فيلادلفيا نيوز
كشف مسؤول أميركي أمس أن إدارة الرئيس دونالد ترامب عارضت تصويت الحكومة الإسرائيلية المقرر اليوم على مشروع قانون إسرائيلي مثير للجدل يضم مستوطنات بالضفة الغربية المحتلة لبلدية القدس.
وكان مقررا أن تصوّت لجنة وزارية أمس على مشروع “قانون القدس الكبرى” بهدف تسريع إحالته إلى الكنيست لإقراره. ولكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرر ارجاء التصويت.
وقال المسؤول الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه “اعتقد انه من المنصف القول ان الولايات المتحدة لا تحبذ الأفعال التي تعتقد أنها ستصرف انتباه الأطراف المعنية عن التركيز على تحقيق تقدم في مفاوضات السلام”.
وتابع المسؤول “اعتبرت الإدارة ان مشروع قانون توسيع القدس واحد من هذ ه الافعال”.
ويوسّع مشروع القانون صلاحيات بلدية القدس الإسرائيلية لتشمل كتلا استيطانية تقع جنوب القدس وشرقها، في الضفة الغربية المحتلة منذ خمسين عاما.
وبموجب القانون، سيتم ضم مستوطنات معاليه ادوميم الكبيرة شرق القدس
ومستوطنة بيتار عيليت لليهود المتشددين جنوب غرب القدس وكتلة غوش عتصيون إلى الجنوب بالإضافة الى مستوطنتي عفرات وجفعات زئيف، الى حدود المدينة الموسعة.
والصيغة الثانية للقانون، تقضي بفصل الضواحي الفلسطينية كليا عن المدينة، بعد ضم المستوطنات، بشكل يختلق أغلبية يهودية بـ 90 %، في القدس المحتلة بشطريها من العام 1948 و1967، وبحسب توسيع منطقة نفوذها على الاحتلال.
وتعتبر إسرائيل القدس بشطريها عاصمتها “الابدية والموحدة” في حين يسعى الفلسطينيون إلى أن تكون القدس الشرقية المحتلة عاصمة دولتهم العتيدة.
وكان وزير المواصلات والاستخبارات الإسرائيلي اسرائيل كاتز الذي دعم مشروع القانون، أكد انه سيضيف 150 ألف شخص الى سكان القدس ما يعزز الغالبية اليهودية فيها.
وترى أوساط إسرائيلية، إن مشروع القانون سيقود الى اعتراضات دولية كثيرة، ما قد يؤدي الى ضغوط على إسرائيل لتتراجع عنه. وقال مصدر إسرائيلي مسؤول لصحيفة هآرتس أمس، إن “الصيغة الحالية للقانون ستعرضنا لضغوط دولية كبيرة، كما أنه يتضمن مشاكل قضائية صعبة، نتنياهو لن يسمح لنفسه أن يدعم القانون بصيغته الحالية”.
ونددت القيادة الفلسطينية بالمشروع، معتبرة أنه يشكل “ضما” وخطوة اضافية باتجاه “نهاية حل الدولتين”.
وتعد الحكومة التي يتزعمها نتانياهو الاكثر يمينية في تاريخ اسرائيل، وتضم مؤيدين للاستيطان دعوا منذ تولي دونالد ترامب الرئاسة في الولايات المتحدة الى الغاء فكرة حل الدولتين وضم الضفة الغربية المحتلة.
وجهود السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين متوقفة بالكامل منذ فشل المبادرة الأميركية بهذا الشأن في نيسان(أبريل) 2014.
وبينما تسعى إدارة ترامب لإحياء مفاوضات السلام المتعثرة، فتعرضت واشنطن لانتقادات لصمتها حيال الأنشطة الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية المحتلة مقارنة بادارة باراك اوباما التي كانت تنتقد الاستيطان.
من جهة أخرى، من المفترض أن يجري اليوم، “احتفال” بمرور 100 عام، على احتلال مدينة بئر السبع، على يد قوات أسترالية ونيوزيلاندية، مع بدء الاحتلال البريطاني لفلسطين، وسيشارك في “الحفل”، الوزراء الأسترالي مالكولم تورنبول، وحاكمة نيوزيلندا.
وأعلن نتنياهو في جلسة حكومته الأسبوعية أمس، أنه سيغادر هذا الأسبوع الى بريطانيا، للمشاركة في الحفل الرسمي، بمرور 100 عام، على وعد بلفور المشؤوم للصهاينة. وقال نتنياهو، إن ذلك “الوعد اعترف بأرض إسرائيل كالبيت القومي للشعب اليهودي، وهو الذي أدى إلى تحركات دولية، أدت إلى إقامة دولة إسرائيل”.
وتابع نتنياهو قائلا، إن “الدولة ما كانت ستقوم بدون الاستيطان والتضحية والاستعداد للكفاح من أجلها، ولكن الحراك الدولي بدأ بلا شك بوعد بلفور”. وقال إنه ستشارك في هذا الاحتفال رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ورؤساء المنظمات اليهودية. -( ا ف ب )