فيلادلفيا نيوز
أصدرت وحدة العلاقات العامة والإعلام في محافظة القدس تقريرها الشهري حول انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في المحافظة لشهر نيسان 2022 لخصت فيه مجمل انتهاكات الاحتلال الراميه لفرض سيادته على العاصمة المقدسية ومحاولات تهويدها.
ارتقى في 15 نيسان/ الشاب “فواز حمايل” مدير دائرة الشباب والرياضة في محافظة القدس شهيدًا متأثرًا بجراحه التي أُصيب بها نتيجة إطلاق الاحتلال رصاص “الدمدم المحرم دوليًا”، عن مسافة قريبه تجِاهه أثناء اقتحام قوات الاحتلال بلدته بيتا. ويذكر أن الشهيد حمايل يبلغ من العمر ( 46 عامًا) وهو أب لـ ِ3 أبناء.
وخلال شهر نيسان جَدَّدَتْ سلطات الاحتلال قرارًا لمحافظ القدس “عدنان غيث” بمنعه من الدخول إلى الضفة الغربية، وذلك عقب اعتقاله من منزله في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المُبارك، ويُذكر أن المحافظ غيث تَعرض لعشرات الاعتقالات والاستدعاءات منذ تسلمه منصبه في شهر آب للعام 2018، ويفَرض عليه الاحتلال الإقامة الجبرية في مكان سكنه في بلدة سلوان، ويمنعه من التواصل مع عشرات الشخصيات الفلسطينية.
كما ورصدت محافظة القدس خلال شهر نيسان الإصابات الناتجة عن استعمال قوات الاحتلال القوة المفرطة ضد المواطنين في مختلف أنحاء العاصمة المحتلة، إذ رُصد (463) إصابة تركزت غالبيتها في المناطق العلوية من الجسد، أدت لكسور ونزف داخلي، كما وفقد البعض منهم أعينهم جراء الإصابات المباشرة في منطقة العين.
وفي الجمعة الثالثة من شهر رمضان المبارك الذي وافق ال22 من نيسان، أصيب الشاب المقدسي وليد الشريف (23 عامًا) خلال المواجهات التي اندلعت في المسجد الأقصى المُبارك، وتعرض للاعتداء والاعتقال ولم يقدم له العلاج الفوري، إذ لم يصل الأكسجين للدماغ لمدة 20 دقيقة مما أثر على خلايا الدماغ، حيث عانى من نزيف حاد بالدماغ وكسور بالجمجمة، وهو حاليًا في غيبوبة حسب التقارير الطبية، وحالته الصحية صعبة وحرجة جدًا.
بالإضافة لذلك واصل قطعان المستوطنين اعتداءاتهم واستفزازاتهم حيث نفّذوا (42) اعتداءً منها (8) اعتداءات بالإيذاء الجسدي.
وكانت باحات المسجد الأقصى قد شهدت مواجهات عنيفة خلال شهر نيسان أطلق خلالها الاحتلال الرصاص المطاطي وقنابل الغاز والصوت تجاه المصلين دون مراعاة لحرمة وقدسية المكان، وعاث فيه خرابًا، فحطم نوافذ جبصية مُطعمة بالزجاج، وكسر أبواب المصلى، وحطم أجهزة مكبرات صوت، وقطع أسلاكها.
وكان أعنف الاقتحامات في 15 نيسان والذي صادف الجمعة الثانية من شهر رمضان، إذ شهد المسجد الأقصى مواجهات عنيفة، بدأت منذ بزوغ الفجر حتى الساعة العاشرة صباحًا، استباحت خلالها قوات الاحتلال المسجد الأقصى، ما أدى لإصابة نحو (160 مصلٍ) تم نقل 80% منهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج السريري وإجراء عمليات لهم، ونفذّت اعتقالات غير مسبوقة من داخله طالت (476) من المصلين الصائمين.
