فيلادلفيا نيوز
لم تزل هذه العقبة الجميلة تمدنا بما يفرح قلوبنا التي علاها الصدأ او كاد فبعد ان ظلت عقبة كأداء في وجه كورونا الذي غزا الافاق واصبح مالىء الدنيا وشاغل الناس كما كان طيب الذكر ابو الطيب المتنبي وكانت حصونها منيعة على ان يتسلقها فايروس ليس له اصل ولا فصل ها هي اليوم تزف لنا نبأ مفرحا جديدا بعد طول سبات… اتفاقية انشاء محطة لتخزين النفط الخام وهو مشروع حيوي مهم للعقبة وللمملكة وللاقليم والمفرح اكثر انه استثمار قادم من بوابة الامة على الشرق من العراق الذي مهما نأت به او بنا المراكب يظل منفتحا على هذا الوطن القابض على جمر امته الصامت في مواجعه والباحث عما يجمع الامة ولا يفرقها .
الاستثمار كما تقول علوم الاقتصاد هو اساس التنمية الاقتصادية واكثرها تاثيرا على التنمية هو الاستثمار المباشر الذي يخلق فرص العمل ويدير عجلة التنمية ويعزز من قدرة الاقتصادات الوطنية على تعظيم مكاسب التنمية .
محطة تخزين النفط الخام في العقبة تنهي الكثير من الاشكاليات في استيراد النفط واليات تخزينة ويخفض من كلفة باهضة تحملتها الدولة الاردنية على مدار عقود تمثلت بالتخزين في سفن عائمة في البحر تتطلب الكثير من الصيانة والمراقبة ومصروفات الاستدامة ثم انها تشكل منطقة تخزين لوجستية مميزة تستمد ميزتها من موقع العقبة الجغرافي الاستراتيجي .
شركة تطوير العقبة التي تعمل على هذا المشروع منذ امد بعيد وعلى لسان مديرها الشاب المتحفز دائما للعمل غير الملتفت ابدا للخلف ولما يثار من ضجيح يقول
سيوفر المشروع الذي يقع على أرض مساحتها 83 دونما جنوب المنطقة الخاصة وبمحاذاة ميناء النفط طاقة تخزين استيعابية تبلغ حوالي 360 ألف مترا مكعبا، أي ما يعادل أكثر من مليوني برميل من المشتقات النفطية والنفط الخام.
ويضيف أنه سيجري ربط الخزانات بخط أنابيب مع ميناء النفط الذي قامت شركة تطوير العقبة بتطويره وإعادة تأهيله بحيث أصبح ميناء النفط قادرا على مناولة 20 مليون طن سنوياً، بالإضافة إلى قدرته على المناولة الليلية الأمر الذي يعد مُمكنا رئيسيا لقطاع تخزين النفط ومشتقاته وداعما رئيسيا لمنظومة موانئ العقبة وقدراتها اللوجستية.
ولا يخفي ابو رمان سعادته بهذا المشروع الذي يصفه باهم المشاريع الممكنة في قطاع الطاقة والذي سيجعل من العقبة نقطة توزيع لوجستي نفطي للاقليم وبالتاكيد للعراق صاحبة المبادرة في انشاء المشروع ضمن رؤية مستقبلية حصيفة تعمل على تكاملية الاقتصادات العربية رغم سوداوية ما نراه من احداث عاصفة في العديد من الدول .
شخصيا انا سعيد بهذه الاتفاقية فقد مرت ثلاث سنين عجاف لم نرى فيها اي جديد وحين يكون الجديد بهذا الحجم وهذه الرؤيا فان ذلك يرينا بعض ضوء في نهاية النفق .