فيلادلفيا نيوز
ادّعى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن عودة طاقم السفارة الإسرائيلية من عمان، وبضمنه الحارس القاتل، “لم يكن ضمن صفقة مع الأردن”، وزعم مع عدد من وزرائه أن إزالة الأبواب الالكترونية “ليست مرتبطة بعودة الطاقم”.
ونشر نتنياهو شريط فيديو لاستقباله الحارس القاتل المسمى “زيف”، في سعي للتغلب على الأجواء الصحفية، التي شككت في روايته، واتهمته بأنه يقف وراء تدهور الأوضاع في الأيام العشرة الأخيرة.
وكان خبراء عسكريون قالوا منذ يوم الاثنين، إن إسرائيل ستدفع ثمنا للأردن، وقد يكون في الاجراءات بشأن الحرم القدسي الشريف. وتعزز هذا حينما تبين أن جيش الاحتلال أزال صباح أمس الأبواب وأيضا الكاميرات التي نصبها الاحتلال قبل أربعة أيام.
وقال نتنياهو في أحاديث مع وزراء في حكومته أمس، إنه لم تكن هناك أي صفقة مع الأردن، وقال عدد من الوزراء للإذاعة الاخبارية الإسرائيلية العامة، ومن بينهم نائبة الوزير تسيبي حوطوبيلي، إنه “لم يتم طرح إزالة الأبواب الالكترونية من أمام بوابات المسجد الأقصى، كجزء من صفقة، خلال اجتماع الطاقم الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية. في حين قالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” على موقعها في شبكة الانترنت “واينت”، إن إزالة الأبواب لم يتم عرضها كصفقة، ولكن كان واضحا للوزراء أنها جزء من الاتفاق مع الجانب الأردني.
وكان الرئيس الاسبق لجهاز المخابرات الخارجية “الموساد”، داني يتوم، قال الاثنين، في عدة مقابلات، إنه سيكون على إسرائيل أن تدفع ثمنا مقابل تحرير الحارس وطاقم السفارة في الأردن.
وقال موقع “واينت”، إن جيش الاحتلال أزال الكاميرات التي نصبها فقط قبل ثلاثة أيام من أمام البوابات، إذ جرى الحديث طيلة الوقت، وحتى مساء الاثنين، أن “الكاميرات الذكية” ستكون بديلا للبوابات الالكترونية، في حين قالت التقارير الإسرائيلية، صباح أمس، إن الاحتلال أعاد الوضع الذي كان قائما في محيط المسجد الاقصى، إلى ما كان عليه حتى صباح يوم 14 تموز (يوليو) الجاري.
ولاحقا، نشر نتنياهو شريط فيديو عن استقباله الحارس القاتل، الذي تمت تسميته باسم “زيف”، بينما صورة وجهه بقيت سرية ومحجوبة عن الإعلام. كما شاركت في اللقاء السفيرة عينات شلاين. وقال نتنياهو “إنني سعيد برؤيتكما، وأن الأمور قد انتهت، فقد تصرفتم بشكل جيد، وببرودة أعصاب، ونحن كنا ملتزمين باخراجكم”.
وانتقد عدد من الوزراء قرار حكومتهم، واعتبروه تراجعا وتنازلا، ومن بين المعترضين، “وزير القدس” زئيف إلكين، من حزب “الليكود”، والوزيران نفتالي بينيت وأييليت شكيد من تحالف أحزاب المستوطنين “البيت اليهودي”، فيما قال زميلهما من ذات الكتلة، المستوطن وزير الزراعة أوري أريئيل، لإذاعة جيش الاحتلال صباح امس، “إن هذا تنازل وتراجع سيئ لنا”.
وقال المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هارئيل، في مقال نشره أمس على موقع الصحيفة في الانترنت، “إن إسرائيل هي التي أدخلت نفسها الى زاوية من دون مخرج، بقصد نصب الأبواب الالكترونية قبالة بوابات الاقصى. ثم انتقد تقلبات نتنياهو في رسائله للجمهور، عندما تجاهل توصيات الجيش والمخابرات بعدم نصب تلك الأبواب، و”الآن هم يخلون الأبواب ويقولون إن الأمر تم، ليس بموجب طلب أردني اطلاقا”.
واضاف، “هذه ليست المرّة الأولى التي يضطر فيها (نتنياهو) للتراجع، والخروج عن خطهم السياسي، الذي يفضل عرضه أمام جمهوره الخاص”.
ونشرت صحيفة “هآرتس” على رأس موقعها الاخباري تحليلا للمحلل “رافيت هيخت” بعنوان كبير: “شكرا للملك عبد الله: فاليمين نفخ صدره، ثم اضطر للتراجع”. وهاجم المحلل بحدة اليمين الإسرائيلي وقيادته بدءا من نتنياهو، وأسماهم أقزاما، لكونهم اتخذوا قرارات كان من شأنها أن تفجر الأوضاع أكثر، مثل وضع البوابات الالكترونية وغيرها.