فيلادلفيا نيوز
وضع عدم توفر 17 صنفا من دواء المرضى النفسيين منذ أكثر من شهرين في العيادة النفسية بمستشفى الأميرة بسمة التعليمي، المرضى أمام معاناة انتظار حصولهم عليه، رغم خطورة عدم انتظام تناوله، أو خيار شرائه من الخارج على نفقتهم الخاصة بأسعار مرتفعة، بحسب مراجعين.
وفي جولة لـ “الغد” على العيادة النفسية في المستشفى، أكد مراجعون أن الأدوية الشهرية التي يتم صرفها لمراجعي العيادة النفسية غير متوفرة ومفقودة منذ أكثر من شهرين، لافتين الى انهم يقومون يوميا بمراجعة العيادة أملا في توفر العلاج، إلا انه ولغاية الآن لم يتم تأمينه.
وأشاروا إلى أن هناك بعض المرضى يبقون دون علاج لمدة تزيد عن الشهرين، فيما يقوم آخرون بشراء الدواء على نفقتهم الخاصة، مشيرين إلى أن المستشفى وافق مؤخرا على شراء أي دواء على حساب التأمين الصحي، الأمر الذي خفف من معاناتهم في الحصول على العلاج.
وأكد المرضى الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم ان دواء الأمراض النفسية مرتفع الثمن ويتراوح ثمنه بين 20 دينارا إلى 250 دينارا، لافتين الى ان الإمكانات المادية لمعظم المرضى تحول دون شرائه من الصيدليات الخاصة.
وأوضحوا ان المؤمنين على شبكة التأمين الاجتماعي غير مشمولين بقرار شراء الدواء على حساب التأمين وهم يشكلون ما نسبته 90 % من المرضى الذين يراجعون العيادة النفسية، مشيرين إلى أن المرضى المؤمنين بالقطاع الحكومي هم الذين يستفيدون من شراء الدواء على حساب التأمين الصحي.
ولفتوا إلى انهم يضطرون لمراجعة العيادة النفسية بشكل يومي للاستفسار عن الدواء، الامر الذي يكبدهم مبالغ مالية إضافية بدل مواصلات ذهابا وايابا من مناطق بعيدة عن المستشفى، داعين الى ضرورة توفير الدواء بالسرعة الممكنة حتى يتمكن المرضى من استكمال علاجهم.
وبين أحد المرضى ان حالته الصحية بدأت تزاد سوءا لعدم تمكنه من اخذ العلاج منذ اكثر من شهرين، لافتا الى ان الإمكانات المادية المتواضعة تحول دون شرائه، ما دفع بادراة المستشفى الى تحويله الى مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي من اجل الانتظام بأخذ الأدوية.
بدوره، قال استشاري الأمراض النفسية الدكتور احمد الغزاوي ان عدم التزام المريض بأخذ العلاج بالموعد سيؤدي الى انتكاسة لحالته الصحية وتأخر شفاء المريض في بعض الأمراض التي تحتاج إلى انتظام في تناول الأدوية.
وأشار الغزاوي إلى أن هناك بعض الأمراض كالصرع والاضطرابات والاكتئاب في حال لم يلتزم المريض بأخذ الدواء في وقته سيشكل خطرا على نفسه وعلى الآخرين، إضافة الى انه قد يؤدي بالمريض إلى الانتحار في بعض الحالات.
وأكد الغزاوي أن هناك امراضا مزمنة مع المرضى النفسية يتم صرف العلاج لها بشكل شهري، إضافة إلى أن هناك امراضا نفسية طارئة يتم شفاؤها تدريجيا باستخدام الأدوية وأن أي تأخير في تناول الأدوية من شأنه تأخر شفاء المريض وانتكاس لحالته.
من جانبه، اقر مدير مستشفى الأميرة بسمة التعليمي الدكتور محمد بني ياسين بوجود نقص في بعض الادوية، إلا انه أكد وجود بديل عنها، لافتا إلى أنه تم اتخاذ قرار بشراء أي دواء غير متوفر في المستشفى للمرضى النفسيين المؤمنين بالقطاع الحكومي على حساب التأمين الصحي.
وأشار إلى أن المؤمنين على حساب شبكة الأمان الاجتماعي، اما ان يتم تحويلهم للمستشفيات الخاصة أو اعطاؤهم علاجا بديلا، مؤكدا ان نسبة 95 % من الادوية متوفرة في العيادة النفسية وهناك اطباء على مدار الاسبوع.
ولفت بني ياسين إلى أن هناك ما لا يقل عن 150 مراجعا للعيادة النفسية بشكل يومي، إضافة إلى انه يتم صرف زهاء 500 وصفة طبية يوميا للمرضى وبالتالي يتم في بعض الاحيان نفاد الكمية لحين تأمينه من المستودعات.
وأشار إلى أن المرضى في بعض الأحيان لا يتقبلون العلاج البديل لبعض الأمراض، مشيرا إلى أن هناك ضغط على العيادات في المستشفى جراء إيقاف الإعفاءات الطبية لمستشفيات الخاصة والجامعية، الأمر الذي زاد من عدد المرضى المراجعين للعيادات الى الضعف.