خارج قاعدته وهنا تبدأ الخطط والتحركات والالاعيب.
٣-تبدا الخطط ومنها بث اشاعات بين جميع الناخبين عن وجود إنقلابات في المواقف ويعبر عن ذلك بالعامية (التخزيق) أي أن هناك كتل صوتية مثل العشائر والافخاذ قد اخلفت الوعد ولم تصدق مع من وعدته وتصوت بالمنافس الآخر.
٤-سيبدأ أيضا بث اشاعات عن مواقف أو أقوال لأشخاص ولمرشحين لإثارة الناخبين ضد هذا الطرف أو ذلك وستلفق أقوال وأفعال من أجل ضرب اي تحالف أو اتفاق أو تجمع أصوات وتوجهها نحو منافس أو مرشح معين
٥-سيكون هناك إفتعال – هنا أو هناك – لمشاكل ولصدامات وإحتكاكات تهدف لتحقيق أغراض محددة مثل تشتيت تركيز عمليات حملة مرشح وإعاقة عملها اذا كان منظما وهادئا وفعالا.
٦-سيكون هناك توترات فعلية وردود أفعال غاضبة من مؤازرين متعصبين لمرشحين عندما يستشعروا أن نسب التصويت لصالح مرشحيهم لا تبشر بالخير وستبدأ الانفعالات والمشاحنات وعلى اتفه الأسباب وذلك في توقيت إقتراب إغلاق الصناديق مساء.
لهذا كله والأكثر مما ذكرت سابقا وكذلك لأنني وصفت هذه الأفعال أو الخطط أو الأساليب يوم الإقتراع بأنها بالنتيجة تؤدي إلى فتن إلا أنها حق مشروع لصاحب المصلحة في الفوز فإنني أذكر الجميع بها حتى نتجنب الآثار السلبية في المجتمع الواحد وبين الأهل والأقارب والجيران لأن هذه الأساليب والتي يتبعها دائما أصحاب المصلحة في الفوز بأي ثمن تنتج آثارا لا تنتهي مع إنتهاء الإنتخابات وعملية الاقتراع لأنها ستفرخ وتخلق مصادمات ومشاجرات وأحقاد وضغائن ستستمر لسنوات طوال ومع تعاقب الأجيال في كل مجتمع لتحوله في يوم واحد ومن اجل فوز أحدهم بمقعد إلى مجتمع متفسخ ومتشرذم تملأه الضغائن على أمر يفترض أنه ديمقراطية تمارس في يوم اقتراع.
لذلك اذكر الجميع وأذكر نفسي وأنصح بأن ينتبه كل ناخب وكذلك كل مرشح وكل حملة أو عمليات مرشح إلى هذه الأمور التي من الطبيعي أن تحصل يوم الإقتراع، وادعوا كل مرشح ولأي مقعد أن يركز على حملته ومؤازريه بتجنب هذا الأساليب عند الاستعداد لليوم الموعود وأدعو كل ناخب إلى التنبيه وعدم الانسياق وراء تلك الخطط والألاعيب لأنه سيكتشف لاحقا انه خدع وأنه تم إستغفاله وأنه تضررت علاقاته بأهله وجيرانه للأبد بسبب كذبة أو إشاعة من مغرض وأنه من أجل يوم واحد وهدف لا علاقة له هو به قد أضاع كل الايام القادمة وحطم كل علاقاته الطيبة بمن حوله وأظن البعض بعد الإنتخابات إذا وقف أمام مرآة بعد اكتشاف الخدعة سيرى نفسه في تلك المرآة متخيلا أن هناك أذنان طويلتان جدا تخرجان من جوانب رأسه.
والأهم أيضا أن يتجنب الناخبون يوم الإقتراع التجمهر والتفاعل مع أي احتكاك مفتعل أو حقيقي وأن يحرص الجميع على الإبتعاد عن الدخول أو الوقوع في شرك تلك الأساليب أو في المشاركة في زيادة توتر الأجواء.
“فذكر إن نفعت الذكرى” وأرجو أن تنفعنا جميعا..!
ابو عناد.