كما وشهد المسجد الأقصى خلال الفترة من 18- ولغاية 21 نيسان، اقتحامات واعتداءات يومية من قبل قوات الاحتلال بهدف تأمين اقتحامات المستوطنين للأقصى خلال ما يُسمى عيد الفصح العبري، ويذكر أنه خلال شهر نيسان تم رصد اقتحام (7274 مستوطناً) لباحات المسجد الأقصى المُبارك بحماية مشددة من قوات الاحتلال الخاصة المدججة بالسلاح. وبذلك يشهد ازدياد الضعف تقريبًا بالمقارنة مع شهر نيسان/2021، إذ تم رصد اقتحام ( 3616 مستوطنًا) آنذاك.
وفي سياق متصل، أصدرت شرطة الاحتلال قيودًا لوصول المسيحيين إلى كنيسة القيامة في القدس المحتلة، وقلصت عدد المحتفلين بسبت النور عشية أحد القيامة بما يتنافى مع أبسط حقوق الإنسان وحرية العبادة، وعليه حرمت المسيحيين من الاحتفال بحرية في “سبت النور”، ونشرت الحواجز والقوات في شوارع حارة النصارى والطرقات المؤدية إلى كنيسة القيامة، ومنعت الوصول إلى محيط الكنيسة وداخلها، كما واعتدت بالضرب والدفع على العشرات من المحتفلين بسبت النور.
وخلال التقرير رُصد نحو (894) حالة اعتقال لمواطنين في محافظة القدس، ويلاحظ ازدياد وتيرة عمليات الاعتقال خلال شهر نيسان 2022 بواقع 3 أضعاف عن عمليات الاعتقال التي تمت خلال نيسان 2021.
كما وأصدرت محاكم الاحتلال العنصرية (23) حكمًا بالسجن الفعلي بحق أسرى مقدسيين، منها (14) حكمًا بالاعتقال الإداري. بالإضافة إلى ذلك تم رصد (14) قرارًا بالحبس المنزلي. ونحو (590) قرارًا بالإبعاد أكثر من نصفها قرارات إبعاد عن المسجد الأقصى المُبارك. كما وسلّمت مخابرات الاحتلال “الشيخ عِكرمة صبري” قرارًا بمنعه من التواصل مع عِدة شخصيات فلسطينية، وسلمت قرار منع من السفر لناشط مقدسي لمدة شهر قابل للتجديد.
وفي ملف الهدم، تم رصد عملية هدم واحدة، بالإضافة إلى تسليم إخطارات هدم في بلدة العيسوية بالقدس المحتلة. وفي الـ25 من نيسان جمدت سلطات الاحتلال قرار تنفيذ أوامر الهدم الصادرة بحق عمارة الطور حتى إشعار أخر، بسبب وجود شقه لا تشملها القرارات، كما وجُمد قرارًا مؤقتًا يقضي بإخلاء منزل عائلة “سالم” في حيّ الشيخ جراح وتحويل الملف إلى دائرة الهجرة التابعة للاحتلال.
وضمن محاولة مستمرة لقمع المؤسسات المقدسية وأي جهود مقدسية داخل مدينة القدس جددت قوات الاحتلال الإسرائيلي في بداية شهر نيسان، إغلاق 28 مؤسسة وجمعية وهيئة فلسطينية ناشطة في مدينة القدس المحتلة. وكان من ضمن هذه الجمعيات بيت الشرق ونادي الأسير وغيرها من المؤسسات الفلسطينية في المدينة، بحجة أنها لن تسمح باختراق “السيادة الإسرائيلية على القدس الموحدة”، على حد زعمها.
كما وتسعى سلطات الاحتلال إلى فرض واقع جديد على مدينة القدس المحتلة من خلال تنفيذ مشاريع استيطانية خطيرة، ففي نيسان صادقت ما تُسمى بـِ “لجنة التخطيط والبناء اللوائية” التابعة للاحتلال، على ثلاثة مشاريع استيطانية كبيرة جنوب القدس المحتلة، تشمل بناء (600 وحدة استيطانية) على أراضي الولجة وبيت صفافا، وتوسيع المنطقة الصناعية على مشارف بيت لحم وإقامة فنادق.