فيلادلفيا نيوز
أكد وزير التربية والتعليم، الدكتور تيسير النعيمي، أن امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة (التوجيهي) سيبقى قائماً في موعده المقرر، إلا إذا تطلبت الأمور الصحية والوقائية غير ذلك.
وفي حوارية حملت عنوان “التجربة الأردنية في التعليم عن بعد”، نظمها منتدى عبد الحميد شومان الثقافي مساء أمس الاثنين عبر منصة “زووم”، وبثت عبر صفحة مؤسسة شومان على “فيسبوك”، بين النعيمي أن الوزارة ستنشر لاحقاً جداول مواصفات امتحان (التوجيهي)، بحيث تحدد من خلالها الأوزان النسبية لكل وحدة دراسية في كل مبحث، ما من شأنه تمكين الطلبة من تنظيم دراستهم بشكل مسبق، والتركيز على الدراسة حسب هذه الأوزان.
وقال النعيمي في الحوارية التي أدارتها الاعلامية هبة الحياة عبيدات؛ إن “التعليم عن بعد ليس جديداً، وتسارعت وتيرته ومتطلباته وأشكاله وتحدياته، في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد”، لافتاً إلى أن هذا النمط من التعليم يعطينا فرصة جديدة للانتقال من مجرد تقديم المحتوى إلى التفكير الناقد والتعلم الذاتي.
وبين أن وزارة التربية أطلقت قنوات تلفزيونية ومنصات إلكترونية خاصة، تبث الدروس لمختلف المراحل الدراسية، أبرزها منصة “درسك”، وتوفر محتوى تعليمياً إلكترونياً متعدداً منه ما هو قصير على شكل فيديوهات تركز على المفاهيم الأساسية، ومنها ما هو مبني على الدروس في العلوم والرياضيات واللغتين العربية والإنجليزية.
واعتبر أن مهارات التعليم عن بعد من قبل الطالب والمعلم “بحاجة إلى تطوير”، مؤكداً أن هذا النمط من التعليم “فرصة للتركيز على مهارات التعلم الذاتي، واستقلالية التفكير، وتمكين مهارات التعلم من أجل التعلم”.
وأشار إلى أن الوزارة أجرت دراسات واستطلاعات رأي أجاب عليها نحو 36 ألف طالب وطالبة وحوالي 32 ألفاً من أولياء الأمور، و28 ألفاً من المعلمين، تبين فيها أن أعداد الطلبة الذي يتابعون التعليم عن بعد قرابة 78 بالمئة.
ولفت إلى أن الوزارة تدرك أن هناك مجموعة من الطلبة لا تتوفر لها الوسائل التعليمية والتكنولوجية، وتأثرت لانقطاعها عن المدارس، مشيراً إلى أن هناك طلبة لم ينخرطوا في عملية التعليم عن بعد لسبب أو لآخر، حيث ستبني الوزارة برنامجاً استدراكياً لهم.
وبين أن الوزارة بصدد بناء برنامج للوقوف على فجوات عملية التعلم عن بعد، علاوة على تصنيع 25 كرفانا مع أحد المتبرعين، ضمن مواصفات وشروط صحية، يتجمع فيها أعداد قليلة من الطلبة حيث سيتم توفير خاصية البث التليفزيوني لهم. من جهته، أكد مدير مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية، الدكتور زيد عيادات، أن التحدي الحقيقي لتجربة التعليم عن بعد يكمن “في كيفية ضمان تقديم خدمة تعليمية لأكبر عدد من الطلبة”.
وبين عيادات أن المشاركة في الاختبارات التي تبث عبر المنصات الإلكترونية ليست مؤشراً واضحاً لحضور الطلبة لتلك الاختبارات، فهناك طلبة ولاجئون لا يمتلكون أجهزة للتعلم. وقال إن محافظات معان، والكرك، الزرقاء، والعقبة، والبلقاء، أكثر الطلبة فيها لا يحضرون المنصات التعليمية، كما لا يرون بعملية التعليم عن بعد جودةً، بينما هنالك نسبة كبيرة من فتيات تلك المحافظات يجدون أن التعليم الإلكتروني لا يوازي التعليم المدرسي. وأكد عيادات أن غالبية الطلبة (أكثر من 61 بالمئة) راضون عن عملية التعليم عن بعد، عبر منصاتها المختلفة، لكن في المقابل هناك 72بالمئة من الطلبة راضون عن أداء أعضاء هيئة التدريس.
وبما أن الأردن يأتي في المرتبة الخامسة عربياً بجودة التعليم، بحسب عيادات، فإن هناك ضرورة للاستمرار في تحسين عملية التعليم من أجل ضمان تحقيق التنمية المستدامة، وتقديم أفضل خدمة تعليمية للطلبة.
وشدد عيادات على أهمية الاستجابة للتطورات التكنولوجية كوسائل مساندة ومساعدة المتعلمين، مع أهمية استجابة المجتمع والوزارة لعمليات التطوير في عمليات الوزارة التعليمية والتفكير بمنظور جديد للتعليم بعيداً عن الأزمات.
وثمن عيادات الجهود التي قامت بها وزارة التربية والتعليم، مقارنة بالوقت المتاح لها من أجل استمرارية التعليم للطلبة من خلال القنوات الفضائية والمنصات التعليمية التي وفرتها الوزارة.