فيلادلفيا نيوز
امجد السنيد
في ظل التسابق العربي المحموم على إقامة علاقات طبيعية مجانية مقرونة ببوس اللحى وطلب الرضا والصفح مع الكيان المغتصب لفلسطين العربية .
الأيام القليلة الماضية كشفت النقاب وبصورة جلية من خلال جولة رئيس وزراء كيان الاحتلال خليجياً والترحيب والاحترام الكبير الذي حضي به الوفد الإسرائيلي ما يعني في أبسط الأمور نسف مبادرة السلام العربية في بيروت التي رعاها الراحل عبدالله بن سعود والموافقة على شروط الاستسلام الجديد بما فيها خطوة الرئيس الأمريكي ترمب باعتبار القدس الموحدة عاصمة ابدية لدولة إسرائيل .
وفي ظل هذه الاستكانة والخضوع الذليل بلا شروط يقف الاردن وحيداً في حلبة الصراع مع كيان الاحتلال وخاصة أن المملكة الدولة العربية التي تكاد تكون الوحيدة المطالبة أن تكون القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين وان السلام العادل والشامل لا يتحقق إلا بالإنسحاب الإسرائيلي إلى خطوط الرابع من حزيران عام سبعة وستين .
هذا الموقف الثابت والصادق تكلل قبل أيام بالموقف الملكي والمسند شعبياً في إستعادة أراضي الباقورة والغمر إلى السيادة الأردنية الأمر الذي ازعج وقض مضاجع الإسرائيليين .
ستبقى المواقف الأردنية الواضحة والجلية شاهد عيان للقاصي والداني وهنا نستذكر بكل إكبار موقف الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه عندما امتدت يد الغدر والخيانة إلى المواطن الأردني خالد مشعل ومسؤول المكتب السياسي لحركة حماس لإغتياله ما دفع الراحل الكبير إلى مخاطبة الشعب الأردني أولاً والمجتمع الدولي ثانياً وكيان الاحتلال ثالثاً في توفير العلاج خلال ساعات وإلا فإن حياة مشعل في كفة ومعاهدة السلام برمتها في كفة أخرى الأمر الذي جعل إسرائيل تعيد حساباتها وتعالج الموقف فوراً لتطويق الأزمة .
ألان ومع تغير قواعد اللعبة في المنطقة تبرز الطامة الكبرى إذا استطاع كيان الاحتلال الإسرائيلي بعد أن حقق نجاحاً في اختراق دول العمق العربي وخاصة النفطية في الضغط عليها لفرض الإملاءات والغطرسة على الاردن للسير في نفس الاتجاه والخط دون مراعاة الخصوصية الاردنية بالنسبة للقضية الفلسطينية .
ورغم كل هذه التحديات سيبقى الاردن الرديف الداعم للشقيق الفلسطيني على وجه الخصوص والشقيق العربي عموماً ضمن رؤيته رسالته العروبية والقومية في الإستقلال والنهضة وإعادة الحقوق المشروعة لأصحابها .