فيلادلفيا نيوز
أعلنت الأمم المتحدة الخميس أن 164 ألف شخص، غالبيتهم من الروهينغا المسلمين عبروا الى بنغلادش في الاسبوعين الماضيين هربا من المعارك، معربة عن قلقها من حدوث أزمة إنسانية.
وهذه الارقام الاخيرة تشير الى ان اكثر من ربع عدد الروهينغا المسلمين في بورما البالغ مليون نسمة، خرج من البلاد منذ اندلاع القتال في ولاية راخين في تشرين الاول/اكتوبر 2016 ما اغرق بنغلادش المجاورة في أزمة انسانية كبرى.
وموجة الهجرة الاخيرة تسبب بها قمع الجيش وفر 87 الفا بشكل اضافي الى بنغلادش بين تشرين الاول/اكتوبر 2016 و25 آب/اغسطس 2017.
والروهينغا المسلمون البالغ عددهم حوالى مليون نسمة محرومون من الجنسية في بورما ويواجهون قيودا مشددة في هذا البلد ذات الغالبية البوذية والذي اصبح في مواجهة انتقادات متزايدة بسبب معاملته لهذه الاقلية.
ورغم ان الكثيرين يعيشون هناك منذ اجيال، الا انهم يعتبرون في بورما مهاجرين غير شرعيين من بنغلادش.
وصرّحت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيفيان تان لوكالة فرانس برس “وصل العدد الى 164 ألفا منذ 25 آب/أغسطس حتى الآن”.
واعلن الهلال الاحمر الايراني الخميس انه اعد مساعدة انسانية لمسلمي الروهينغا الفارين من اضطهاد سلطات بورما، بحسب ما افادت وكالة حكومية.
وترجح جمعيات حقوقية أن تكون حصيلة القتلى الفعلية أعلى بكثير. ونقلت منظمة “فورتيفاي رايتس” التي تركز على قضايا بورمية عن شهود ان بين القتلى مدنيون وأطفال. ويتعذر التأكد من صحة هذه المعلومات.
يصل اللاجئون الى مخيمات مكتظة في بنغلادش تعاني نقصا في المواد الغذائية، في الوقت ذاته يثير وضعهم الصحي القلق، لا سيما انهم يفرون في منتصف موسم الأمطار. كما يصل بعضهم مصابا جراء انفجارات ألغام في بورما.
ولم يعد بامكان المنظمات الدولية غير الحكومية وبرنامج الأغذية العالمي توزيع المواد الغذائية في بورما، فيما يعاني أكثر من 80 ألف طفل من سوء التغذية ويعيش 120 ألفا من الروهينغا في مخيمات في مدينة سيتوي منذ أعمال العنف الدينية عام 2012.
على الساحة الدولية، تواجه أونغ سان سو تشي الحائزة جائزة نوبل للسلام والرئيسة الفعلية للحكومة البورمية، انتقادات لاذعة بسبب صمتها إزاء مصير أقلية الروهينغا.
وقد وقع مئات آلاف الاشخاص من مختلف أنحاء العالم عريضة تطالب بسحب جائزة نوبل للسلام من سو تشي وهو ما اعتبرته لجنة نوبل النروجية مستحيلا.
وصباح الخميس حصدت عريضة الكترونية تحت عنوان “اسحبوا جائزة نوبل للسلام من اونغ سان سو تشي” أكثر من 364 الف توقيع. واعتبر مطلقها الاندونيسي انه “حتى الان لم تقم اونغ سان سو تشي التي تتولى السلطة بحكم الامر الواقع في بورما، باي شيء لوقف هذه الجريمة ضد الانسانية في بلادها”.
وفي اوسلو أوضحت لجنة نوبل النروجية انه من المستحيل بحسب ميثاقها سحب جائزة من شخصية ما.
ورغم مرور عقود اتسمت بالقيود والاضطهادات، تعتبر هذه الأقلية المسلمة غريبة ومهمشة في بورما ولم تلجأ الى الكفاح المسلح الا بعد هجمات تشرين الأول/أكتوبر 2016. ويطوق الجيش ولاية راخي. (أ ف ب)