فيلادلفيا نيوز
يثير إعلان بعض الشباب والشابات السعوديين إلحادهم في عواصم غربية، الكثير من الجدل وغضب وامتعاض شريحة من المثقفين السعوديين الذين يحاولون التصدي للظاهرة والوقوف على أسبابها ووضع الحلول الناجعة لها.
وما زالت قضية إعلان المواطنة السعودية، خلود بارعيدة، إلحادها بعد خروجها من إحدى إصلاحيات المملكة، وسفرها إلى أوروبا، تثير حفيظة وحيرة سعوديين أمام تنامي تلك الظاهرة، وانتشارها الواسع على شبكات التواصل الاجتماعي.
أسماء إلحادية وهمية
ومن خلال رصد “إرم نيوز” لمواقع التواصل الاجتماعي، وبشكل خاص “تويتر” الذي يحظى بشعبية واسعة في المملكة، تبين وجود أعداد كبيرة من الأسماء الوهمية التي تُشهر إلحادها، وتدعي أنها تعود لمواطنين سعوديين، لا يعلنون أسماءهم الصريحة مخافة الملاحقة، والمحاكمة بتهمة الردّة.
“أنا ملحدة!”.. مقالٌ نشرته صحيفة “الرياض” السعودية، اليوم الإثنين، يسلط الضوء على الظاهرة، في محاولة لمعرفة أسبابها.
ويرى كاتب المقال فايز الشهري، أن الكثير من الحسابات الإلكترونية الإلحادية “تستهدف التأثير في الشباب واستفزاز السعوديين باستثارة غيرتهم على جناب الله عز وجل”.
وسيلة سريعة لطلب اللجوء
ويقول الكاتب إن بعض الشباب والفتيات ممن أعلنوا الإلحاد في عواصم غربية، جاء موقفهم “كوسيلة سريعة للحصول على اللجوء والإقامة، ولكن ما أبخس البضاعة وما أعظم الثمن. والمحزن أن بعض الفتيات -تحديدًا- يتوقعن أن الحياة في الدول الغربية وردية زاهية، مثل فيلم رومانسي يصور على الشواطئ والغابات، وأخريات يتوقعن أن يسكن القصور والفيلات المحوطة بالحدائق”.
ضغوطات اجتماعية
ويضيف الكاتب “في حالات ربما كان للدور الأسري أثر سلبي جراء العنف والتطرف في التربية، وأحيانًا الانفلات والفوضى داخل البيت، إحداهن أعلنت إلحادها وهي تشتم كل مقدس، وقيمة اجتماعية، ثم عرفت، ممن يعرف سيرتها، أنها عاشت أوضاعًا أسرية مأساوية من التهتك الأخلاقي، والانحراف، فكانت ردة فعلها بذات المستوى والنتيجة”.
سجالات افتراضية
ويشارك آلاف من المدونين السعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي، النقاش الساخن، بين الحين والآخر، حول موضوع انتشار الإلحاد المثير للجدل في بلد محافظ كالسعودية يطبق الشريعة الإسلامية.
ويرى الكثير من المغردين في موضوع الإلحاد تهجمًا على بلادهم يستوجب الرد وتوضيح وجهة النظر الملتزمة دينيًا.
ولا توجد أرقام رسمية لعدد الملحدين في السعودية، ويختلف الدعاة في تعريف الإلحاد ودرجاته، في ظل عدم وجود ضابط رسمي أو تعريف موحد للظاهرة، وقد يصل الأمر ببعضهم إلى اتهام أشخاص بالإلحاد لمجرد استماعهم للموسيقى، أو عدم قيامهم بصلاة الفجر.
في حين يرى بعض السعوديين أن الإلحاد في المملكة، لم يرقَ إلى كونه ظاهرة، بل يقف عند حدوده الطبيعية، كأي دولة أخرى، معتبرين أن عدد الملحدين في البلاد لا يُذكر بالمقارنة مع ملايين السعوديين المحافظين.
وسبق لمعهد غالوب الدولي، ومقره زيوريخ، أن نشر دراسة، عام 2014؛ قال فيها إن نسبة الإلحاد في السعودية تتراوح ما بين 5 إلى 9% من مجموع عدد سكان المملكة، لكنًّ كثيرًا من التقارير شككت في نتائج الدراسة، وصحة صدورها عن المعهد الشهير. ارم نيوز