فيلادلفيانيوز
إلى أبناء الكنيسة الأرثوذكسية المقدسية عامةً وأبنائنا الروحيين في أردننا العزيز خاصةً.
بعد مباركتنا وأدعيتنا لكم بالتوفيق والنجاح بحياةٍ روحيةً مقدسة وخاصةً في هذه الأيام المباركة ونحن نعيش زمن صوم الميلاد المجيد، مقبلين في ختامهِ على استقبال عيد ميلاد الكلمة المخلص يسوع المسيح، بقلوبٍ طاهرةً نقيةً متواضعة.
أما بعد ،،،
وحيث أننا أبناء الكنيسة الأرثوذكسية المقدسية ” كنيسة أورشليم “، نعيشُ أبناءَ كنيسةٍ واحدة، إخوةً لا فرق بيننا، فالكنيسة بحسب تعاليم الآباء القديسين تُذيب الإثنية والقومية واللغة واللون والفكر، وتُعاملنا جميعاً أبناءاً لله العلي، فالكلمة تجسد وقَبِلَ الصلب والموت لأجل خلاصنا بدون إستثناء، وبدليل أنه عند حلول الروح القدس على التلاميذ في يوم العنصرة ” أعمال الرسل 20 ” فقد حلَّ الروح القدس بكل اللغات لكل الشعوب، بدون خصوصية لشعبٍ معين.
بل حلَّ لكل الأمم وهذا هو عُمق عقيدة الكنيسة الأرثوذكسية والإيمان المسيحي. لذلك وفي ظل هذه الأحداث المتسارعة التي يمر بها شرقنا المتألم، والتي تؤثر بطريقةٍ مباشرة أو غير مباشرة على كنيستنا الأرثوذكسية المقدسية. نتمنى على أبنائنا الروحيين توخي الحذر ومحاربة الأفكار الغريبة عن كنيستنا ومجتمعنا وعدم الإنجراف خلف الأحاديث الغير دقيقة والإشاعات المغرضة، والتي تهدف إلى زعزعة الإيمان القويم وفقدان الثقة بالكنيسة المقدسة، التي يتم ترويجها من خلال وسائل الإعلام المختلفة بهدف تضليل المؤمنين واللعب بعواطفهم، وذلك من خلال نقل أخبار مفبركة بعيدةً كل البعد عن الواقع بطريقةٍ يسوغها لهم أشخاص بحسب مصالحهم وأهوائهم الشخصية.
أبنائي…
أتمنى عليكم تحكيم العقل والمنطق والتعامل بحكمةٍ ومحبة، كما علمنا السيد يسوع المسيح له المجد، وأن لا نتسرع بالحكم المسبق عما يتوارد من أخبار، فالقضية هي قضية مبدأ الدفاع عن الكنيسة وحقوقها، ويحق لكل واحدٍ منّا أن يُعبر عن رأيه بموجب الحق الذي كفله له الدستور الأردني، ولكن شريطة أن يكون هذا التعبير بطريقةٍ حضاريةً تُعبر عن إيماننا المسيحي أولاً وعن أخلاقنا وتربيتنا المسيحية ثانياً، لأنه ومن المؤسف أن هناك البعض من يُحاول الإصطياد بالماء العكر، يُريد أن يحوّل الرأي العام من وجهتهِ الحقيقية إلى منحى آخر لتنفيذ مصالحه الشخصية الربحية داخل الكنيسة الأرثوذكسية المقدسة، وأنه من حق أبناء الكنيسة أن يحددوا مصير كنيستهم.
لذا نود أن نقول لأبنائنا الروحيين بأن يكونوا على يقين بأن الكنيسة ستبقى قوية، كما يقول الكتاب المقدس ( وابواب الجحيم لن تقوى عليها)، وهذا بفضل نعمة الله ومشيئته، فعندما يتحد رجال الإكليروس بكل درجاته الكهنوتية والمؤمنين للدفاع عن حقوق الرعية ومصالحها، التي وبكل أسف يتم تجيّيرها لمصالح خاصة، فبدلاً من أن تُستخدم أموال الكنيسة للنهوض بمصلحة الرعية تستخدم لأبعادٍ خاصة نحن نجهلها والمخفي كان أعظم ( وكأن الكنيسة أصبحت مؤسسة للإستثمار وليس لرسالتها الروحية وعملها المقدس لخلاص النفوس)، لهذا يجب أن نكون في هذه الأيام أكثر تمسكاً بالكنيسة، نُوحد كلمتنا في الدفاع عن حقوقنا المسلوبة من قبل فئة من المتنفذين الذين يسيؤن للكنيسة، وكأن الكنيسة ليس لها أبناءاً يخدمونها ويدافعون عنها ويديرون شؤونها، وأتمنى أن نُحافظ أيضاً على وحدتنا ولُحمتنا الوطنية والكنسية، كأبناءٍ لهذا الوطن الغالي، تحت مظلة القيادة الهاشمية الحكيمة.
وحيث أننا نُدرك حقيقة الأمرِ وخطورته، نتيجة هذه التصرفات غير المسؤولة وما لها من أثرٍ سلبي على وجود المسيحيين في المنطقة وعلى الوحدة الوطنية، ومدركين كل الإدراك الخطورة التي تُحاك ضد أقدم مؤسسة دينية في العالم ( أم الكنائس) والتي تحتكم للقانون الأردني، وتحظى برعاية ووصاية هاشمية كريمة.
فإننا نحن أبناء الكنيسة المقدسة مسؤولين جميعاً أمام الله عن حماية الكنيسة المقدسة كمؤسسة دينية، وكلنا أمل ويقين بأن الله سيستجيب لنا، منتظرين بفارغ الصبر بخطوةٍ حكيمةً من صاحب القرار، لإعادة لُحمة أبناء الكنيسة وهيبتها، والوقوف بحزمٍ في وجهِ من تُسوّل له نفسه المساس بالكنيسة وأبنائها والوحدة الوطنية.
سائلين العلي القدير أن يحفظ أردننا الغالي وأن يحفظ أبناء وطننا من كل سوءٍ وأذية، تحت ظل القيادة الهاشمية الحكيمة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه.
الداعي لكم بالخير
فيلومنوس مخامرة
رئيس أساقفة بيلا الوكيل البطريركي
في شمال الاردن