فيلادلفيا نيوز
…. في أوقات الشدة تظهر معادن الرجال ، فأبناء الأرض المنغرسة أقدامهم فيها التي لفحت الشمس وجوههم لا يديرون ظهروهم للوطن فهم الذين يحرسون الحلم عندما ينام الجميع ، وأبناء الفلاحين والحراثين والبسطاء لا يملكون سوى هذا الوطن وترابه الطاهر ومستقبله الذين نذروا أنفسهم لحمايته وبنائه بما يليق بالأجيال القادمة، ومن بين هؤلاء بل في مقدمتهم يبرز اسم معالي مازن عبدالله القرابة …. الطيب البسيط الذي وجد نفسه ربانًا لسفينة واحدة من أهم الوزارات وأكثرها التصاقًا بهموم الناس وأوجاعهم وأمنهم واستقرارهم وهي وزارة الداخلية .
وخلال الفترة البسيطة التي قاد فيها الضابط المحترف الفراية وزارة الداخلية نجح في كسر الصورة النمطية التي التصقت بأذهان الناس عن هذه الوزارة التي تحولت مكاتبها إلى مقرات مفتوحة دائمًا لحل مشاكل المواطنين وبث الطمأنينة في نفوسهم المتعبة .
الطالب الذي كان من الممكن أن يصبح طبيبًا حين تفوق في امتحان الثانوية العامة أدار ظهره لكلية الطب والتحق بالكلية العسكرية في جامعة مؤتة ليتخرج منها ضابطًا وهو الذي تربى في حضن أب عسكري ، هذه التربية المبكرة كرست لديه قناعة مطلقة بدور العسكر في حماية الوطن ومواجهة الشدائد مهما كانت قوتها ، فهم السور الذي نذر نفسه لحماية هذه الأرض من كل الشرور .
معالي مازن الفراية الذي تعرف إليه الأردنيون عندما أصبح ناطقًا رسميًا باسم إدارة الأزمة تعرفوا إلى رجل مختلف وإلى مسؤول يشبههم تمامًا يتحدث بلهجتهم التي تمنحهم الطمأنينة لذلك ازداد رصيد محبته في قلوب الناس الذي ظل حريصًا على رسم الطريق الذي يقودنا جميعًا نحو النصر على هذه الجائحة وهزيمتها من أجل أن ننتصر للحياة وللإنسان .
وفي وزارة الداخلية لا ينتظر الوزير مازن الفراية أن يأتيه أحد ليشرح له المشكلة بل هو الذي يذهب إلى موقع الحدث ويستمع إلى أهل الاختصاص من أجل أن يجترح حلًا شافيًا لأية مشكلة تخدش بهاء الوطن، فيراه الأردنيون بينهم في جميع المحافظات وهو الذي يصل الليل بالنهار من أجل إشاعة الطمأنينة بين الناس، فهذا الشاب العامر بالحيوية والوعي والثقة لا يتأخر عن موعده أبدًا ولا يحتاج إلى من يتحدث نيابة عنه ، فهو الذي تنطبق عليه مقولة الرجل المناسب في المكان المناسب ولأنه ابن هذه الأرض الطيبة الطاهرة فقد منحه الله قدرة على معالجة الخلل وحل المشاكل الطارئة ، ولا يقف متفرجًا بل يستمع بهدوء وثقة إلى كل ما يتعلق بما يعكر صفو الناس من مشاكل سواء في جانبها الاقتصادي أو الاجتماعي أو التنموي أو العلمي ، وكما يقال لا خاب من استشار .
معالي مازن الفراية نموذج مختلف للمسؤول الكبير جاء في زمن مختلف أيضًا وفي داخله تصميم كبير على النجاح
مؤكدًا أن العلاقة بين الوطن وهذه الجائحة اللعينة لن تنتهي إلا بالنصر إن شاء الله، فهو لم يرث الوزارة ولم يأتي إلى هذه الحياة وفي فمه ملعقة من ذهب بل سار على طريق النجاح خطوة خطوة دفع لها ثمنًا غاليًا من الجهد والصبر والعرق والإخلاص ، ولست أبالغ حين أقول ما أحوجنا في هذه الأيام إلى مسؤولين يشبهون هذا الٱنسان الطموح المثابر ، المجتهد الطيب المعجون بحب الوطن والحرص على أن يظل بهيًا كبيرًا عاليًا طاهرًا كما نريد .